الألتراس اختراع ليس مصريا.. لكنه وجد هوي في نفوس المصريين. الألتراس هم هؤلاء الذين يتصورون أنهم فوق الجميع.. أو فوق الآخرين.. وهو نظرية اخترعتها الصهيونية العالمية.. وروجت لها النازية.. وعمقت مفاهيمها الفاشية الجديدة. إنت أحسن مني.. وأجدع مني.. بأمارة إيه.. أهو كده يعني أنت فوق الكل.. واللي مش عاجبه.. يشرب من البحر.. لم يكن المصريون هكذا ولكنهم اصبحوا هكذا.. واصبحوا بأغانيهم أجدع ناس.. مين هم أجدع ناس.. هم المصريين. هل يتصور المصريون انهم الأفضل مثلا.. وأنهم الأذكي والأشطر والأجدع.. لماذا إذن نحن في الصف الثاني والثالث أو حتي الخامس في أي مجال تختار. السبب أننا شعب غرقنا في الاغاني التي تمجد أصولنا.. والآثار التي تمجد تاريخنا.. ونسينا أن نغني للحاضر الذي هو ملئ بالسلبية والتواكل في نفس الوقت الذي هو ملئ بالتصور الخاطئ عن أننا الأفضل. أنظر لأي أهلاوي أو زملكاوي.. اي مسلم أو مسيحي.. أي صعيدي أو بحراوي.. أي قاض أو محام.. أي سواق تاكسي أبيض.. أي أمين شرطة في سيدي جابر.. ناس كتير.. كتير قوي تتصور دائما أنها الأفضل من كل من حولها.. ولها الحق ان تفعل ماتشاء. في قضية »جدو« مثلا تجد الزملكاوية يتحدثون عن كرامتهم التي اهينت وحقهم في الانتقام من اللاعب.. هذا لأن اللاعب ذهب الي النادي الأهلي وليس أي ناد آخر. بينما تجد الأهلوية يحاولون الضغط علي اتحاد الكرة لتلوين كل قرار باللون الأحمر. في قضية أخري.. تركت سيدة مصرية بيت زوجها بعد خلاف معه.. يحدث هذا في بيوتنا مليون مرة كل يوم.. لكن زوجها استغل منصبه وأهاج الدنيا.. وكأن هذه السيدة تختلف عن كل المصريات.. ولولا انكشاف الأمر بسرعة لحدثت فتنة لم تخمد نارها حتي الآن. لابد أن يدرك اي واحد.. أنه ليس الأفضل.. وأن كل الناس متساوون.. وأن هناك بالتأكيد من هم أفضل منا.. لابد ان نخرج من أغانينا إلي واقعنا!