عشرات الضحايا من الفتيات حول العالم يلقين مصرعهن علي يد ذويهن بسبب الاعتراض علي الزواج المبكر او الرغبة في استكمال مستقبلهن بعيدا عن متطلبات المجتمع القاسية التي تحرمهن من ممارسة حقوقهن الطبيعية.. آثار التعذيب و العنف علي وجوه تلك الفتيات اصبحت واحدة من الحوادث المألوفة التي تتناولها الصحف العالمية لتظهر مأساة الفتيات الآسيويات و العربيات احيانا.. الاصابات متنوعة ما بين قتل او حرق او قطع اجزاء من الجسم لتحطم مستقبل فتيات مراهقات لم يتخطين سنواتهن العشرين بعد .. و احيانا تجد تلك القضايا أصداء صادمة في قاعات المحاكم الغربية التي تشهد علي جريمة شرف او انتقام من فتاة آسيوية بسبب عدم رغبتها في الزواج من شخص يحمل اصولها او بسبب ميلها الي شخص اجنبي و كشف اهلها عن تلك الحقيقة لتلقي مصرعها علي ايديهم في الحال.. عائشة الافغانية .. تناولت الصحف العالمية قصتها و اعادتها الي الاضواء مرة اخري بوصفها صاحبة اشهر اغلفة مجلة تايم الامريكية التي نشرت صورتها بعد هربها من باكستان ووقوعها ضحية عقاب لم يستطع العالم الغربي فهم اسبابه او تقبله لتصبح بطلة القصة الانسانية الاكثر إثارة في العالم و التي وقعت احداثها منذ عامين فقط الا ان عائشة مازالت تعاني من آثار الحادث الاليم الذي تحول الي قضية سياسية تعرضت لها الاقلام الامريكية بالتحليل العميق الذي دفع البعض الي رفض فكرة انسحاب القوات الامريكية من افغانستان لحماية الفتيات من قوات طالبان و غيرها من التهديدات الاخري.. قصة عائشة بدأت منذ اتمامها سن الثامنة عشر ففوجئت بإجبار والديها لها علي تقبل طلب واحد من جنود طالبان الذي تقدم للزواج منها ..حاولت الرفض الا انها لاقت معاملة سيئة من والديها اجبرتها علي الموافقة علي الزواج.. وقع الزواج بالفعل الذي جعل من الافغانية الجميلة ضحية اعتداءات يومية تتستر خلف عقد الزواج ..حاولت الهرب في احدي الليالي للجوء الي اهلها مرة اخري.. القت قوات طالبان القبض عليها و نطقت بحكم ظالم ضدها يمنح زوجها صلاحية قطع اذنيها و انفها جزاءا لها علي جريمتها .. قضت ليلتها الاولي بعد تنفيذ الحكم وسط دماء تسيل من وجهها وسط صدمة و حالة انهيار نفسي مما حدث لها ..حاولت الهرب مرة اخري الي اهلها و نجحت هذه المرة بعد ساعات من تنفيذ الحكم عليها و فقدها اذنيها و انفها .. فوجئ اهلها بما حدث لها و الدماء تغطي وجهها و شعرها.. لجأوا علي الفور الي احدي الجمعيات الخيرية التابعة للمؤسسات الامريكية الدولية لمساعدة ابنتهما في العودة الي الحياة مرة اخري بعد النزيف الذي كاد يودي بحياتها.. قضت عدة اشهر في مأوي بمدينة كابول تابع لمؤسسة نساء من اجل المرأة الافغانية و قام المسئولين بوعدها بإجراء عملية مجانية لها بمجرد تحسن حالتها النفسية ثم سافرت الي لوس انجلوس طالبة اللجوء السياسي و تنقلت بين ثلاث مدن تابعة للمؤسسة التي شهدت علي آلام عائشة النفسية التي دفعتها الي القاء نفسها من مسكنها في احدي المرات لتصاب بجروح و كسور جعلتها تتلقي علاج طويل بإحدي المستشفيات وسط تأكيدات الاطباء بعدم تأهلها نفسيا للخضوع الي اي عمليات بسبب صدمتها بالرغم من تحولها الي رمز للفتاة الافغانية العائدة للحياة مرة اخري و ابعادها عن الاعلام بعد نشر قصتها و صورتها علي غلاف مجلة تايم لتعريف العالم بكواليس حياة بعض الفتيات الآسيويات و التهديدات التي تعيشها اكثر من 15 مليون فتاة افغانية.. لم تتحدث عائشة الي وسائل الاعلام الا بعد عدة اشهر من مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي تزامن مع حصولها علي حق اللجوء السياسي دفعها الي التصريح بمدي معاناتها مع اهلها و زوجها مؤكدة انها مازالت تمتنع عن إجراء صداقات مع الكثيرين بسبب ضعف لغتها و تأثرها بالحادث الذي منعها حتي الآن من الخضوع الي عملية الا ان الاطباء منحوها انف صناعية للتغلب علي شكل وجهها و علقت عائشة لقناة سي ان ان الامريكية مؤكدة ضياع انفها الصناعي اثناء سيرها في الشوارع و هو الامر الذي سبب ذعر لبعض المارة مما دفعها الي تعاطي الادوية النفسية من جديد و زيارة الاطباء النفسيين .. قصة الافغانية ذات الانف المبتور عادت مرة اخري الي صفحات الجرائد و المجلات بعد تكرار حوادث العنف ضد الفتيات اللواتي لم يستطعن اتخاذ مسار عائشة للنجاة من عائلاتهن.