لم يعد السجن مدرسة لتفريخ المجرمين ، وذهب الاعتقاد السائد ان السجن مدرسة يدخل فيها المجرم صغيرا حديث العهد بالجريمة ويخرج منه مجرما عتيدا من عتاة الاجرام ، فسجون مصر شهدت تغيرا جذريا خلال السنوات الاخيرة بعد أن اصبحت الركيزة الأساسية لإدارة السجون أن تكون فترة العقوبة مقترنة بالتأهيل النفسي والمجتمعي للنزلاء من خلال الأنشطة المختلفة التي تهدف إلى إخراج السجناء من دائرة الإجرام إلى دائرة العمل والانتاج والإنخراط في الحياة المجتمعية بشكل سوي . يأتي هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه اتهامات أعداء الوطن بوجود تعذيب ممنهج في السجون ، رغم عدم وجود دليل واحد على هذه الاكاذيب . أخبار الحوادث أجرت لقاءا سريعا مع اللواء مصطفى شحاته مساعد الوزير لقطاع السجون والذي تحدث عن أوضاع السجناء في مصر وفقا للمعايير الدولية. جاءت كلمات اللواء دكتور مصطفى شحاته مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون مؤكدة على حرصه الدائم على أن تسود الحياة المجتمعية السوية داخل كافة سجون مصر ونفى بشكل تام كافة الإفتراءات التي يتداولها البعض عن التعذيب الممنهج داخل السجون دون أن يكون لديهم مستند واحد يثبت حقيقة تلك الأقاويل وتحدى أي جهة سواء من الجمعيات أو اللجان المختصة بحقوق الإنسان أن تثبت حقيقة ذلك. فما تشهده سجون مصر هو طفرة في تغيير نمط الحياة داخل السجون والأمر ليس وليد اللحظة ولكنه دائم التطوير ، ولكن التغطية الإعلامية لم تكن كافية لإبراز تلك الجهود لصالح النزلاء. وفي حفل عيد الأم المقام داخل سجن النساء بالقناطر كانت الفرحة العارمة التي غمرت النزيلات نسبة للزيارة الاستثنائية التي أقرها قطاع السجون لذوي النزيلات فضلاً عن سعي القائمين على إدارة السجن بتقديم كافة أوجه الرعاية للنزلاء حتى لا تصبح عقوبة الحبس على تقييد الحريات فقط. وأضاف اللواء مصطفى شحاته إن تلك الجهود قائمة على كافة سجون مصر وذلك ما بات واضحًا من خلال الجولات التفقدية المستمرة على السجون للوقوف على مدى تنفيذ الخطط والإستراتيجيات المتفق عليها ضمن بنود ولوائح السجون. كانت الجولة بسجن قنا لبحث أوضاع النزلاء ليفاجأ شحاته بإحدى النزيلات وتدعى "قمر" تخبره انها تتمنى رؤية طفلتها المتواجدة بدار لرعاية أطفال السجينات "بلادى" في المعادي وتعذر رؤيتها لمدة ثلاث سنوات. وكان القرار الفوري بنقل السجينة إلى سجن النساء بالقناطر حتى يتسنى لها رؤية طفلتها وذلك ما حدث بالفعل بعد أن قامت ادارة السجن بإحضار الطفلة بالتزامن مع احتفالية عيد الأم لتصبح اجمل هدية تلقتها "قمر" في عيدالام وتحقيق حلمها الذي باتت تعيش عليه وانتظار ذلك اليوم الذي جمعها بطفلتها في سجن النساء. لم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل جاءت تصريحات شحاته بتنفيذ تعليمات اللواء مجدي عبدالغفار بالتركيز على خلق مناخ إيجابي للنزلاء وتوفير الرعاية اللائقة لهم وأن فلسفة العقاب والتأهيل والإصلاح هى البديل العصري لفلسفة العقاب فالسجون المصرية هى مجتمع خاص تحكمه نفس القواعد الإنسانية التى تحفظ الحقوق والواجبات وتكفل الرعاية بكل أشكالها إضافة إلى إعلاء قيمة العمل والإنتاج والعطاء حتى يخرج السجين من جديد إلى المجتمع مواطنا صالحا يقضي حياة جديدة بعيدة كل البعد عن الجريمة , إضافة إلى رعاية طبية وغذائية وأسرية كاملة للمسجونين , وهذا ما أشادت به نزيلات سجن القناطر عن توفير الرعاية اللازمة لهن ولأطفالهن الذين ما زالوا في حضانتهن وتوفير الألبان والملابس والكشف الدوري عليهم لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجونها , إضافة إلى قيام إدارة السجن بالعمل على تأهيلهم من جديد صحيًا واجتماعيًا ومهنيًا وتعليميًا ورياضيًا، وتكون الرعاية الصحية كاملة للمسجون فى كل السجون على مستوى الجمهورية ، حيث يتواجد فى كل سجن مستشفى مجهز وفقا للقدرة الاستيعابية لكل سجن ، فهناك مستشفيات كبيرة بها وحدات للرعاية المركزة وإجراء عمليات جراحية ووحدات للغسيل الكلوى وعيادات للأسنان وكان آخرها مستشفى جمصة , ويتم العمل بالمستشفيات على مدى ال 24 ساعة بالإضافة إلى تواجد صيدلية فى كل سجن ويتم صرف الأدوية اللازمة للمسجونين ، كما يتم صرف الأدوية لأسرهم ولعدد كبير من المواطنين ، مشيرا إلى أنه بمجرد أن يدخل النزيل السجن يتم توقيع الكشف عليه وعمل ملف صحى كامل عنه من خلال ضباط أطباء أكفاء، ونراعى أصحاب الحالات المزمنة وإذا تطلب الأمر نقل بعض الحالات إلى مستشفيات خارجية لإجراء بعض العمليات والتى تحتاج إلى تدخلات كبيرة وإمكانات أكثر، فهذا يتم على الفور ولا نتوانى فى ذلك إطلاقا، فحماية ورعاية السجين صحيا مسئوليتنا. وأضاف مساعد الوزير إلى أن وزارة الداخلية وبالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى صرفت نحو 115 مليون جنيه هذا العام مساعدات لأسر المسجونين ورعايتهم , كما يتم تقديم هدايا ومساعدات وأجهزة كهربائية لعدد من المفرج عنهم وأسرهم أيضا لمساعدتهم فى توفير فرص عمل لهم فى حياتهم الجديدة . وفي نهاية الحوار كان الخبر السار الذي صرح به قطاع السجون بناءًا على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن النزيلات التي قضت نصف المدة بمناسبة عيد الأم وفقًا للبنود والشروط التي تقررها لوائح السجون ذلك الخبر الذي كان كفيلاً بإنتشار الفرحة العارمة بين النزيلات التي تأمل في أن ينطبق عليها ذلك القرار والخروج إلى الحياة الطبيعية والعودة إلى أسرهم نادمين على ما اقترفت أيديهم من جرائم ألقت بهم خلف أسوار السجون .