جريمة بشعة، تؤكد المقولة الشهيرة، "إحذر عدوك مرة وإحذر صديقك ألف مرة"، شاب تمكلته مشاعر الحقد والغدر تجاه صديقه لعلمه بثرائه، فخطط لاختطافه وقتله ثم طلب فدية من أسرته، وبالفعل نفذ جريمته وقتله داخل شقة أخيه، وحينما شعر بأن الأمن يشك فيه، اتصل بشقيقه لمساعدته في التخلص من الجثة وتقطيعها، لكن شقيقه أبلغ عنه الشرطة، ليتم ضبطه ويعترف بتفاصيل جريمته البشعة. كان الحقد يشتعل يوما بعد الآخر تجاه صديقه، نار تكوي قلبه يوما بعد الآخر حينما كان يرى ثراء صديقه بالشرقية، لم يفكر يوما فى الصداقة، لم يهن عليه العيش والملح، فقط سلم نفسه للشيطان واستسلم لشبح الغدر، كانت هواجس الحقد الدفين تكبر بمرور الوقت، خاصة بعد ان علم بثراء أسرة صديقه وأنه يعيش حياة أرستقراطية ورغد، هنا بدأ يدور فى عقله فكرة خبيثة، استطاع أن يزرعها شيطانه فى وقت قصير وهي خطف صديقه وطلب فدية من أسرته، وبالفعل اتصل بمجموعة من أصدقاء السوء من منطقته والذي تربطه بهم علاقة قديمة، اتفق معهم على مخططهم الشرير، وموعد التنفيذ، وأثناء ذلك كان ياسين كاسبر ابن محافظة الشرقية، يتصل به للاطمئنان عليه بين الحين والحين، ولا يعلم بما يدبره له هذا الشرير، كما أنه لم يكن يعلم انه نهايته ستكون على يد ذلك الشيطان، جريمة بشعة سطرها شاب خبيث استطاع أن يتلاعب بصديقه ويوهمه أنه هكذا وهو أبعد ما يكون عن الصداقة ولا حتى الزمالة ولا أي شيء من هذا المعنى، ولا يزال هذا الشاب السيء يفكر ويخطط ويدبر كيف ينفذ مخططه وجريمته البشعة التي تحمل بين طيات سطورها مأمساة تدمي القلوب وتحير العقول وتؤكد أن الحب والمودة لا يجب أن يتم زرعها فى كل شخص، لكن يجب التأكد من طبيعة ونوايا الأشخاص، وهكذا قال أجدادنا فى الأمثال "حرص ولا تخون"، لكن "كاسبر" شاب لا يزال على الفطرة، قلبه يحمل الطيبة والإخلاص لكل البشر، حتى كانت نهايته على يد هذا الشاب الشرير الذي ارتدى ثوب الصداقة وتخفى خلف قناع الإخلاص والحب والصدق والشهامة الذي هو أبعد ما يكون عن تلك الصفات، لقتله صديقه ياسين كاسبر، ابن قرية الصنافين. المتهم بقتل صديقه، يدعى، عاطف سيد مصطفى، عمره 42 عاما، مقيم بالمرج، كان يعمل فني تركيبات فى مصنع مستلزمات وتجهيز محلات بمنطقه المطحن بشارع الترولي بمدينه السلام، فى نفس المصنع الذي يعمل به ياسين كاسبر، ولأنه محطم نفسيا وماديا، لأنه منفصل عن زوجته، كان ينظر إلى ياسين على أنه شاب ثري وحالته المادية جيدة، بدأ الحقد والغيرة يتولدان داخله، يشاهده وهو يستقل سيارته الملاكي، فتشتعل وتتوهج نار الغيرة أكثر، حتى جاءته فكرة خطفه وطلب فدية بمساعدة مجموعة من زملائه. على الناحية الأخرى، كان ياسين شابا ملتزما، لا يسيء لأحد فى عمله، وحيد والديه، جميع أهل قريته الصنافين يحبونه، فى نفس الوقت كان المتهم يقوم بزيارته فى بلدته، يتعرف على أقاربه، وفى الفترة الأخيرة بدأ يبتعد حينما بدأ يفكر فى مخططه الشيطاني، ترك عمله، لكن قبل الجريمة بأيام اتصل بياسين، وطلب منه زيارته فى قريته، هنا كان يخطط لارتكاب جريمته ويدرس طرق ومداخل القرية حتى يتمكن من خطف صديقه. فى يوم الجريمة اتصل بياسين،ودعاه لمشاهدة مباراة كرة قدم معًا، والتقى به فى مدينة السلام، أخذه على دراجته النارية، واصطحبه لمنزل شقيقه، بالمرج وفور دخوله شقة شقيقه ضربه بالشاكوش على رأسه، وبعدها فارق ياسين الحياة، ثم أخذ تليفونه المحمول وتركه فى شقة شقيقه، واتصل بأسرته، وأبلغهم باختطاف ياسين كاسبر، وطلب فدية 350 ألف جنيه، فى نفس الوقت، ادعى أنه لم يعلم باختطاف ياسين، وذهب لشقيقه وخاله وفور علمه أظهر قلقه، ومشاعره الكاذبة، وكأنه يبحث عنه معهم، ولكن الهدف هو رصد تحركاتهم. تم تحرير محضر فى قسم شرطة السلام، وتم التنسيق بين مباحث القاهرة ومباحث الشرقية، بإشراف اللواء أشرف الجندي مدير مباحث القاهرة، واللواء محمد والي مدير المباحث الشرقية، بتوجيهات وإشراف اللواء علاء سليم، مساعد الوزير للأمن العام، واللواء جرير مصطفى مساعد الوزير مدير أمن الشرقية. فى نفس الوقت كان يتحرك مع أسرته، يعرف خط سيرهم، ويتصل بزملائه وشركائه فى الجريمة يبلغهم بما يحدث فيتصلون بأسرة الشاب المجني عليه، من تليفون ياسين، ويقلدون صوت شخص بدوي، وبدأوا يطلبون مبلغ أكبر، نصف مليون جنيه، لكن شقيقه وخاله اشترطوا سماع صوت ياسين أولا، لكن ياسين قتيل داخل شقة أخيه لمدة 4 أيام، يضعون على الجثةالمنظفات والعطور حتى لا تفوح رائحتها، وهنا بدأ يخطط لتقطيع الجثة وإلقائها فى أماكن متعددة، لكن فكرة البحث عن المجني عليه مع أسرته باعدت الوقت ولم يتمكن من تنفيذ مخططه، أثناء ذلك كان بعض أصدقاء ياسين يتصلون به، وهنا بدأ رئيس مباحث السلام يشك فى صديقه عاطف، ويراقبه ويضيق الخناق عليه، فاتصل بشقيقه الذي كان مسافرا وأبلغه أنه يريد مساعدته للتخلص من جثة كاسبر، لكن الأخ اتصل بالشرطة وأبلغ عن أخيه، وتم ضبطه، واعترف بتفاصيل جريمته البشعة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، وأمرت بحبسه.