رغم التأكيدات المتكررة من مصادر رسمية وغيرها ان الزعيم بهروط لم يلتق البطاوي مطلقا، إلا انه لايزال يؤكد ان الزعيم يطلبه صباحا ومساء، بل انه يطلب منه الوثائق وأسرار الأخبار التي لايجدها لدي أجهزة مخابراته وخاصة جهاز الأمن البهروطي، يستغل البطاوي دائما عزوف الزعيم عن الإعلام خاصة وانه مشغول بما هو أهم، لذلك فالفرصة سانحة أمامه ليتقمص دور الزعيم، حتي أن بهروط بشحمه ولحمه حين يراه علي الشاشة يقول سبحان الله كنت أظن نفسي بهروط الوحيد علي ظهر الدنيا.. لكن ها انتم ترون ماهو أكثر مني بهرطه..!.. فعلا »يخلق مالاتعلمون«! ذات مرة ارسل أحد الخبثاء رسالة »SMS« علي الموبايل الخاص بالبطاوي هذا نصها »الثورة القادمة ستندلع شرارتها يوم 31 فبراير«.. لم يكذب صاحبنا خبرا وجعلها طوال ثلاثة شهور علي شاشة الفضائية السرية بدءا من ديسمبر ويناير حتي انتهاء فبراير وبالطبع لم يأت حتي الآن اليوم الواحد والثلاثون منه.. ولايزال البطاوي يتخذها دليلا علي دقة مصادره السرية التي يستقي منها الأخبار والأسرار التي تغيب بالطبع عن جهاز الأمن البهروطي العظيم! ومن النوادر البطاوية التي اذهلت بهروط الكبير وجعلته يردد في حاشيته »فعلا لو لم أكن بهروطيا.. كان هايبقي قشطة جدا«.. إن صاحبنا البطاوي وقف خطيبا في احد الميادين وصاح محتدا: البنت اللي ماتعرفش تزغط البط ايه اللي ينزلها التحرير؟!.. والعجيب انه ابتكر نظرية جدية لم تسمع بها معظم الأجهزة الأمنية في كوكبنا السعيد بوجود أمثال البطاوي علي ظهره ومصدر سعادة كوكبنا ان العلماء اكتشفوا ان ثقب الأوزون بريء تماما من حكاية التغيرات المناخية والغازات المنبعثة المشبوهة المصدر واتجهت الاتهامات الي ذلك الزفير البطاوي والحزق المستمر.. اما النظرية الأمنية الجديدة فكانت حول لون »التراكواز« وخاصة السوتيانات، فقد اتضح وبتجربة عملية قام بها البطاوي مصطحبا معه بعض جنود الحراسة أثناء مروره علي فاترينات الملابس الداخلية، واكتشف انهم يهدأون تماما حين رؤيتهم للون »التراكواز« ويصيحون في فرح وتأوهات حين تقع ابصارهم علي اللون الأحمر، لذلك قرر البطاوي ان يهمس وهو علي شاشة الفضائية تبعه: سأقول لأخي وزعيمي ومعلمي الأكبر بهروط ذلك السر العلمي دعوني اهمس في اذنه اغلقوا ايها المستمعون تليفزيوناتكم.. سأوشوش أخي الزعيم كلمتين في اذنيه الكريمتين!.. لابد يازعيمنا وسيدنا المكرم ان ننفرد دونا عن الأجهزة الأمنية في العالم ونقيم دورات تدريبية لتزغيط البط في المدارس والجامعات ومعسكرات الأمن المركزي ونفتحها علي الأمن الغذائي. من يومها وبهروط يضرب كفا بكف.. حتي ذهل كل من رآه يسير في ردهات القصر وفي شوارع المدينة وهو يكفكف ويصيح.. ياربي من أين لي ببط يكفي كل هذا العدد؟!، وان وجدت البط من أين آتي بالذرة أو الفول لزوم التزغيط؟!.. وبين هو حائر هكذا، جاءه احد الأعضاء الاستشاريين ممن ناموا سنوات في ثلاجة الزعيم المخلوع بهارط الأول.. وقال له: وجدتها! قل بسرعة ماهي؟!.. نعلن عن مسابقة لاختراع »زغاطة« بين رؤساء الأحزاب الجديدة ومحللي القنوات الفضائية فقط! تساءل بهروط محتدا واشمعنا هؤلاء فقط يعني؟!.. هؤلاء يازعيمي يفتون في كل شيء واي شيء حتي العنقاء والغول والخل الوفي! ويتحدث الواحد منهم اكثر مما يسمع وهذا باسيدي نتاج حالة تزغيط هوائي غير مسبوقة فلاهم بالجوعي ولا بالشبعي.. تظاهر بهروط بالفهم لكنه صاح قائلاً ولو كثرت فتاواهم برأي من سنأخذ؟! لم يقطع صمتهما بعد ذلك سوي سرب كبير من البط يكاكي، صائحا: الشعب يريد تزغيط الإعلام.. اختفي بهروط وتبخر الاستشاري وظهر البطاوي علي فضائيته بعد توقفها عن البث مهددا.. ان لم نكن افضل الزغاطين فلنا السبق دائما.. انتظرونا..