«عاطف» و«وليد» شابان يقطنان إحدى قرى مركز طما شمال محافظة سوهاج، عاطلان عن العمل ونظراً لظروفهما القاسية، يعانيان من ضائقة مالية طاحنة جعلتهما يستدينان من أهالى قريتهما، مما أثقل كاهلهما بالديون وللخروج من هذه الأزمة، هداهما شيطانهما الخبيث للبحث عن حيلة تمكنهما من سداد ديونهما المتراكمة والعيش فى رغد حتى إن كان من الحرام ولأن الشيطان كان ثالثهما ووجد ضالته معهما خططا لخطف ابن عمهما الثرى الذى مات أبوه وترك لأبنائه ثروة طائلة نتيجة عمله فى المقاولات، وكانت سبباً فى شعورهما بالحقد والكراهية تجاه أسرته، وبعد تفكير وتشاور فيما بينهما، قررا اختطاف الطفل «أبوبكر» الذى لم يتجاوز السادسة من عمره وطلب فدية من والدته وشقيقه الأكبر لسداد الديون المستحقة عليهما لدى الكثير من أهالى القرية، واستعان الشبان بثلاثة من أصدقائهما لتنفيذ جريمتهما حتى لا ينكشف أمرهما، خاصة أنهما من أقارب الطفل ويستطيع التعرف عليهما بسهولة. قام الأشرار الخمسة برصد تحركات الطفل بكل دقة لانتهاز الوقت الملائم لخطفه، وسنحت لهم الفرصة بعد انتظار وترقب خروج «أبوبكر» مع شقيقته التى توجهت به إلى عيادة أحد الأطباء وعقب عودته ألح عليها تركه يلعب مع أقرانه لبعض الوقت على وعد بعودته على وجه السرعة، ومع إصراره وتوسلاته استجابت لطلبه لعل ذلك يكون سبباً فى شفائه، وبمجرد أن ابتعد الطفل قليلاً عن منزل أسرته انقض عليه احد المتهمين وأدخله بالقوة فى توك توك كان فى انتظاره والذى انطلق مسرعا إلى مدينة طما، حيث تم إخفاء الطفل فى منزل الشريكة السادسة، وتحول الطفل إلى رهينة لديهم، والتى حرصت على تغطية وجهها أمام الطفل طيلة الوقت حتى لا يتمكن من التعرف على ملامحها بعد إطلاق سراحه، مما أصاب الطفل بحالة من الرعب والخوف منها، وانخرط فى بكاء مستمر راجياً منهم العودة إلى أسرته، ولكن دموعه لم تلق استجابة من قلوب قاسية متحجرة لا تعرف الرحمة ومتعطشة إلى المال فقط. بدأ الأشرار فى استكمال الخطة التى رسمها لهم الشيطان بإجراء اتصال مع شقيق الطفل الذى اكتشف غيابه قبل دقائق من تلقى الاتصال، والذى تم خلاله طلب فدية ثلاثة ملايين جنيه مقابل إطلاق سراح شقيقه، إلا أنه أخبرهم بأنه لا يمتلك هذا المبلغ، وطلب مهلة لتدبيره، وبدأ التفاوض على تقليل الفدية، وخشية على حياة الطفل توجه إلى مركز الشرطة وأبلغ عن الواقعة، حيث طلب منه رجال المباحث مجاراة الخاطفين لتحديد هويتهم، ومكان اختطاف الطفل، وبالفعل توصلت جهود رجال المباحث بعد عدة اتصالات قام بها الخاطفون مع شقيق الطفل إلى تحديد مكان اختفاء الطفل. اللواء مصطفى مقبل مدير أمن سوهاج، أمر رجاله بسرعة التوجه إلى مكان اختفاء الطفل والعودة به فوراً إلى أسرته.. توجهت قوة من الضباط وكانت حريصة على حياة الطفل، وعلى ألا يشعر بهم الجناة حتى لا يقتلوه.. ونجحت الخطة وتمت مداهمة الشقة وألقت القبض على الأشرار الستة وعثر على الطفل فى حالة إعياء شديد، فقد امتنع عن تناول الطعام والشراب وتوجهوا به إلى المستشفى مباشرة وتم إنقاذ حياته. كانت المفاجأة مدوية عندما عرفت أسرة الطفل شخصية الخاطفين، فهم أبناء عمه، كيف تحول الدم إلى ماء، وكادوا يقتلونه، كل هذا من أجل المال، وكاد أهل القرية أن يفتكوا بهم وأنقذهم رجال الأمن من أيديهم بأعجوبة، اقتادوهم إلى قسم الشرطة ومنه إلى النيابة التى قررت حبسهم، وكانت فرحة الأم لا توصف بعودة طفلها الصغير، حيث إنها كانت تشعر أنها لم تحافظ على الأمانة التى تركها زوجها لها وهى أطفالها.