نموذج للفنان المثقف الذي يعي دور ما يقدمه ويعلم جيدا اثره علي المجتمع يملك القدرة علي شد انتباه من يحاوره ويجذبه بخيوطه الحريرية فيقع في شباكه ليدفعه إلي الإنصات الكامل أنه الفنان عزت أبوعوف الذي يبوح في هذا الحديث عن أحلامه وارائه ورؤيته للعملية الفنية في مصر. في البداية ماذا عن صحتك حاليا؟ - الحمد لله تعافيت من عملية القلب بشكل تام واصبحت »زي البمب» بالعكس أشعر بأنني بصحة افضل من قبل الوعكة الصحية واللهم لك الحمد كل هذا بفضل الله سبحانه وتعالي وما سبب عدم مشاركتك في العام الماضي إلا في عمل واحد كضيف شرف؟ - أعتقد أن السبب في غيابي هو خوف المنتجين من حالتي الصحية فلم يكونوا واثقين في تحسنها وخافوا أن أعطل تصوير أعمالهم بسبب المرض ولذلك لم أشارك سوي كضيف شرف في مسلسل » نيللي وشريهان» الذي تحمست للمشاركه به رغم أنني لم يسبق لي الظهور كضيف شرف سوي مرتين خلال عمري الفني الأولي في فيلم »تحت الترابيزة» والثانية كانت مع فيلم »فين قلبي» مع مصطفي قمر أما »نيللي وشريهان» فقد أعجبت تماما بالنص علي الرغم من ظهوري بدقائق معدودة ولكن قلت في نفسي لم لا فهناك نجوم كثيرون شاركوا في حلقتين او ثلاث في أعمال سابقة وأنا كما يقولون »مش علي راسي ريشة» فأنا لست من النوع الذي ينظر إلي مساحة الدور والحمد لله العمل كان من أفضل أعمال رمضان وساهم في ظهوري من جديد بصحة جيدة أمام الجمهور ولقد أعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل آخر رغم أن مساحة الدور كانت كبيرة لأنني كنت سأظهر وأنا احمل سلاحا أبيض في عدد من المشاهد وهو الامر الذي رأيت أنه لا يناسبني ولا استطيع القيام به هل تعاقدت علي أعمال جديدة؟ - احمد الله وقعت عقد عملين دراما وهم مسلسل »الأب الروحي» و»ظل الرئيس» وفيلم سينمائي ايضا. ما تفاصيل دورك بمسلسل »ظل الرئيس»؟ - أشارك بالمسلسل بجانب مجموعة من الشباب منهم ياسر جلال وماجد المصري وعلا غانم وريهام حجاج وهو مسلسل جيد واتمني أن يلقي نجاحا كبيرا أجسد دورتاجر خضار وهو شخصية ملتوية تماما ووصولية تسعي لتحقيق أهدافها مهما كانت الأساليب وتستطيع أن تصنفه بأنه غير سوي ولديه ما يشبه الخلل العقلي. ماذا عن مسلسل »الأب الروحي»؟ - المسلسل 60 حقلة وبداية ظهوري ستكون مع الحلقة السادسة والعشرين حيث أقدم شخصية شقيق محمود حميدة الذي يأتي بعد وفاته للاستيلاء علي التركة وعلي مجريات الامور وأنا متأكد من نجاح المسلسل فكل العلامات تشير إلي ذلك من تواجد نجوم كبار وقصة رائعة ومخرج محترم وانتاج كبير. وما استعداداتك للشخصية؟ - أغلب وقت عملي يكون في التحضر للشخصية فالتصوير هو المرحلة الثانية والسهلة فأنا لم أتعلم التمثيل وهو ما يجعلني أبحث داخل الشخصية وأبذل مجهودا للوصول إلي تفاصيلها لتقديمها حيث أضع مجموعة من الاسئلة عن الشخصية في رأسي مثل فترة صغره هل كان متميزا في التعليم ام فاشلا وهل كان طفلا شقيا ام لا حتي أصنع تاريخا للشخصية في رأسي وأصنع لها عمقا وبعد ذلك اقوم بتمرين نفسي علي الشخصية وطريقة الحديث ثم أنتقل إلي مرحلة أسميها مرحلة »الجنان» فأقف أمام المرايا واتقمص الشخصية وأحدث نفسي ثم انتقل إلي مرحلة المكياج وتكون آخر المراحل هي مرحلة التصوير وهي أسهلها. هل أنت مع فكرة الاقتباس من أعمال أجنبية؟ - الاقتباس من الافلام الأجنبية ليس جريمة فروائع السينما المصرية مقتبسة من الخارج مثل فيلم »نصف ساعة جواز» فهو مقتبس من مسرحية فرنسية تحمل اسم »»actus Flower» وغيره من الأعمال العريقة مثل فيلم »سكر هانم» و»اشاعة حب» فمعظم افلامنا العظيمة والتي تتباهي بها السينما المصرية مقتبسة من اعمال اجنبية ولا يوجد عيب ولا أري حرجا في ذلك. هل تري أن المسلسلات المصرية الطويلة تستطيع منافسة الدراما التركية والهندية؟ - القصد من عمل مسلسلات مصرية طويلة بالطبع هو منافسة هذه الاعمال وأجد أننا اذا أستطعنا عمل ورق جيد واختيار ممثلين علي قدر كبير من الموهبة والقبول سوف ننجح بجانب أن هذه الأعمال تعتمد بشكل كبير علي المظاهر الطبيعية والمشاهد الطويلة ولكن اذا استطاع الاتراك والهنود عمل ذلك فكيف نفشل نحن بتاريخنا وقدراتنا ومواهبنا الكبيرة في تقديمه. هل أتاح لك ابتعادك عن التمثيل الفرصة للعودة للموسيقي؟ - نعم وكنت سعيد جدا بذلك فقد قدمنا 6 حفلات بدار الأوبرا المصرية واربع حفلات عامة وكان بها حضور جيد جدا تخطي الخمسة الآف مستمع وأنا أكون سعيدا بقيامي بتقديم مزيكا اكثر من تجسيد الأدوار علي التليفزيون فانا أعتبر نفسي موسيقيا قبل أن أكون ممثلا وبقدر الإمكان لن أجعل التمثيل يطغي علي الموسيقي أو العكس ولا سيما أن عمل فرقة »Les Petits chat» الموسقية ليس بشكل يومي أو شهري أو حتي متصل فنحن لا نريد »ترخيص» الفرقة وهناك فرق بينها وبين فرقة »فور إم» فقد كانت في وقتها اشهر فرقة في الوطن العربي وكنا نعمل بشكل يومي فلم يكن هناك وقت كاف لأي عمل بجانبها. وما رأيك في دراما رمضان السابق؟ - كانت هناك أعمال جيدة وأعمال ليست علي المستوي بالطبع وللأسف بعض الاعمال السيئة تجذب قطاعا كبيرا من المشاهدين عن طريق الدعاية الجيدة ولكن هذ هو حال الدراما فليس بقدرة اي دولة أن تصنع 50 عملا جيدا في وقت واحد. هل أنت مع وجود مواسم جديدة للدراما التليفزيونية بعيدا عن شهر رمضان؟ - طبعا أنا مع ذلك وقد سبق وشاركت في هذه التجربة من خلال مسلسل »اسرار» مع نادية الجندي والذي عرض قبل شهر رمضان بشهر واحد وحقق نجاحا كبيرا وجذب عددا غير مسبوق من الاعلانات وخلقنا موسما جديدا وكنت أتمني أن يستمر ذلك وأنا سعيد بعرض »الاب الروحي» خارج السباق الرمضاني ويعاب علي المنتجين حصر الدراما في شهر واحد ولا أدري لماذا يقومون بذلك وأعتبره نوعا من الغباء. ما تقييمك لبرامج المقالب خلال رمضان؟ - لقد شاركت ببرنامج »هاني في الأدغال» مع هاني رمزي وكان السبب وراء ذلك انني كنت أرغب في زيارة جنوب افريقيا فلم اشاهدها من قبل وجاءت الفرصة بالمشاركة في مقلب مع هاني رمزي الذي أحبه واحترمه كثيرا ولكن برامج المقالب مثل برامج »التوك شو» لم يعد لها بريقها ولا تلقي اهتماما من المشاهدين مثل السابق فنحن نتعلق بالفكرة ونبدأ في تكرارها ولا اظن أنه من الجائز الاستمرار في تقديمها فكل المشاهدين يعلمون ان الفنانين يعرفون المقلب مسبقا او يشكون في ذلك ولكن ذلك لم يحدث معي فقد اخبرني هاني رمزي أنني ذاهب لتصوير مقلب ولكنه لم يخبرني بطبيعة المقلب وتوقعت أن يضعوني في غابة أو اسد يهجم عليّ لكني لم اكن أعرف بقصة الثعبان الذي وجدته داخل السيارة ولكني كنت أعلم بانني في مقلب وهناك برامج أخري مجنونة مثل رامز والذي اعتبره مجنونا رسميا ولا يمتلك عقلا من الأساس لكن في جميع الأحيان أري أن هذه البرامج استهلكت. ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب؟ - برامج جيدة طبعا ولكن يعاب عليهم بانهم لا يكملون رسالتهم فهم يكتشفون مواهب حقيقية ويجعلون منهم شخصيات مشهورة ولكنهم لا يساعدونهم في الانتاج فيختفون من جديد فيجب أن يكون لديهم شركات انتاج للاستفادة من هذه المواهب وافادتهم هم ايضا. كيف تري المهرجانات السينمائية حاليا؟ - شهادتي مجروحة فإذا علقت في ذلك الموضوع تحديدا سيقال اني اتحدث بشكل سيئ لانني كنت رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لمدة سبع سنوات متواصلة ومن الطبيعي ان أشيد بالمهرجان اثناء فترة تواجدي به ولكن أنصح القائمين علي المهرجان ان يتم التنظيم والتحضير له بشكل افضل ويجب أن يعلموا قبل أي شيء ما هو سبب المهرجان وما هي مقوماته وما هي الأسباب التي من الممكن أن تكون سببا لنجاحه أو فشله واخيرا أرجو أن تساعدهم الحكومة بشكل أكبر ماديا ويزداد الدعم المادي للقائمين علي المهرجان لان اقامة اي حدث ثقافي يجب أن يتم الصرف عليه جيدا او يلغي من البداية لكي لا نسيء لشكل مصر امام العالم كله وخاصة أن مهرجان القاهرة السينمائي هو الحدث الثقافي الأبرز في مصر وانا لا أعلم ما سبب غياب النجوم عن هذه المهرجانات في الفترة الأخيرة فهي مهمة للغاية وتساعد في النهوض بالدولة وتساعد في عملية النهوض بالسياحة من جديد وتروج لمصر وفنها واري الكثير من النجوم يشكون من حال مصر وهم لا يبدأون بأنفسهم ولو بحضور مثل هذه المهرجانات فهي مساعدة حقيقية لمصر وبعضهم يتعالي ويقول أنهم يجلسون في الصف الثاني مثلا ولا يدرك انه واجب وطني. ما هو الدور الذي تتمني تقديمه؟ - دور رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد عشت معهم شهرين في مستشفي للأعصاب وكنت اقضي يوم الجمعة من كل أسبوع من الصباح وحتي المساء اليوم ووجدت بداخلهم دراما كبيرة ولكن للأسف لم يعرض عليّ.. وفي المقابل ندمت علي تقديم ادوار كثيرة في حياتي وندمت كثيرا علي رفضي لأدوار أخري. كيف تري مستقبل ابنتك مريم كمخرجة؟ - مستقبل مريم بيدي الله فقد كان آخر أعمالها الدرامية هو مسلسل »امبراطوية مين» والذي قامت ببطولته هند صبري ولكن طبيعة مريم متقلبة المزاج ونفسيتها هي ما تتحكم بها فهي تري أنها ليست مستعدة للعمل في الإخراج السينمائي والتليفزيوني وتري أن الإعلانات تشبع رغباتها الفنية وتعطي لها الفرصة لتعيش حياتها الخاصة أما الدراما مثلا فتشغلها بالتصوير لمدة 6 شهور متواصلة ولكنها جيدة طبعا ومتميزة في الإعلانات.