تفتقر محافظة الغربية لوجود مناطق أثرية بها تساعد فى النهوض بالمحافظة أقتصاديا حتى المناطق اليتيمة التى يقال عنها انها تحتوى على منجم أثار تحولت لمرتع للحيوانات والكلاب الضالة واللصوص والضياع دون وجود اية حماية تذكر. وتعانى المناطق الأثرية من إهمال جسيم لعدم وضعها على خريطة المزارات السياحية أو الاهتمام بالمعابد وحمايتها من عوامل التعرية التى دمرت العشرات من القطع الأثرية النادرة فى قرية "بهبيت الحجارة بسمنود" و"صا الحجر ببسيون" فضلا عن إهمال متحف آثار طنطا رغم احتوائه على كنوز نادرة من الجرانيت والبرونز، تعود إلى عهد الأسرة الثلاثين. وتعتبر قرية " صالحجر " التابعة لمركز ومدينة بسيون بمحافظة الغربية منجما أثريا حيث يتعدي عمرها 7 آلاف سنة ويرجع تاريخها إلي الأسرة 26 في العصر الفرعوني حيث كانت عاصمة مصر الرومانية واكبر ممر تجاري في العهد الإسلامي وفي عام 1870 أصبحت مركزا ومدينة تتبعها مدينة بسيون كقرية التي هي المدينة الآن ولكن هذه القرية العريقه التي تضم عددا من المعابد الأثرية التي شهدت حقبة تاريخية فرعونية لعدد من الأسر الفرعونية التي حكمت الوجه البحري تحولت في غفلة وتجاهل من المسئولين لهذه القيمة الأثرية إلي مأوي للكلاب الضالة والماشية واللصوص بعد أن أصبحت المنطقة الأثرية بها مقلبا للقمامة رغم احتوائها على كنوزا أثرية قيمة ناهيك عن كثرة عمليات التنقيب غير المشروعة لنهب الآثار النادرة. وقال سعيد عامر، من أبناء القرية تحولت صالحجر الأثرية إلى مرتع لإيواء المواشي والحمير والكلاب الضالة والقمامة، رغم اعتبارها منجما كبيرا للآثار حيث تحوي كنوزا أثرية قيمة وذلك في غفلة من المسئولين الذين تجاهلوا كافة الشكاوى وتكثر عمليات التنقيب غير المشروعة في القرية لتتحول إلى نهب لتهريب الآثار النادرة التي تضرب بجذورها في التاريخ، واكتفى المسئولون بوضع لوحة ممنوع الاقتراب والبناء على المنطقة الأثرية وشاركه الرأي جمال بدير – مدرس – قائلاً تحولت المناطق الأثرية إلى أماكن مهجورة تعاني من الفوضى العارمة والإهمال ورغم تقدمنا بشكاوى للمحافظة إلا أنه لم يتغير شيء رغم أن المسألة تتطلب من كل الأجهزة المعنية اتخاذ موقف حازم للحفاظ على تلك المناطق والتنقيب فيها بمعرفة الدولة وتحويلها لمزار سياحي يخدم المنطقة وأهلها بدلا من الفوضى والإهمال اللذين تواجههما المناطق الأثرية وأضاف فوزي زعفان من الأهالي أن الانفلات الأمني بالقرية مكن تجار الآثار من التنقيب عن القطع الأثرية بالقرب من المقابر القديمة بها وطالب المسئولين في وزارة الآثار والثقافة بتحويل القرية إلى مزار سياحي يقصده العديد من الزائرين ورأى الأثريون السيد إبراهيم، وأحمد عبد اللاه، من أهالى القرية إن المنطقة الأثرية التى تضم أطلال الدولة الفرعونية القديمة أصبحت مستنقعات وأماكن لتجميع القمامة وعرضة للصوص أما الحجارة فُتركت عرضة لعوامل التعرية ومياه الأمطار والبوص والحشائش التى تحوى حشرات تنخر فى تلك الآثار يوما وراء يوم. وفى مدينة طنطا يبقى سبيل على بك الكبير من أهم معالم المدينة الأثرية ، أنشأه على بك الكبير في الفترة من 1183 – 1185 ه كوقف اسلامى، رغم حالة الاهمال التى يعانى منها وعملية النهب والسرقة التى تعرض لها. يقع السبيل في الجزيرة الوسطى بشارع الجلاء بمدينة طنطا ملحقا بالحديقة المتحفية ويتميز بالطراز الإسلامي في البناء ويظهر ذلك أيضاُ بالنقوش والزخارف الإسلامية على السبيل وكذلك نوافذ وأبواب السبيل وتعرض سبيل على بك الكبير للحرق والسرقة ابان ثورة 25 يناير فقد تم تدمير السبيل والحديقة المتحفية الملحقه به وسرقة عدد من المقتنيات الى جانب الشبابيك والنوافذ النحاسية الاثرية التى تميز المكان، ولم يتم العثور على الاثار المسروقة حتى الان رغم مرور نحو اربع سنوات. ولا يختلف الامر كثيرا داخل معبد "بهبيت الحجارة" أحد أهم المواقع الأثرية بمركز سمنود بمحافظة الغربية والوجه البحرى وتتضح أهميته من خلال الأحجار الجرانيتية الضخمه بمختلف أنواعها التي تم بناؤه بها وقيمته التاريخية باعتباره من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة بالإضافة إلى تميزه بجمال نقوشه التي تمثل العديد من الطقوس الدينية المختلفة والتي يقوم بها الملك أمام ربة المعبد "إيزيس"، سيدة حبيت. بني المعبد فى عهد الملك نخت حر حبيت، من عهد الأسرة الثلاثين، وأكمل بناءه بطليموس الثانى والثالث فى منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، ويقع فى قرية بهبيت الحجارة، والتى عرفت قديما باسم "برجيت" أى "بيت الأعياد"، ثم حرفت فى اللغة العربية إلى "بهبيت الحجارة"، وأضيفت كلمة الحجارة، نظرًا لوجود للأحجار المتبقية فى معبدها. يقول محمد صلاح الدين عبدالسلام كبير الأثريين بطنطا إن المعبد حاليا عبارة عن كومة من الأحجار الجرانيتية، وزن منحوتات الأسود منها يقدر بحوالى 3 أطنان فى المتر المكعب، و7.2 أطنان من الجرانيت الوردي وأن "سبب سقوط أحجار المعبد، بسبب زلزال مدمر، ويمكن تأريخ السقوط فى القرن الأول قبل الميلاد، حيث إنه تحت حكم دوميتان الروماني، وجدت كتله عليها منظر للألهة أيزيس سيدة حبيت، فى معبد قد أقيم لإيزيس وسرابيس بروما". واضاف أن "المعبد فريد فى الدلتا من حيث بنائه، كذلك من حيث كم الكتل الحجرية، وجودة النقوش ودقتها ومساحتها، وللأسف لم يتم إعادة بنائه وإحيائه حتى هذه اللحظة، لتضيع على الدولة قيمة تاريخية ومزار سياحى نادر، يعد أحد أعظم آثار الدلتا والوجه البحرى قاطبة. ويقع المعبد على بعد 7 كم من مدينة سمنود، ويضم كتل ضخمة وقطع أثرية من الجرانيت الوردى والأشهب، ونقوشه بالغائر والبارز، ويرجع تاريخه إلى العصور المتأخرة. وأقدم كتله موجودة بالمعبد عليها نقش باسم المللك رمسيس الثانى، بينما معظم أحجار المعبد ترجع إلى العصر البطلمى، حيث يظهر على معظم الأحجار رسم المللك بطليموس الثانى، والبعض الآخر عليه اسم الملك بطليموس الثالث، ولمكانة هذا المعبد وأهميته، فلابد من أن تصله يد الترميم، لإنقاذ ماتبقى من نقوشه الرائعة"وللحفاظ على ما تبقى من المعبد، فإنه يجب على الدولة ووزارة الآثار أن تتدخل، لإحياء أعظم معابد الوجه البحرى على الإطلاق. من جانبه قال د محمد رافعى مدير عام آثار وسط الدلتا ان النهوض بهذا المعبد لن يكون إلا عن طريق انتشال هذه الأحجار المنقوشة من الأتربة ووضعها على أرضيات عازله تحت مظلات تحميها من العوامل الجوية ونوه إلى أنه حدثت خطوة إيجابية مؤخرا بعمل عدد من المظلات فى محيط المعبد، لكنها بالطبع تحتاج إلى إمكانيات مادية وبشرية هائلة، فكان لابد من عمليات الصيانة الدورية والترميم، لوقف نزيف التلف والتآكل المستمر. واشار الى إجراء بعثة الترميم بقسم ترميم الآثار بوسط الدلتا ببعض عمليات الصيانة، والترميم وذلك بالتنسيق مع منطقة الآثار وأثريي الموقع، وقد تم اختيار 25 قطعة حجرية منقوشة لها أولوية العمل حسب حاجتها للترميم، ثم سيتم اختيار عدد آخر من القطع الأثرية الموجودة بالموقع فى حالة الإنتهاء من ترميم الكتل السابقة مؤكدا ان المعبد فى حاجة الى اهتمام وحماية كما اعلنت محافظة الغربية على انشاء مشروع عالمى بقرية صالحجر يضم مركزا دوليا لتدريب المصريين والدول الافريقية والعربية بهدف اعداد كوادر فنية فى الاثار بالاضافه الى فرع لكلية الاثار جامعه القاهرة ومتحفا عالميا لاثار المنطقة التى تقع على مساحة 50 فدان وقاعة للمؤتمرات وفندق يشارك فى المشروع جامعه القاهرة ودول مانحة ومنظمات دولية وجامعات أجنبية مهتمة بالتراث المصرى . وأكد المحافظ على أن تنفيذ هذا المشروع الهام سيضع المحافظة على خريطة السياحة العالمية ويفتح المجال لتوفير فرص التشغيل للخريجين الذين يحملون شهادات فى فنون الترميم ويعمل على تنشيط وتنمية الحرف التقليدية والتراثية والصناعات المحلية مشيرا الى أن اختيار قرية صالحجر يرجع الى كونها احدى عواصم مصر الفرعونية وموقعها الاثرى الفريد وسط مناطق أثرية مهمة فى محافظات الدلتا .