تصاعد اليوم التدهور فى العلاقات الألمانية التركية ، فقد استدعت الخارجية الألمانية القائم بالأعمال التركى فى برلين ، وقالت الخارجية الألمانية فى بيان صحفى إن وزير الخارجية فرانك- فالتر شتاينماير استدعى الدبلوماسي التركى إلى الوزارة "نظرا للتطورات الخطيرة في تركيا" وذلك على خلفية توقيف رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي المدافع عن القضية الكردية في تركيا وعدد من نوابه . وكان التوتر فى العلاقات الألمانية التركية قد بدا عقب إقرار البرلمان الألمانى – بوندستاج- أن تركيا " العثمانية " فى بدايات القرن الماضى قد ارتكبت مذابح جماعية ضد الأرمن ثم تصاعد التوتر عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة فى تركيا وما أعقبها من قيام السلطات التركية باعتقال عدد كبير من العسكريين والموظفين المدنيين بتهمة مساندة الانقلابيين ، وزاد من حدة التوتر لجوء أكثر من 25 دبلوماسا تركيا إلى ألمانيا ، إلا أن الأزمة احتدت منذ يومين عقب التصريحات شديدة اللهجة للمستشارة الألمانية ميركل ضد تركيا على أثر اعتقال السلطات التركية لعدد من الصحفيين ، وأعقب ذلك أمس هجوم شديد اللهجة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على ألمانيا واتهامها " بإيواء الإرهابيين " - وهو يقصد الدبلوماسيين الأتراك المشتبه فى انتمائهم لمجموعة عبدالله جولن والذين طلبوا اللجوء لألمانيا - . وردا على هذا الهجوم من أردوغان قال وزير الخارجية الألمانى فرانك شتاينماير "لا يمكنني فهم تصريحات أردوغان بشأن الوضع الأمني لألمانيا على الإطلاق". وأكد شتاينماير أن ألمانيا ترغب في "علاقات وثيقة وبناءة" مع تركيا، ولكنه استدرك قائلا: لا يمكن في الوقت ذاته "أن يدفعنا هذا إلى التزام الصمت حينما نرى حرية الصحافة وحرية الرأي في تركيا تتعرض للخطر، فنحن لم نفعل ذلك من قبل ولن نفعله اليوم أيضا". وترتبط ألمانيا بعلاقات اقتصادية وتجارية مميزة وكبيرة مع تركيا ،كما تعتبر الجالية التركية والتى يزيد عددها على 4 ملايين نسمة أكبر الجاليات الأجنبية فى ألمانيا ويوجد ما لا يقل عن 12 نائبا من أصول تركية فى البرلمان الألمانى – بوندستاج – كما دعمت ألمانيا اتفاقا أوروبيا بشان اللاجئين والمهاجرين مع تركيا إلا أن المستشارة الألمانية ميركل حذرت أول أمس من أن الإجراءات التركية ضد حرية الراى والصحافة تعيق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى . وتتوقع مصادر تركية وألمانية طلبت من بوابة الأهرام عدم الكشف عن هويتها زيادة التوتر فى العلاقات التركية فى الفترة المقبلة ليس مع ألمانيا فقط ولكن أيضا مع الاتحاد الأوروبى على خلفية الإجراءات التركية ضد الصحفيين والسياسيين المعارضين والتى يعتبرها الاتحاد الأوروبى انها لا تتفق مع الديمقراطية واحترام حرية الراى والتعبير . وفى هذا السياق ادلت مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية فيدريكا موجيرينى بدلوها وانتقدت بشدة توقيف واعتقال رئيسى حزب الشعوب التركى المعارض وهددت باتخاذ اجراءات تصعيدية على مستوى الاتحاد الأوروبى ضد تركيا وقالت فى حسابها على تويتر اليوم : قلقون جدا إثر توقيف صلاح الدين دميرتاش ونواب آخرين من حزب الشعوب الديموقراطي. اننا على تواصل مع السلطات فى الاتحاد الأوروبى وتركيا للدعوة إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة لبحث توقيف رئيسي الحزب ونواب من الحزب الذي يمثل القوة الثالثة في البلاد. ومما يزيد من التكهنات التى تتوقع تصاعد التدهور فى العلاقات التركية الألمانية ان رئيس ألمانيا يواخيم جاوك وافق على إجراء محادثات مع جان دوندار رئيس التحرير السابق لصحيفة "جمهوريت" التركية المعارضة ، وقال المتحدث الرسمى باسم الرئيس الألمانى أن المقابلة ستتم فى القصر الرئاسى يوم الاثنين المقبل . وهذا يضفى طابعا رسميا على لقاء رئيس ألمانيا مع المعارض التركى . يذكر أن رئيس الوزراء التركى قد أوضح اليوم أن استدعاء النواب الأتراك المنتمين لحزب الشعوب المعارض بالقوة تم فى إطار القانون وذلك بعد رفضهم الحضور لسلطات التحقيق لأخذ إفادات منهم .