الحرب النفسية من أخطر الحروب في العصر الحديث، يلجأ إليها الأعداء، وتلجأ إليها الدول الطامعة بعد فشلها في تحقيق أهدافها، هيَ حرب الروح المعنوية حتي لا يلتف الشعب حول قيادته، تذكروا معي أحداث الماضي القريب..في 9 يونيو 1967 وعقب خطاب التنحي الشهير للزعيم جمال عبد الناصر، خرجت الملايين من المصريين في مظاهرات حاشدة تطالبه بالبقاء والاستعداد للحرب، في صورة أذهلت العالم لرجل كانوا يريدون التخلص منه، وبعد ست سنوات من المعاناة والصبر علي البلاء وفي 6 أكتوبر خرج الجيش المصري الأبي ووراءه كل مصري ليسجل بحروف من نور أقوي الانتصارات في تاريخ البشرية ولتجعل من إسرائيل وخط بارليف المنيع الذي أشاعوا أنه أقوي خط دفاعي في التاريخ، عبرة لمن لا يعتبر، وتعود سيناء بأكملها إلي حضن الوطن، ولتبدأ الدول الكبري في تحليل قوة الجيش المصري وكيفية صمود شعب مصر الذي احتاروا فيه، ولتكون حرب أكتوبر من أكبر الدروس التي يقومون بتدريسها في المدارس العسكرية العالمية، وبعد عهود من الانكسار، وقيام ثورة يناير المجيدة التي سرقتها قوي الظلام، يعود الشعب المصري في 30 يونيو ليلقن العالم كله درساً عظيما في التفاف الشعب المصري حول جيشه والتخلص من قوي الشر في الداخل والخارج، وحماية الدولة المصرية من الانزلاق إلي مصير مظلم أسود، وإفشال مشروع الإخوان الدولي لتفتيت الشعب المصري وتقسيمه، ليس هذا فقط بل استطاع المصريون بتوحدهم المذهل إفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير هذا المخطط الشيطاني الذي وضعته الدول الكبري، أمريكا وشركاؤها، بعد انتصارات أكتوبر المجيدة لتفتيت الجيوش العربية لصالح إسرائيل والصهيونية العالمية، وكانت البداية في العراق التي نجحوا في احتلالها وتفتيت وتسريح جيشها القوي، ومن بعدها ليبيا وسوريا رغم محاولات الصمود، وتباً لمن يشيع ويقول سواء بجهل أو عمد أنه ليس هناك مؤامرة علي مصر. ما أريد قوله والتأكيد عليه، أن الشعب المصري أقوي سلاح في مواجهة المؤامرة الكبري ضد مصر، وحماية الدولة المصرية ومقدراتها من الإرهاب الأسود الذي يحاصروننا به، المصريون بتوحدهم اقوي سلاح في وجه ارتفاع الأسعار والمؤامرات الاقتصادية التي تحاك لنا لتجويع هذا الشعب الجبار الذي فشلوا في ترويضه، وفي هذه النقطة بالتحديد لا أعفي الحكومة المصرية ومجلس الوزراء من مسئولياتهم تجاه الوقوف في وجه من يحاول الضغط علي الشعب المصري من خلال قوت يومه، فالعدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي، والسماح بوجوده بيننا خيانة كبري لا تضاهيها خيانة العدو المرئي لنا، فلنربط الأحزمة لنعيش ونحيا بكرامة، وحرية القرار السيادي المصري منذ ثورة الثلاثين من يونيو، الذي أربك المخططات الدولية من أكبر الأشياء التي يجب أن ندافع عنها، نحن في حالة حرب نفسية كبري وهي أخطر وأقوي من الحروب العسكرية القتالية، وإني علي يقين من ذكاء وصمود المصريين ومجابهة ما يحاك ضدهم، وأكبر دليل علي ذلك ما نشاهده من فرحة الأهالي، رغم الألم الداخلي، حين يستشهد أبناؤهم بسيناء دفاعاً عن الوطن من جراء العمليات الإرهابية الخسيسة، هُم يقدمون الأبناء فداءً للوطن، هؤلاء الأبناء الذين يعلمون أنهم يجابهون الموت حين يمضون فترة تجنيدهم في سيناء التي تحاول إسرائيل وأمريكا استعادتها عن طريق المنظمات الإرهابية العميلة، ولا يترددون لحظة واحدة في الذهاب والمقاومة، وهي الصورة الرائعة التي يجب أن تسوق في الخارج ليعلم الطامعون أن مصر عصية علي المؤامرات الخارجية والداخلية، وشعبها لن يفرط في حفنة تراب ولن يفرط في جيشة، أما الدعوة لمظاهرات 11/11، فهي دعوة للانكسار والهزيمة وتحقيق الأهداف الإخوانية التي باءت بالفشل بعد توحد الشعب المصري في مجابهتها.