نجا فيدل كاسترو أبو الثورة الكوبية من أكثر من 600 محاولة اغتيال وتحدي 11 رئيسا امريكيا وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ, فأصبح من ألمع السياسيين في العالم ودخل موسوعة "جينيس" للارقام القياسية عام 2011 من حيث عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها اثناء حكمه. بالتحديد تعرض كاسترو لنحو 638 محاولة اغتيال في الفترة التي سبقت عام 2006 عندما نقل صلاحياته الرئاسية إلي أخيه راؤول كاسترو. واشارت البيانات إلي ان وكالة الاستخبارات الامريكية (سي أي ايه) كانت في أغلب الاحيان الجهة المدبرة لهذه المحاولات واستندت "جينيس" إلي وثائق "سي اي ايه" في منح كاسترو لقب الشخص الذي تعرض لاكبر قدر من محاولات الاغتيال. واعتبرت "جينيس" ان خطط اغتيال كاسترو كانت كثيرة الا انها فشلت جميعا كما تنوعت وسائل محاولات قتله من استخدام القناصة مرورا بالمتفجرات وسيجار مسموم إلي عبوة ناسفة داخل كرة بيسبول وقد تربصت به الولاياتالمتحدة لاغتياله باستمرار, إلي درجة أننا نجد في ملفات الأرشيف لوسائل الاعلام, أن محاولات اغتياله زادت علي 14 مخططاً طوال 20 سنة قبل الثمانينيات من جانب الأمريكيين وحدهم, باستثناء الكوبيين المعارضين في الخارج, أو "مافيا ميامي" كما اعتاد كاسترو أن يصفهم.أول محاولة لاغتياله جرت حين لم يكن مر في 1960 إلا عام و8 أشهر علي حكم ثورته الشيوعية بكوبا, وبحسب تقرير تسلمته في 1975 لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأميركي بعنوان "مخططات اغتيال استهدفت زعماء أجانب" وفيه أن قسم "الخدمات الطبية" في »IA أرسل عميلاً تسلل عام 1960 إلي جناح كاسترو في فندق بنيويورك, حين زارها ذلك العام, وقام "بتفخيخ" لفائف سيجار حملها معه الزعيم الكوبي, ثم راح ينتظر في ردهة الفندق, حالماً بسماع صوت الانفجار الموعود. ولكن لم يحدث شئ, لأن كاسترو قدم العلبة هدية لأحد زواره, فيما راح يدخن مع ضيفه لفائف من علبة ثانية كانت لديه. وعند خروج الدبلوماسي وبيده الهدية, تصرفت "سي.آي.ايه" بسرعة, كي لا يقتل الرجل ضحية سيجار ملغوم. ثم جرت عملية ثانية في منتصف الستينات, بحشو لفائف سيجار بمواد متفجرة في مشغل تم إنتاجها فيه قرب العاصمة الكوبية هافانا, ولكن المخابرات الكوبية اكتشفت المحاولة بعد أقل من ساعة, واعتقلت 5 عمال, بعضهم مات وراء القضبان, وبعضهم قد لا يزال حيا خلفها علي ما يعتقدون. أطرف محاولة هي التي استهدفوا من ورائها الحط من شخصه, بمخطط أعده قسم "التقنيات" في "سي اي ايه",حين تم حشو لفائف سيجار بمادة B) المسببة للهلوسة عند أول استنشاق, ليبدو الرجل الثوري في مؤتمر صحفي دولي كان سيعقده في هافانا, مهلوساً علي التلفزيون أمام مئات الآلاف والمسؤولين الكوبيين. لكن ما حدث قبلها بدقائق لم يخطر علي بال أحد: المنظم للمؤتمر "سرق" لفافة وهو في طريقه ليضع العلبة علي طاولة كان سيجلس عندها كاسترو أمام الصحفيين, فاتضحت الأمور حين أشعلها وراء كواليس القاع, وانفجرت فيه.