مصر تواجه العديد من المشاكل من أزمات مالية وتلوث بيئي وتدهور في مجالات الصحة والتعليم وانفلات أخلاقي وضعف الذمم والهمم وغيرها ونحن علي أعتاب نهضة الدولة المصرية فإننا بحاجة إلي التفكير الجيد والمنطق السلم والأفكار الإبداعية لتنسيق الجهود الرامية إلي حل هذه المشاكل. ومن أهم ما يجب أن يدركه العقل السليم قيمة الزمن وأهم ما يميز العقل الرشيد عمق إدراكه لقيمة الوقت والزمن فجميع البشر يدركون تماماً معني الوقت ولكن القليل منهم من يدرك قيمته والعقل الحكيم هو من يستطيع أن يستغل الوقت أحسن استغلال. والزمن أمر عجيب إذا تدبر الإنسان أمره يجد أنه يجري علي الحياة الدنيا مجري العجب فالطفل يحبو اليوم هو من يجري غداً ويتوكأ علي عصاه منحنياً غير قادر علي الحركة في زمن آخر، ماذا حدث؟ انه الزمن ومرور الوقت ففيه تحصل السراء والضراء والصحة والسقم والغني والفقر وهو هذه المساحة الزمنية التي تبدأ بمولد الإنسان وتنتهي بوفاته. ومن هنا يظهر أهمية العمل علي تحقيق غايات خلق الله للإنسان وهي عمارة الأرض والعبادة. ومما سبق نكتشف أهمية استخدام الوقت في حياة الإنسان فهذا ما سيحاسب عليه وبحسن استخدام الوقت يستطيع الإنسان أن يزيد من حياته فالحياة مهما طالت قصيرة وزمننا علي الأرض قليل. للزمن قيمة عند الفلاسفة غير قيمته عند التجار، وغيرها عند الزراع، وغيرها عند الصناع، وغيرها عند العسكريين، وغيرها عند السياسيين، وغيرها عند الشباب، وغيرها عند الشيوخ، وغيرها عند طلبة العلم وأهل العلم. إن إضاعة الوقت وعدم استغلاله فيما يفيد سمة من سمات التخلف، ولو أجريت إحصائية دقيقة عن نسبة الوقت المستفاد منه عملياً في حياتنا لوجدناها نسبة ضئيلة جداً مقارنة مع نسبة استغلال الوقت عند الدول المتقدمة، مما يفسر لنا سر تراجعنا عن ركب الحضارة بعد أن كنا روادها لقرون عديدة. فالوقت أمانة، وهو الحياة.. وهو سبيلنا إلي نهضة شاملة مفقودة في شتي مناحي الحياة. أتدرون ماذا يفعل العالم المتقدم الآن؟ انهم يبحثون في سبل تحقيق نظرية ان تحققت ستغير البشرية وأنا علي يقين أنها سوف تتحقق يوماً ما لأنها سردت في قصة سيدنا سليمان مع عرش ملكة سبأ. وهي قصة الزمن والتكنولوجيا والتقدم الذي سيأتي علي البشرية لقد سأل سيدنا سليمان من سيأتي له بعرش ملكة سبأ؟ فميز الله سبحانه وتعالي الإنسان العالم والذي لديه علم من الكتاب علي قدرة الجن فاستخدم من لديه علم من الكتاب وما سيحدث مستقبلاً وهو علم النقل عن بعد Teletransportation أو Teleportation وهي نظرية نقل للمواد أو طاقة من نقطة إلي أخري دون عبور الحيز الفيزيائي المادي بينهما وقد بدأ الحديث في الموضوع كخيال علمي ليبدأ تطبيقاته بإطلاق روسيا برنامج استراتيجي للتنمية يسعي إلي تطبيق النقل عن بعد بحلول عام 2035 وتعلن وكالة الفضاء الأمريكية NASA عن أننا علي مقربة خطوة واحدة لتحقيق النقل عن بعد. في حين تعمل الأمم المتقدمة علي تحقيق هذا العلم بدراسة الزمن وتحويل الطاقة إلي مادة وإعادة ترتيب ذراتها نجد الكثير من الناس يضيعون أوقاتهم هباء فلا يوجد في أي دولة في العالم كمية القهاوي التي لدينا والجالسين عليها من الشباب والرجال مفتولي العضلات يلعبون ويتسامرون مع »تجار الكلام» و»فرسان الثرثرة» يقول أحدهم: يجب أن يفعل الناس، ويقول الثاني: العلاج غير ممكن، ويقول الثالث: الإصلاح غير ممكن، وآخر يقول: لم أجد من يعمل غيري! وآخر: أريد عملاً مريحاً، وآخر: هذا عمل فات أوانه.. سلسلة من الأعذار والأوهام يسوقها العاجزون ويرددها المنهزمون، ويتسلي بها القاعدون، وكل واحد من أولئك يكذب علي نفسه ويستغفل غيره!. العاجزون عبء ثقيل علي المجتمع، والقاعدون أصفار علي شمال العدد لا ينفعونه شيئاً، ولا أجد للعاجزين والقاعدين دوراً سوي إعاقة نهضتنا. في حين أبطال الأفعال ناجحون يعملون في صمت في البناء الجاد للدولة فنجد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي يتحدي الزمن، فكم من المشاريع انجزت في اوقات قياسية، يضع أسس تخطيط الوقت والمتابعة يدشن نماذج استغلال الوقت أحسن استغلال لمحاكاتها، والنسج علي منوالها يعطي للمصريين الأمل والدفعة، يدخل مفهوم الزمن في نفوس كثير من الناس الذين اعتادوا علي الكسل والتسويف في الوقت فلا انجاز يقدمونه ولا عمل ينهونه ويضيعون أوقاتنا هباء. ان الوقت لا يشتري فلا أحد يستطيع شراءه، لأنه موزع علي الجميع ولكل نصيب منه.. والبعض منا قد يتفنن في كيفية إضاعة الوقت وإهداره ولن يستطيع كائن ما كان إيقاف الوقت وحركته وسيحاسب الجميع عن وقته وعمره فيما ضيعه ولنبدأ العمل بأقصي استفادة من أوقاتنا دون تسويف أو تأجيل ولنزيد في أعمارنا بزيادة أعمالنا في الوقت المتاح لنا في حياتنا وبهذا تنهض الأمم. وتذكروا أن الزمن هو عمر الحياة.