جملة سخيفة مكونة من كلمتين فقط وهما "الفاعل مجهول " ، هذه الجملة تمثل طعنة غائرة في ظهر الحقيقة والعدالة ، فالحقيقة تعني عدم إفلات أي مجرم بجريمته ، والعدالة تعني القصاص للضحايا ، ولكن للأسف هناك خمس جرائم قتل غاية في البشاعة شهدتهم العاصمة خلال الأسابيع الماضية ومازال الجناة فيها مجهولين لم تطالهم يد العدالة بعد. خمس جرائم قتل بشعة أثارت الذعر في قلوب سكان القاهرة ومازال رجال المباحث يحاولون الوصول إلي مرتكبيها ، وكل يوم يمر دون أن يسقط الجناة يباعد بينهم وبين العدالة والقصاص خطوة. أخبار الحوادث تسرد لكم في سطور هذا التحقيق التفاصيل الكاملة لهذه الجرائم ومعلومات كاملة حول المجني عليهم وشهادات شهود العيان وآخر التطورات في كل قضية. الشيخ الصوفي الحكاية تبدأ من الحي الشعبي العريق الذي تفوح منه رائحة التاريخ ويسكن جنباته التراث المصري الأصيل، حى الجمالية الرائع، بالقرب من بيت السحيمى، ومسجد الحاكم بأمر الله، وشارع المعز، ومنطقة الصاغة، منبت أولاد البلد، الحى الشعبي الذي خرج منه شعراء وأدباء وساسة، وأيضا العادات والتقاليد المصرية. وللأسف شهد هذا الحي جريمة بشعة، أمام أعين شباب المنطقة، ضحيتها الشيخ إبراهيم الرفاعى، أحد كبار مشايخ الصوفية وتحديدًا الطريقة الرفاعية، الذي خرج من منزله، متجهًا إلى " الحلاق" بمنطقته، وكعادته كان يرمي السلام على أهالي المنطقة والابتسامة مرسومة على وجهه، لم يكن للشيخ الطيب أي عداء مع أحد بالمنطقة أو خارجها، فهو مسالم ومحب للجميع، وسار الشيخ ابراهيم الرفاعى ناحية " الحلاق" ، ولم يكن يعلم أن هناك من يدبر له أمرًا وهو يقترب من المحل. على الناحية الأخرى كان هناك شيء ما يلوح في الأفق ، رجل يدبر لجريمة بشعة، يخطو مسرعًا ناحية الشيخ إبراهيم، كان من أصحاب اللحى الطويلة، وكان يعتقد أنه سيواجه مخاطر عندما يرتكب جريمته، فهو يخطط لقتل الشيخ الصوفى، احد كبار الطريقة الرفاعية الصوفية المعروف عنها إخراج الثعابين من المنزل وترويضهم لها، وتربيتهم. لايزال المشهد كما هو ، كل منهما فى طريقه للآخر ، الشيخ متجه إلى الحلاق والملتحى يمسك بكيس أسود بيده اليسرى ويقترب من المجنى عليه، وفور الاقتراب منه أخرج سكينًا من الكيس وطعنه عدة طعنات من الخلف يسقط على إثرها الشيخ إبراهيم الرفاعى على الأرض ينزف بغزارة من جميع أنحاء جسده من الظهر والبطن والصدر. الشيخ يصرخ، يتألم، والمتهم يطعنه ولا أحد من أهالى المنطقة يقترب للامساك بالمتهم الذى فر هاربًا ولم تستطع المباحث الوصول إليه حتى لحظة كتابة هذه السطور. طبيب شبرا في شقة بالدور الثانى بأحد العقارات القديمة بشارع كنيسة الراهبات بشبرا تقع شقة الدكتور أمجد. منطقة هادئة لا تشهد أي أحداث صاخبة ، إلى أن فوجئ الأهالى بما عكر صفو الحياة فى الشارع الساكن ، دخان كثيف يخرج من إحدى الشقق بالعقار رقم 6 ، تجمع الاهالى وعرفوا جميعًا صاحب الشقة ليس لأنهم يعرفونه عز المعرفة ولكن بسبب كلبه المفترس الذى يرعب الجميع إذا نزل مع صاحبه ، طرقوا باب الشقة بكل قوتهم خوفًا على الدكتور امجد صاحب الشقة من الاختناق من الدخان فهو يقيم بمفرده فى الشقة بعد موت اشقائه الثلاثة منذ زمن طويل ، ولم يتزوج على الرغم من تخطيه الخامسة والستين، وكسر الجيران باب المنزل ليتمكنوا من إخماد النيران وإنقاذ الطبيب قبل اختناقه لكن كانت أمامهم مفاجأة مذهلة لم تكن فى الحسبان ، فالطبيب لم يكن مغمى عليه نتيجة الحريق لكنه كان مقتولا بطريقة بشعة وملقى أمام باب غرفة نومه حيث كان كلبه مازال ينبح بصوت متوحش وكأنه علم بما حدث لسيده أو كأنه يحاول نجدته من قاتله. تم إبلاغ قسم شرطة شبرا ولم تتوصل الشرطة للقاتل حتى كتابة هذه السطور. طفلا القطامية حادثة قتل تقشعر لها الأبدان، في منطقة مساكن القنال بحي القطامية، "مريم" 10 سنوات و "بلال" 4 سنوات طفلين شقيقين عثرت الأم عليهما مذبوحين داخل الشقة وسط حالة من الذعر في المنطقة بأكملها. بدأت أحداث الواقعة عندما خرجت الأم في الصباح الباكر إلى عملها وأخذت معها ابنها الكبير عمر فهي تمتلك محلا مجاورًا للسكن تقضي فيه معظم الوقت، وبحلول الظهر اتصلت الأم بطفليها ولكنهما لم يردا على الهاتف ، دب القلق في قلب الأم وطلبت من ابنها عمر أن يذهب للاطمئنان على شقيقيه، وبمجرد أن فتح باب الشقة كانت المفاجأة حيث عثر عليهما مذبوحين داخل الشقة، ووقع الطفل مغشيًا عليه من شدة الصدمة حتى وصلت الأم ووجدت طفليها مقتولين، دقائق قليلة وحضرت قوة من مباحث القطامية وتم رفع البصمات من مسرح الجريمة والاستماع لشهود العيان ودلت التحريات أن الأسرة مسالمة وليس لها أي خصومات مع أحد ولم يتبين الدافع وراء الجريمة، مرت أشهر عديدة على الحادث ولم تستطع المباحث فك طلاسم الجريمة وقيدت القضية ضد مجهول. عجوز حلوان هذه الواقعة مثيرة للشفقة فالضحية فيها سيدة عجوز تبلغ من العمر 94 عامًا عثرت المباحث عليها مذبوحة داخل فيلتها بحلوان، تعود قصة منى عندما كانت تعيش مع نجلها رجل الأعمال في فيلا بإحدى المناطق الراقية بحي حلوان، فهم من عائلة مرموقة معروف عنها مساعدة الفقراء وحل المشكلات، بدأت الواقعة عندما عاد حفيدها محمد الطالب بكلية الطب من الجامعة وبمجرد أن فتح الباب وجد شابًا نحيفًا أمامه بدت عليه علامات الشك والريبة وقال له " ادخل كلم جدتك عاوزاك" وبمجرد أن دخل الحفيد عثر عليها مذبوحة بطريقة بشعة، خرج الحفيد يبحث عن هذا الشاب ولكنه تبخر، أخذ يصرخ ويستنجد بالجيران لمطاردة القاتل ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، حضرت قوة من مباحث قسم حلوان وقامت بمعاينة الفيلا ونقل الجثة إلى المشرحة وكانت المفاجأة هى قيام القاتل باغتصاب العجوز قبل ذبحها، الأمر الذى جعل فريق البحث يكثف التحريات حول الشباب المدمنين الذين يتعاطون المواد المخدرة باستمرار وتم القبض على عدد كبير من المشتبه بهم ولكن ليس فيهم القاتل ، واصل فريق البحث الليل بالنهار أملا في الوصول لأي خيط يساعد في حل لغز الجريمة، وتم الاستعانة بمصور من المعمل الجنائي ورسم صورة للقاتل بعد أن أدلى الحفيد بأوصافه كاملة، ولكن المباحث لم تتوصل إليه وقيدت القضية ضد مجهول. قتيلة الزاوية عقارب الساعة تجاوزت السابعة صباحًا، حركة غير طبيعية بجوار شركة الكهرباء بمنطقة الزاوية الحمراء، سيارات الشرطة تملأ المكان، رجال الشرطة السريين منتشرون في أرجاء المنطقة بأكملها ويتحدثون مع المواطنين بعد عثور أحد المواطنين على جثة سيدة مجهولة الهوية مقطعة إلى أشلاء بطريقة بشعة، الرأس وحده والذراعان بمفردهما والقدمان ملقيان في منطقة مجاورة، بدأ رجال المباحث فحص بلاغات الغياب في القاهرة الكبرى واستمروا في ذلك أيامًا عديدة ولكن دون التوصل لهوية السيدة القتيلة، وبعرض الجثة على الطب الشرعي تبين أنها عارية تمامًا من ملابسها وبها آثار تعذيب في القدم والكفين، الأمر الذى يشير إلى أن الشرف هو لغز حل الجريمة، وبدأ ضباط مباحث قسم الزاوية الحمراء عمل التحريات الدقيقة في الدائرة بأكملها ولكن لم يتوصلوا لشيء وفي النهاية وقيدت الجريمة أيضا ضد مجهول.