لا ذنب له ولا جريرة ارتكبها ليلقى مصيرا كهذا!، تلميذ بالصف الرابع الابتدائي يقيم بمركز العدلية بالشرقية، لا يعرف معنى الكراهية معظم جيرانه وأصدقاء طفولته يحبونه، لكن المتهم الذي اغتال براءته بعد قتله، انتقم من أبيه بسبب طرده من ورشته. رغم أنه لم يتجاوز التاسعة من عمره، فإن الطفل محمد كان يقيم الشعائر ويؤذن بالمسجد الذي كان أمام منزله، كل من في المنطقة قلبهم ينشرح لحظة أذانه لمواقيت الصلاة، عاش سنواته القليلة محبا لأهله وجيرانه وتركهم بقلوب مطعونة تنزف دمًا لفراقه على يد جاره الشرير المنبوذ من أهالي منطقته الراسب في أخلاقه والراسب في دبلوم الصنايع» أمين. أ. م «19 سنه» وشهرته «حلبة»، الذي اقتص من طفل بريء ينتقم من والد وعم الطفل لقيامهما بطرده من الورشة الخاصة بهما التى كان يعمل بها لديهما، وتشويه سمعته. وقف الشاب المتهم يبكى داخله من الخوف على جريمته الشنعاء، التى هزت قلوب أهالى قرية العدلية، ويعترف لرجال المباحث بخطفه الطفل بدافع الانتقام، موضحاً أنه كان يعمل خراطاً بورشة عم الطفل، وخطط لخطفه بعد قيام العم بطرده من العمل، وامتنع عن سداد مستحقاته - حسب قوله. وأضاف أن له عنده مبلغ مالى، وهو حقه فى العمل، وأن عم الطفل طرده ورفض إعطاءه ماله، ربما يكون مبلغاً بسيطاً، لكنه هو يحتاجه فخطط لخطفه وأرسل إليه طفلاً صغيراً يستدرجه للعب سوياً على الطريق، وقام بعدها بخطفه إلى المقابر ثم إلى حجرة على شط ترعة الإسماعيلية أمام القرية، وعندما حاول الطفل الهروب منه ضربه بحجر كبير على رأسه، وقام صديقه بقتله بسلاح أبيض، ثم اتصل بعم الطفل، يطلب منه فدية مالية مقابل عودة الطفل سالماً، وذلك بعد أن قتل الطفل، ويتابع المتهم «ليت كل ما امر به حلم وأستيقظ منه على صوت والدتي التى تخبرني بانى تأخرت عن الورشة فلم اعتقد يوما ان تكون تلك نهايتى، لقد تبددت احلامى وتمنيت شراء سيارة لأعمل عليها وأصبح تاجرا كبيرا لكن تلك الجريمة كالنار التهمت كل ما تمنيت وأصبحت حياتى رماداً، خالية حتى من ابسط حقوقي، ويضيف المتهم بعد ان اغرورقت عيناه بالدموع «ياريتنى ما قتلته، أنا أستاهل اللى يحصلِّي»، لكن أنا خايف على أهلي من عائلة «حسن» وربما يأخذون بثأره منهم. ويتابع: «حسن» كان طفلاً محبوباً من الجميع وانا كنت بحبه ودايما بلعب معاه ونهزر سوا، كما انه يوميا كان يأتي لي بالغداء مع والده وبعدها نذهب سويا للصلاة ثم اعود لمباشرة عملى مرة اخرى ويذهب هو الى منزله لكتابة واجباته المدرسية. ويقول «حسين صقر» عم الطفل أن المتهم كان يعمل لديه بالورشة، وقام بسرقته 3 مرات، وفي كل مرة كان يكتفى بنصحه ويبقيه في العمل لانه ينفق علي أسرته لأن والده فقير الحال ولا يتحمل نفقات أسرته، وكان يساعده مادياً، وبعد أن لاحظ عليه إدمان المخدرات، طرده من الورشة منذ 3 شهور بعد أن أعطاه كامل مستحقاته، للحفاظ على سمعة المكان. وأضاف العم: فجأة اختفى «حسن» ابن شقيقى «إبراهيم» بعد عودته من الدرس، وبعدها بفترة بسيطة، وصلتنى رسالة على هاتفى من مجهول بطلب فدية 150 ألف جنيه، مقابل عودة الطفل سالماً، ثم اتصال، عرفت من خلاله صوت المتهم «أمين» الذى كان يعمل عندى بالورشة. أسرعت وأخبرت عمدة القرية بالواقعة، وبالصدفة كان المتهم يراقب الأمر لأن منزله قريب من منزل العمدة، فقام العمدة بالتحفظ عليه، ولكنه كان قد قتل الطفل، وبتسليمه للشرطة ظل يضللهم ويخبرهم بأن الطفل فى مدينة العاشر من رمضان، وتوجهت قوة للعاشر بالفعل، وفى هذه الأثناء كانت مجموعات من أهالى وشباب القرية، قد خرجت للبحث عن الطفل إلى أن عثرنا عليه بحجرة على شط ترعة الإسماعيلية مقتولاً بطريقة بشعة، وليس حقيقياً أن المتهم له عندى أية مبالغ مالية، وجميع القرية تعرف مساعدتى له ولأسرته لوجه الله». والتقط «محمد صقر» عم الطفل الأكبر أطراف الحديث من أخيه قائلاً «اتق شر من أحسنت إليه، وشقيقى حسين كان يعامل المتهم خلال فترة عمله معه بما يرضى الله، ولم يفتر عليه، ولكنه طرده لسوء سلوكه، بعد أن بدأ يسرق ويتعاطى المخدرات، وأتمنى أن تتم إجراءات محاكمة المتهم بأسرع وقت حتى تهدأ النيران فى قلوبنا».