جريمة قتل بشعة من الصعب حدوثها داخل هذا المكان الذي لم يشهد أي جرائم مماثلة من قبل ، ولما لا وهو كومباوند الاثرياء الذي يفيم فيه كريمة المجتمع وصفوة القوم ويحظي بتأمين علي مستوي عالي . المتهمة قررت سرقة زوج خالتها المليونير وهي تحلم بتوديع حياة الفقر الي الأبد دون أن تدرك انها ستودع حياة الحرية وستنتهي طموحاتها خلف القضبان. "سمية" فتاة تبلغ من العمر32 عاما ليست علي قدر كبير من الجمال ورغم ذلك حاولت أن تستغل جمالها مرات كثيرة من أجل تحقيق حلمها وهو الثراء السريع لكنها فشلت. نشأت داخل أسرة لها عاداتها وتقاليدها .. الأب موظف مرموق والأم كل هدفها تربية أبنائها بشكل تتباهي به أمام أفراد أسرتها. لم يدم حال أسرة سمية كثير حتي استيقظت في صباح أحد الأيام علي صوت صراخ امها لتخبرها ان والدها مات في حادث سيارة هنا سقطت "سمية" علي الأرض ومعها سقطت أحلامها التي ظلت تراودها كثيرا. بعد وفاة والدها تبدلت أحوال "سمية" الي النقيض تركت مدرستها وفضلت العمل في مهن لا تليق بأسرتها المرموقة ، اما الأم فشلت في احتواء ابنتها ولم تجد أمامها طريق لإصلاح حال ابنتها إلا الزواج وبالفعل أتت لها بأكثر من عريس لكنها كانت ترفض بحجة انه ليس الشخص المناسب. بدأت "سمية" تحقد علي بنات خالتها الأثرياء وظلت تردد "لازم أكون اغني منهم" تعرفت علي عدد من الشباب الأثرياء بهدف الحصول منهم علي أموال مقابل أي شئ لكن هذه الصداقات كانت تنتهي سريعا ولم يبق لها إلا صديق واحد كانت تقيم عنده بشكل دائم وكان ثالثهم الشيطان الذي صور لهم أمور من الصعب حدوثها ، أولها خروجهما بفكرة سرقة زوج خالتها الثري . أعجب الاثنان بالفكرة ووضعا خطة لتنفيذ المهمة بنجاح وكانت أولي العقوبات أن زوج خالتها يقيم في فيلا داخل كمباوند شهير بالشيخ زايد من الصعب دخوله إلا لسكانه أو ضيوفهم فقط . خطة محكمة بعد ثلاث ساعات من التفكير العميق خرجت "سمية" وصديقها بخطة محكمة وهي انتظار سفر خالتها الي إحدي الدول العربية كعادتها كل شهر وعندما يكون زوج خالتها المسن الثري بمفردها يذهبوا لتنفيذ عملية السرقة. تقابل الاثنان بميدان لبنان واستقلت سيارة صديقها متجهين الي كمبوند"......"بالشيخ زايد وفور وصولهم للبوابة قالت "سمية" لافراد الأمن "أنا داخلة فيلا رقم 64 وصاحبها أسمه"أحمد عادل" نجحت بكل ثقة في الدخول ودقت جرس الفيلا واستقبلها صاحبها وأذن لها بالدخول ووقتها أخبرها ان خالتها مسافرة لكنها بررت بعدم معرفتها وقالت له إنها أتت لاقتراض مبلغ من المال لمرورها بضائقة مالية وطلبت 10 آلاف جنيه ، رفض زوج خالتها بحجة أن المبلغ غير متوفر معه الآن وقال لها "استني لما خالتك تيجي من السفر وهيبقي معاها الفلوس" لكن هذا الأمر لم يرضي "سمية" وبدأت بتنفيذ باقي بنود المهمة وطلبت كوب ماء وفور دخول زوج خالتها المطبخ قامت بفتح الباب لصديقها الذي كان في انتظارها خارج الفيلا وقاما بشل حركة العجوز حتي سقط على الأرض وتقييد يديه وقدميه بالحبال وقاما بسرقة جميع محتويات الفيلا التي من السهل حملها وقبل هروبهما بدأ صوت صراخ العجوز يعلو وخوفا من اكتشاف امرهما قام صديقها بطعنه عدة طعنات اودت بحياته في الحال ثم فرا هاربين بالمسروقات. مفاجأة من العيار الثقيل كانت في انتظار المتهمين وهي عودة الزوجة مساء نفس اليوم الحادث لتجد زوجها مقتولا واكتشافها سرقة الفيلا. حاولت تمالك اعصابها وذهبت لمأمور قسم شرطة الشيخ زايد الذي انتقل معه هو ورئيس المباحث لمعاينة مكان الحادث. من المعاينة الأولية تبين وجود أثار استضافة وهذا يعني ان القتيل يعرف القاتل وهذا ما تم تأكيده بعد ما تبين لفريق البحث أنه لا توجد أثار عنف على باب الشقة وبفحص الكاميرات الخاصة بالفيلا تبين تسجيل الجريمة كاملة بداية من وقوف سيارة المتهمين امام باب الفيلا نهاية بجريمة القتل والسرقة وهنا كانت الصدمة عندما اعترفت زوجة المجني عليه ان المتهمة هي ابنه شقيقتها وشخص لم تعرفه. بعد تحديد المتهمة قام رئيس المباحث بإخطار مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بسرعة ضبط وإحضار المتهمين وبالفعل في ساعة متأخرة من الليل تم ضبط المتهمة الرئيسية داخل مسكنها وبمواجهتها اعترفت بإرتكاب الجريمة بهدف السرقة بمعاونه صديق لها اسمه "جاسر" وشهرته "جيجو" 27 عاما. بعد إرشادها عن مكانه تم ضبطه وبحوزته طبنجة صوت وبعض المسروقات وبالكشف الجنائي عليه تبين انه سبق اتهامه في 3 قضايا سلاح بدون ترخيص ومشاجرة وسرقة وسائل نقل. وبمواجهته بإرتكاب الواقعة اعترف انه صديق المتهمة منذ سنوات وهي صاحبة فكرة السرقة وعندما حاول المجني عليه الإستغاثة بالجيران قمت بضربة خوفا من افتضاح امرنا. بعد تسجيل اعترافات المتهمين قام مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بإخطار مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي أمر بإحالة المتهمين الى النيابة للتحقيق التي امرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت للمتهمين القتل والسرقة وللمتهم الأول حيازة سلاح بدون ترخيص. فريق البحث اللواء دكتور مصطفي شحاتة اللواء رضا العمدة العميد عمرو حافظ المقدم سامح بدوي