احتفل آلاف المصريين أمس بمولد أحد الأقطاب الصوفية الأربعة الإمام الرفاعي رضي الله عنه والذي ينتسب إلي الإمام موسي الكاظم بن الإمام جعفر الصادق، ويمتد نسبه إلي الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهم، ونسبه إلي أمه يتصل بالصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري. ويختلف الاحتفال بمولد الرفاعي في العصر الحديث عن سابقه منذ سنوات طويلة حيث يشتهر أصحاب الطريقة الرفاعية بترويض الأفاعي والحيات والثعابين الخطرة كما يقول الشيخ رجب الرفاعي الذي يبلغ من العمر 80 عامًا ولا يزال يأتي إلي المولد كل عام حيث يسترجع السنوات الماضية عندما كان صغيرًا ويأتي مع والده، من الصعيد الجواني يحمل مع أبيه جوالاً مليئًا بالثعابين والأفاعي، وذلك من أجل التباهي والاستعراض خلال زفة المولد. يسترجع الشيخ رجب ذكرياته مع المولد ويقول: كانت الزفة تنطلق من القلعة وحتي باب مسجد سيدي الرفاعي الذي يطلق عليه المصريون لقب «أبا العلمين» في إشارة للإمامين الحسن والحسين. «روزاليوسف» رصدت الاحتفال الذي بدأ منذ الساعة الخامسة مساءً وحتي الصباح حيث امتلأت الخيام بحلقات الذكر واحتشد الرجال والسيدات للاستمتاع بالمنشدين من كل المحافظات. ويعد مسجد الإمام الرفاعي من أعظم الصروح المعمارية في العصر الإسلامي ودفن به عدد كبير من الأولياء والصالحين مثل الإمام يحيي الانصاري والإمام علي أبوشباك حفيد الإمام الرفاعي إضافة إلي عدد كبير من الأسرة الملكية وعلي رأسهم الملك فاروق والملك فؤاد والملكة فريال والشاه محمد رضا بهلوي شاه إيران الذي طلب أن يدفن في مسجد الرفاعي ورصدت «روزاليوسف» هذه الأضرحة إضافة إلي ضريح السيدة «خوشيار هانم» والدة الخديو إسماعيل التي اشترت أرض المسجد علي نفقتها الخاصة عام 1286 هجرية. قصة بناء المسجد وكان حول الأرض حوش يطلق عليه اسم حوش بردق وكان يعرف سابقا باسم حوش الحدادين وأرادت والدة الخديو أن تبني مسجدًا كبيرًا مثل مسجد السلطان حسن واستدعت مهندسًا لبنائه والإشراف عليه ورغم قيامها بهذا العمل لكن لم يطلق عليه اسمها بل سمي باسم مسجد الرفاعي نسبة إلي الزاوية الرفاعية، وأمرت أن يضم المسجد مقامًا لسيدنا علي بن أبي شباك الرفاعي وهو حفيد الإمام الرفاعي الذي قدم لمصر عام 683 هجرية وفي حجرة أخري مقام سيدي يحيي الانصاري ومعه مجموعة من العلماء ومدفن خاص لها ولذريتها من بعدها. مساحة المسجد: حوالي 1767 متراً مقام علي 36 عمودًا رخاميا تحت كل عمود لوحتان مستديرتان رخاميتان منحوت عليهما نقوش والعجيب أن كل لوحة مختلفة عن الأخري وعددها حوالي سبعين لوحة وفي وسط المسجد قبة بها نوافذ زجاجية وتحيط بها أربعة قواعد ملتصقة بكل قاعدة أربعة أعمدة رخامية تحتها أربع لوحات مستديرة منقوشة ويوجد كذلك كرسي للمصحف كبير مرصع بالعاج والابنوس وهو من الخشب الهندي ويبلغ حجمه متر ونصف المتر في مترين والارتفاع مثل ذلك وبجواره دكة من الرخام محملة علي أربعة أعمدة رخامية للقارئ أنشأها الملك فاروق وفي واجهة المسجد يوجد المنبر وعلي ناصية المنبر من الجهتين عمودان من الرخام الأبيض والآخر من اللون الأخضر الداكن وفي أعلي المسجد شريط محفور عليه آيات من الذكر الحكيم بخط الثلث الجميل وقد كست جدار المسجد من قطع الرخام وكذلك الأعمدة من الرخام الصافي والمستورد من تركيا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا كما يوجد في مؤخرة المسجد مقام علي بن أبي شباك رضي الله تعالي عنه به أربعة أبواب من الخشب الهندي وخلف المقام ردهة كبيرة في وسطها باب خشب كبير له مصطبة من الرخام وهذه المصطبة لها منزلان من السلالم الرخام يؤدي أحدهما إلي شارع محمد علي والآخر إلي شارع جانبي يسمي باسم شارع الرفاعي وهذه الردهة مفروشة بالسجاد الإيراني ومنقوش عليه اسم مسجد الرفاعي عام 1912 ميلادية وبها باب في الوجهة يمر علي مقابر السلطان حسين كامل محمد وزوجاته والباب الآخر به حجرة بها مدفن شاه إيران «محمد رضا بهلوي» وهي مصممة علي أحدث الطرق من الذهب والسجاد الفاخر والرخام المستورد ولها عناية خاصة من زوجته والجالية الإيرانية والحجرتان الآخرتان إحدهما للأميرة فريال والأمير أحمد فؤاد ملك مصر وبهما شباكان من الحديد المنقوش أحدهما يطل علي شارع محمد علي والآخر علي مسجد السلطان حسن أما الحجرة الأخري ففيها قبر الملك فاروق وبلغت تكاليف المسجد «132550 حنيها مصريا» كما قامت بعمل وقفيات للمسجد يصرف عليه منها وقد قامت بالبناء علي حسابها الخاص.