عاصمة مصر الفرعونية »ساس» أو »الزهرة الجميلة» كانت هنا في قرية »صالحجر» التابعة لمركز بسيون عند آخر حدود محافظة الغربية وتمتد حاليا إلي محافظتي البحيرةوكفر الشيخ ويعود تاريخها للأسرة 26، ومع مرور القرون وتعاقب السنين لم تعد هذه الزهرة جميلة، فقد ضربها الإهمال وأصبحت مقلبا للقمامة ومرتعا للحيوانات تحيط بها مصارف الصرف، كما نهبت آثارها التي تم نقلها إلي متحفي طنطا وكفرالشيخ، وصارت عرضة للطامعين والباحثين عن الثراء السريع الذين ينقبون عنها لنهب كنوزها وبيعها لمن ليس له ماض، سواء كان ذلك بسبب غياب الاهتمام أو الرقابة الأمنية رغم تسجيلها كمنطقة اثرية، وكما يصف البعض حالها فهي أشبه ب»المال السايب» رغم وجود نقطة شرطة للآثار في الفترة الأخيرة بالقرية ولا تمر فترة دون أن يتم ضبط عملية تنقيب عن الآثار فيها. ويصف أهالي القرية حال »صالحجر» بأنه مشين للغاية وذلك بسبب تحولها لقرية مهجورة تعاني من الفوضي والإهمال الشديد، ولايرون سوي لجان متتابعة يتم تشكيلها ولا تؤتي بأي ثمار ايجابية في البنية التحتية لهذه القرية الأثرية التي يتجاهلها مسئولو الثقافة والآثار، ويتناقل الأهالي حكايات عن سرقة اثارها، كما يعيشون في قلق من عمليات التنقيب التي تمتد إلي اساسات المنازل القريبة من هذه المنطقة، وطالبوا بتحويل القرية لمزار سياحي، بما يعود بالنفع عليهم واعادة اثارها التي تم نقلها لمتحف كفر الشيخ. ومن جانبه يوضح ميمي ابراهيم - مفتش اثار بمنطقة وسط الدلتا أن معبد قرية صالحجر- التابعة لمركز بسيون التي كانت عاصمة مصر في الاسرة ال26 إبان عصر الملك الصاوي اهم ملوك »باسمتك»الذي كان يطلق عليه »سايس» وطارد الاشوريين من مصر - كان مقاما علي اكثر من 90 فدانا، وتم نقله إلي معبد تل الفراعين بكفر الشيخ ووضعت مقتنياته في مخزن متحفي مؤمن بقدر عال و، ويشير إلي أن أي قطع اثرية جديدة يتم تسجيلها وارسالها إلي هذا المتحف، ويؤكد ان منطقة المعبد تخضع للاشراف الكامل للمجلس الأعلي للآثار، ولم ينف لنا قيام بعض اهالي المنطقة بالحفر موضحا أنه يتم مصادرة أي آثار يتم ضبطها.