45 يوما فترة إعداد المستجدين وعرض عسكري يظهر المهارة في الميدان بنهاية التدريب المجندون : العسكرية شرف وتعلمنا الانضباط ونريد القضاء علي الإرهاب منظومة متكاملة وعمل متواصل داخل مركز تدريب قوات الدفاع الجوي في دهشور، من أجل تأهيل البطل المقاتل المنضم حديثا إلي صفوف القوات المسلحة، وتحويل عاداته ونمط معيشته من الحياة المدنية للعسكرية، ويجب تأهيل المقاتل علي أعلي مستوي ليصبح قادراً علي الانضمام لصفوف القوات المسلحة لحماية أرض الوطن، خلال فترة تجنيده. وتعتبر قوات الدفاع الجوي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري ضد أي هجمات جوية معادية. »الأخبار» قامت بزيارة معبد حماة سماء مصر.. مركز تدريب الدفاع الجوي، لتتعرف علي كيفية إعداد الفرد المقاتل.. ويستقبل مركز تدريب الدفاع الجوي الشباب المقبلين علي التجنيد، حيث يبدأ الفرد المقاتل الجديد في معرفة حقوقه وواجباته فور دخوله مركز التدريب عن طريق »التلقين الأمني»، ثم بعد ذلك يتم صرف وجبات خفيفة للقادمين من مسافات بعيدة، ثم الخضوع للكشف الطبي، واستلام المهام الخاصة به، ثم يتحرك بعدها إلي الكتيبة التابع لها.. ويتم تطعيم الفرد المقاتل المستجد من أمراض الكوليرا والالتهاب السحائي، والأمراض الجلدية. ويتم العمل علي رفع الروح المعنوية للفرد المقاتل المستجد، لأنها تعتبر النواة الرئيسية لتشجعه علي التعلم وتنفيذ كافة المهام. بداية اليوم ويبدأ يوم الفرد المقاتل في مركز تدريب قوات الدفاع الجوي من الساعة الرابعة والنصف صباحا، والمشاركة في طابور اللياقة من الساعة السادسة وحتي الثامنة صباحا، ثم بعد ذلك يذهب إلي الاستحمام وتناول وجبة الأفطار وارتداء الزي العسكري. ويخضع الفرد المقاتل للعديد من البرامج التعليمية، حيث يتم تنظيم ندوات علمية وتثقيفية للتوعية، مثل التوعية من مخاطر المخدرات، حيث يتم دعوة العلماء والمثقفين مثل الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق والشيخ أسامة الأزهري لتوعية الفرد المقاتل الجديد، ولا تعتبر التوعية من الناحية الدينية فقط، بل يتم دعوة أطباء ومتخصصين لشرح أخطار المخدرات . ويعتبر شعار » قيمة الانسان في عمله» هو شعار يعتمد عليه مركز تدريب قوات الدفاع الجوي، في توعية الفرد المقاتل الجديد، وتأهيله ليكون مستعدا دائما لحماية تراب الوطن. 45 يوما وتعتبر مدة التدريب 45 يوما، فبعد تلك الفترة يتم تنظيم حفل نهاية التدريب، وتقديم عرض عسكري ورياضي يظهر المهارة في الميدان .. ليصبح المجند مؤهلاً للالتحاق فوراً بوحدته العسكرية. وخلال جولة »الأخبار» داخل المركز فوجئنا بوجود مجمع ترفيهي كبير يشمل كافتيريات، وصالات للبلياردو، والبينج بونج، والموسيقي، والرسم، ومركزا للتصوير، والألعاب الرياضية.. وهو ما دفعنا للتساؤل حول وجود هذه الأنشطة داخل مركز تدريب بالقوات المسلحة، لتأتي الإجابة فوراً بأن »المجندين مش جايين يتكدروا هنا».. ويجب توفير سبل ترفيه للمستجدين بجانب التدريبات العسكرية، وذلك لتحويل نمط وأسلوب حياة المجند من المدنية للعسكرية. الأخبار مع الأبطال التقت الأخبار بعدد من المجندين المستجدين بالمركز، يقول الجندي المقاتل جلال صلاح سالم، إنه علي مدار 35 يوما هي مدة تواجده في مركز التدريب بدهشور، تغيرت حياته بشكل كامل،حيث تعلم الخطوة الرئيسية في النجاح بأي مجال وهي »الالتزام والانضباط». وأضاف جلال : وهو خريج كلية التجارة جامعة القاهرة- كنت أشعر بالخوف قبل الدخول إلي مركز التدريب، فقبل الانضمام إلي الخدمة في القوات المسلحة كنت أسمع العديد من الشائعات التي تجعلك تخشي الانضمام ، ولكنني غيرت وجهة نظري نهائيا بعد الأسبوع الأول، لأنني وجدت عكس ما سمعت، فوجدت معاملة جيدة، واهتماما بالرياضة والتأهيل البدني، والجسماني، والاهتمام أيضا بتزويد المجندين بالمعرفة، والثقافة. وأعرب عن أمله في تحقيق الازدهار والتقدم إلي مصر.. وأن يتمكن الجيش المصري الذي أصبح الآن هو أحد أفراده في القضاء علي الإرهاب نهائيا. من المدنية للعسكرية اكد جندي مقاتل محمود الديب رزق نعيش كأسرة واحدة داخل مركز التدريب، لا فرق بين ضابط او جندي او صف ضابط، الكل متساو ومحظور نهائيا اي نوع من انواع التجاوز اللفظي او التلفظ بالفاظ خارجة مهما كان. ووجه رسالة للشباب: »تعالوا شوفوا العسكرية المصرية» لا تستمعوا لاي كلام اخر، لا تخافوا من العسكرية حبوا الوطن، الجندية شرف ووسام الكل يفتخر بها. قال جندي مقاتل كرم علي احمد علي: يوجد مركز ثقافي وترفيهي وملاعب تنس وكرة قدم ويد وبلياردو وشطرنج ومركز موسيقي وشاشة عملاقة لمشاهدة مباريات كرة القدم والافلام الوثائقية خلال فترات الراحة ويتم تنظيم المسابقة الثقافية وحصول الفائزين علي الهدايا. أما الجندي المقاتل عمرو موسي محمد » خريج هندسة شبرا » فيؤكد أن حماية الوطن شرف للجميع، مشيرا إلي أنه تعلم خلال فترة تواجده بمركز تدريب الدفاع الجوي الانتقال من الحياة المدنية إلي الحياة العسكرية . وأضاف أن الانضباط والالتزام، هي الصفات التي يجب أن يتحلي بها الجندي المقاتل، خاصة أن هذه هي صفات القادة الذين يتعامل معهم، مشيرا إلي أنهم قدوة في الالتزام وتنفيذ الاوامر. وأشار إلي أن التعامل يتم باحترام مع المجندين الجدد، ولا يوجد أي معاملة سيئة، فاتباع الأوامر وتنفيذ التعليمات خطوة هامة في جميع المجالات. لقاءات مع القادة وفي سياق متصل يقول خالد محمود منصور - خريج خدمة اجتماعية- إنه تعلم خلال فترة 35 يوما قضاها بمركز تدريب قوات الدفاع الجوي حتي الآن أهمية القوة البدنية والذهنية والشجاعة، مشيرا إلي أن هناك لقاءات مع القادة للنقاش في المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري. وأوضح أن هناك فترة ترفيه، حيث يتم فتح صالات الألعاب، فضلا عن شاشة عرض يبلغ حجمها 200 بوصة لمشاهدة مباريات كرة القدم والأفلام الوثائقية والمسابقات التي يتم تنظيمها. وأشار إلي أنه يوجد » كبائن » لإجراء المكالمات الهاتفية والاتصال بالأهالي للاطمئنان عليهم، كما يوجد اهتمام بالنواحي الصحية للفرد المقاتل.. وأوضح أنه يلعب »الدومينو» في وقت الراحة، مع زملائه. الانضباط والالتزام ويقول زياد طارق فراج -خريج تجارة انجليزي جامعة القاهرة- أنه تعلم الانضباط والالتزام، بداية من الاستيقاظ من النوم مبكرا وحتي انهاء يومه. وأوضح أنه لا يوجد اي مشكلة في الأتصال بالاهالي فهناك كبائن لإجراء المكالمات بكروت، وتليفونات أخري بنظام المدة، موضحا أن المعاملة جيدة داخل مركز التدريب. وأضاف أن أصعب ما تعرض له منذ وصوله مركز تدريب القوات المسلحة هو الانتقال من الحياة المدنية إلي العسكرية، ولكن هذا سرعان ما يتم التعود عليه بعد الأسبوع الأول له بمركز التدريب. وأشار إلي أن الالتزام هو الصفة المهمة التي يجب أن يتمتع بها الفرد المقاتل، فعندما تلتزم تصبح جميع الأمور في غاية السهولة. زيارات الأهالي ويقول مساعد أول سعيد حسن محمود إن وظيفته هي استقبال نماذج المستجدين ، موضحا أن أي مشكلة تواجه الفرد المقاتل المستجد مثل رغبته في استكمال الدراسات العليا أو التقدم في اختبارات لأي جامعة، يتم التقدم بها وتقديمها إلي قائد مركز التدريب، ويتم الموافقة لحل مشكلة الفرد المقاتل.. وأوضح أنه يتم تنظيم أجازات وزيارات لأهالي الأفراد المقاتلين الجدد، كما يوجد أمكانية الاتصال بالأهالي يوميا. منظومة حديثة للدفاع الجوي وتمتلك مصر منظومة حديثة للدفاع الجوي تتميز بالتسليح متنوع المصادر والذي ينقسم ما بين الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدي والمدفعية المضادة للطائرات ومنظومات الإنذار المبكر والرادارات. وبدأت مصر في تكوين أول نواة للمدفعية المضادة للطائرات عام 1938 وكانت فرعا من فروع قوات المدفعية. وتم انشاء قوات الدفاع الجوي طبقاً للقرار الجمهوري الصادر في 1 فبراير 1968 الذي نص علي إنشاء قوات الدفاع الجوي كفرع رئيسي ثالث للقوات المسلحة بجانب القوات الجوية والقوات البحرية، وكقوة رابعة بجوار القوات البرية والبحرية والجوية، حيث كانت تعمل سابقا كجزء من سلاح المدفعية وتحت القيادة العملية للقوات الجوية. والفريق محمد علي فهمي هو أول قائد لقوات الدفاع الجوي، حيث تم تعيينه في 23 يونيو 1969، والذي تحمل علي عاتقه مهمة إعادة تنظيم القوات وتدبير الكوادر وتدريب الأفراد والارتفاع بمستواهم التعبوي والتكتيكي والفني، مع تكوين قاعدة تكنولوجية عريضة قادرة علي استيعاب أسلحة الدفاع الجوي الحديثة في أسرع وقت. وتحتفل قوات الدفاع الجوي بعيدها في 30 يونيو من كل عام، وهو اليوم الذي سطر فيه رجال الدفاع الجوي المصري واحدة من أعرق المعارك العسكرية المصرية عام 1970، حين قاموا بإنشاء حائط الصواريخ الحصين.