خرج بحثًا عن الرزق بعربته الكارو التي يجرها حمار من قريتهم النزلة بمحافظة الفيوم إلي القاهرة، ولم يدر في خلده أن يعود جثة هامدة، مأساة راح ضحيتها الأب، الذي لم يرحمه الإرهاب الغاشم ولم يشفع له فقره وأثناء مروره بعربته في جسر السويس انفجرت فيه قنبلة زرعها معدومو الضمير لاستهداف مدرعة شرطة ولكن اخطأت المدرعة لتقتل الأب وتصيب نجل شقيق زوجته ومعهما الحمار وكأنه فضل أن يموت مع أصحابه.. في منزل ريفي بسيط يتكون من حجرة بالطوب الأبيض البلوك تعيش أسرة عيد راغب عبد السميع 42 سنة ضحية الإرهاب الغاشم، قامت أسرته بإغلاق المنزل البسيط ولجأت إلي منزل عائلتها بالقرية التي اقامت له عزاء بسيطو، خرجت الزوجة وهي في حالة يرثي لها تحمل طفلها الصغير وتحتسب زوجها شهيدا. وقالت سعاد محمد محمود شعبان زوجة الشهيد ل »الأخبار» تزوجت الشهيد منذ 20 عامًا لم يغضبني يومًا، خرج ليبحث عن لقمة عيشه بعربته الكارو وحماره ومعه نجل شقيقي »إسلام» وأثناء قيامهما بالبحث عن المخلفات داخل القمامة انفجرت فيه عبوة ناسفة أردته قتيلا في الحال، وترك لي من الأولاد 5 من بينهم نجله الأكبر محمد وهو من زوجته الأولي، مشيرة إلي أنه خرج عقب صلاة الجمعة بحثًا عن لقمة عيشه ورجع جثة هامدة.. وأشارت إلي أن لديها من الشهداء 4 أبناء هم أحمد ومعاذ وأية ودعاء بالإضافة إلي محمد من زوجته الأولي، موضحة أنها تعيش في غرفة مع أولادها وليس لديها أي مصادر دخل أخري بالإضافة إلي أنها تعاني من مرض الروماتيزم ولا تستطيع الوقوف علي قدميها لفترة طويلة، مطالبة بضرورة النظر لأسرتها البسيطة ومساعدتهم ماليًا حيث أنها لا تمتلك من الدنيا شيئًا بعد رحيل زوجها.. وقالت دعاء عيد 15 سنة نجلة الشهيد أنهم كانوا يعيشون في غرفة في عين شمس بالإيجار لظروف والدها ورجعوا إلي قريتهم النزلة بالفيوم عقب استشهاده لأنه كان العائل الوحيد لهم، مشيرة إلي أن والدها كان دائما يشجعها علي الصلاة ومساعدة والدتها في أعمال المنزل وألا تعتمد علي أحد ولم يغضبنا يومًا رغم ظروفنا البسيطة. وأشارت آية 17 سنة الابنة الكبري أنها تحتسب والدها شهيدًا عند الله، مؤكدة انه كان دائم المواظبة علي الصلاة ولم يمد يده لأحد أبدًا وكان يطالبنا بالصبر علي المعيشة ولكن أعداء الوطن كانوا سببًا في مقتله وتركونا بمفردنا حتي العربة الكارو بالحمار لم تسلم من أعمالهم الإرهابية علي الرغم من أنه كان يقوم بتأجيرهم وأصبحنا مطالبين بثمن العربة الكارو والحمار وليس لدينا أي دخل في الحياة، واصبحنا مشردين. وطالبت بضرورة توفير فرصة عمل لها أو لوالدتها حتي يتمكنوا من المعيشة لأن ظروفهم صعبة للغاية وليس لديهم أي مصدر دخل. وأضافت والدة الشهيد أن أخر مكالمة بينهم كانت منذ أيام وطلب مني أن أدعو له وكنت دائمة الدعاء له وأقول له »الله يسهلك ويكرمك ويسلك طريقك ويوعدك بأولاد الحلال يا أبني» قتلوه أعداء الوطن» حسبنا الله ونعم الوكيل» » ابني كان طيب القلب ويحب أهله وبار بهم ويداوم علي الصلاة في أوقاتها وكان يصل رحمه ولم يمد يده إلي أحد أبدًا.. وطالبت والدة الشهيد بضرورة توفير فرصة عمل لأحد أبناء الشهيد خاصة وأنه يعول أسرة مكونة من 6 أفراد من ضمنهم هي، مشيرة إلي أن يد الإرهاب الغاشم لا يفرق بين أحد، وكان الضحية هذه المرة أبني صاحب القلب الطيب، وترك لنا أولادنا الصغار يصارعون الدنيا وتصارعهم »حسبي الله ونعم الوكيل» من ناحية أخري قامت أجهزة الأمن بالقاهرة بتكثيف جهودها للوصول للمتهمين بزرع وتفجير عبوة ناسفة بمنطقة جسر السويس مما أدي الي مصرع مواطن وإصابة آخر.. وكشفت التحريات المبدئية أن القنبلة وضعت بجوار خط مترو الأنفاق الجديد بهدف قتل ضباط وأفراد أمن وتم تفجيرها بواسطة ريموت كنترول.. كما كشفت التحريات أن الفارق بين مرور القوة الأمنية برئاسة الرائد كريم عزمي معاون مباحث عين شمس وبين الانفجار هي لحظات حيث أنقذته عربة كارو وحمار وهو ما أدي إلي مصرع صاحبها.. كما كشفت تحريات اللواء هشام لطفي نائب مدير المباحث والعميد نبيل سليم رئيس مباحث قطاع الشرق وجود كمية كبيرة من الدماء المتناثرة وتهالك مدرعة الشرطة المستهدفة بالكامل وتهشم سيارة تابعة للمرور ومقتل صاحب عربة كارو ووجود تلفيات بسيطة في 4 سيارات.