هل تقدر حياة انسان بالمال مهما كان حجم هذا المال كثر أو قل؟! الاجابة البديهية بالطبع هي لا .. فحياة الانسان لا تقدر بمال ، ولكن مازال بعض ضعاف النفوس والعقول يعتبرون المال أغلي ما في الوجود .. بل أغلى من حياة كل البشر.. والنموذج الحي على هذه الحقيقة المحزنة هذه الواقعة حيث شهدت منطقة ميت نما، التابعة لمركز قليوب، بمحافظة القليوبية جريمة شروع في قتل نتيجة خلاف قديم على خمسين جنيه. كاد أن يفقد شاب حياته على يد ثلاثة أشقاء، تربصوا له لقتله وإزهاق روحه، لكن عناية السماء أنقذته من الموت. تفاصيل تلك القصة ترويها السطور التالية. إسلام حمدي، شاب يبلغ من العمر 24عامًا، يسكن في بيت بسيط مع أسرته الصغيرة التي تتكون من أم وأب وأخت. حصل إسلام على دبلوم صنايع، لم يكن مثل غيره من الشباب الذين يرون أن الحياة زواج وبيت فقط. حياة روتينية، لقد كانت طموحاته واهتماماته أكبر من ذلك بكثير، فلم تكن في اهتماماته وهو ما زال في ريعان شبابه إلا هدف واحد وهو تحقيق ذاته، ولم يتخل يومًا واحدًا عن أحلامه ولم يمل، واستطاع في سنه الصغير أن تكون له ورشته الخاصة ويعمل تحت يديه العديد من الأشخاص. كادت حياته أن تنتهي في غمضة عين، عندما تعدى عليه ثلاثة أشقاء بالضرب، ولكن العناية الإلهية أنقذته من الموت. يقول محمد عم المجني عليه: "القصة بدأت منذ أكثر من 25يومًا، عندما كان إسلام مدين بمبلغ خمسين جنيه لشخص يدعى مصطفى، ولكن حدثت حالة وفاة جعلت إسلام ينسى هذا الموضوع، ولكن بعد فترة قابله مصطفى في الشارع وطلب منه رد المبلغ. في ذلك الوقت كان شقيقي الأكبر والبالغ من العمر 59عامًا، يقف وأبلغه أنه سيدفع هو المال، ولكن كاد مصطفى أن يتعدى عليه بالضرب، فبادره إسلام بصفعه على وجهه، وحدثت مشاجرة بينهم، ثم اتصل بي مصطفى ليبلغني ما حدث، وأنه سيأخذ الخمسين جنيه خمسمائة جنيه بسبب تعدي إسلام عليه، وبالفعل ذهبنا وأعطيناه المبلغ، وصفعت إسلام أمامه بالقلم، وانتهى الأمر بيننا، ولكنهم ظلوا يبيتون النية بقتله انتقامًا منه". وأضاف قائلًا: "أربعة أيام وهم يأتون يوميًا ويتربصون لإسلام بالشارع، ولكن خلال تلك المدة كان إسلام يأتي من شارع آخر، إلى أن جاء اليوم الموعود، وأثناء عودة إسلام من الشارع الرئيسي، تعدوا عليه بالضرب، وطعنه أحدهم بالسكين في بطنه والآخر أعطاه طعنة من الخلف، أسرعنا إلى مستشفى النيل لإنقاذه ولكن نظرًا لخطورة حالته تم نقله لمستشفى شبرا العام، وخضع لعملية جراحية، وكان الجرح بعمق 6سم واستغرق 35غرزة، حررنا محضرًا بالواقعة، وتم القبض عليهم، ولكن النيابة أخلت سبيلهم، ولا أعرف كيف؟! ولكننا قدمنا طلبًا بتفريغ الكاميرات، والتي تثبت تربصهم له ومحاولة قتله، فنحن لا نريد سوى حقنا بالقانون". بلاغ تلقى رئيس مباحث مركز شرطة قليوب، إشارة من مستشفى شبرا العام بشارع أحمد حلمي- القاهرة، بوصول " إسلام . ح .ف" 24 سنة، حداد ومقيم بدائرة المركز، مصاب بجرح قطعي بالبطن وتجمع دموي داخل البطن والحوض، وتم حجزه لتلقى العلاج اللازم. تم الانتقال على الفور لمحل الواقعة، وبعمل التحريات اللازمة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كل من "مصطفى. ص" 30 سنة، عامل مصاب بكدمات بالساقين والرأس، وشقيقيه "أحمد.ص" 36 سنة، طباخ، و "محمد .ص" 44 سنة، كهربائي، لوجود خلافات مالية بين المجنى عليه والمتهم الأول، وحال قيامه بمطالبة المجنى عليه بدفع المبلغ المالي المستحق له، حدثت بينهم مشادة كلامية تطورت لمشاجرة تعدى خلالها الثاني والثالث عليه بالضرب، وقام الأول بطعنه بسلاح أبيض مطواه. تم ضبطهم، وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الواقعة على النحو المبين، وقرر الأول أنه وراء إصابة المجنى عليه، وتم بإرشاده ضبط السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة عبارة عن مطواه، وتم التحفظ عليها، وتحررعن ذلك المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق.