من أشهر المساجد المصرية.. مسجد الرفاعي بالقاهرة.. سر شهرته ليس في اسمه.. ولكن لأنه يضم رفات عائلة محمد علي باشا الكبير ابتداء من الخديو إسماعيل.. وهو الآن يختلف تماماً عن الفترة التي أقيم فيها في القرن السادس الهجري.. والذي أقامه هو علي أبوالشباك ابن أحمد الصياد حفيد أحمد الرفاعي.. وقد قدم أحمد الصياد إلي مصر عام 683 هجرية وتزوج حفيدة الملك الأفضل. أحد امراء المماليك في عهد السلطان المنصور سيف الدين قلاوون فأنجب منها ولده علي.. والواقع أنه لم يكن موجوداً بمصر عند ولادته فقد رحل قبل أن يولد.. فبقي علي في كنف أمه ورعايتها ورعاية أهلها في مصر.. وقد تربي تربية دينية إسلامية صوفية. واتخذ طريقة جده في الصوفية وأخذ يدعو لها وجعل من مسكن أسرته وعائلته في سوق السلاح مقراً للطرق الرفاعية.. ورغم أن علي أبوالشباك قد بذل جهوداً في نشر الطريقة الرفاعية إلا أن المؤرخين ذكروا أن الشيخ أبوالفتح الواسطي الذي وفد إلي مصر من العراق في أوائل القرن السابع الهجري أي قبل علي ابوالشباك بنصف قرن تقريبا فأقام بمدينة الإسكندرية لينشر الصوفية علي الطريقة الرفاعية. أما مسجد الرفاعي القائم حالياً فقد كان يشغل جزءاً من زاوية عرفت باسم الزاوية البيضاء أو الزاوية الرفاعية كان بها عدة أضرحة منها ضريح سيدي علي أبي الشباك وسيدي يحيي الانصاري. ويروي أن اعداداً كثيرة من المصريين وغيرهم كانوا يزورون قبر علي أبي الشباك وخصوصاً المصابين بالأمراض العصبية.. يدعون عنده إلي الله أن يشفيهم أما مسجد الرفاعي الحالي منذ قامت السيدة خورشيار والده الخديو اسماعيل بشراء الأرض سنه 1286 هجرية والاماكن الواقعة بجوار زاوية الرفاعي من الجهات الأربع.. وأبقت السيدة خوشيار اسم الرفاعي علي المسجد والاضرحة نسبة إلي زاوية الرفاعي وأمرت بانشاء ضريح لسيدي علي أبوالشباك الرفاعي وسيدي يحيي الانصاري ومدافن لها ولمن يموت من ذريتها. وعموماً فإن الرفاعي الكبير جد علي أبوالشباك ترك من الكتب والأوراد في مختلف العلوم الدينية في التوحيد والتفسير والحديث والتصوف والفقه.. وقد استمد علي أبوشباك الرفاعي ثروته العلمية من تراث اجداده الرفاعية وكان الجد الأكبر يزاول كل الحرف حتي لا يعتمد علي أحد.. فكان يشترط علي تلاميذه ومريديه أن يكون لهم عمل فإذا لم يكن لديهم تتم مساعدتهم فهو يرفض أي عاطل وكان يقول لا ينضم إلي صفوفنا عاطل. عاش الجد في البصرة ولكن الاحفاد خاصة والد علي أبوالشباك فضل الحضور إلي مصر.. صحيح أنه رحل منها ولكن ابنه هو مؤسس الطائفة الرفاعية في مصر.