42 عاماً مرت علي نصر أكتوبر 1973 الذي سيظل علامة بارزة ليس في تاريخ مصر بل أمتنا العربية، وذاكرة للعزة والكرامة في التوحد والإعداد والتخطيط والتعبئة والتدريب والروح المعنوية والقتالية في الدفاع عن الوطن ومقدساته ومقدراته، أمام عدونا الأساسي وهو إسرائيل هذا الكيان السرطاني بالمنطقة، وكيف تم تلقينه درساً لن ينساه بدليل أنه من يومها وضع إستراتيجيته أن الأمة العربية عندما تجتمع علي قلب رجل واحد فيكون النصر حليفها بما يجب تفريقها وإضعافها بل وتقسيمها وزرع الإرهاب ليكون ذراعاً لتحقيق أهدافه الدينئة. تمر إحتفالات أكتوبر في ظل ظروف قاسية علي أمتنا العربية والإسلامية وسط ضياع الدولة العراقية من إحتلال أمريكي ثم إعادة الإعمار والأسوأ منه بسوريا وملايين النازحين لاجئين بدول العالم هربا من مدن تحولت لبقايا أطلال ، وليبيا أصبحت مرتعا للإرهاب وما الذي بقي الآن من اليمن الذي كان يوماً يلفب باليمن السعيد ، وكل ذلك نتيجة تآمر إستعماري من نوع خبيث ينشد التفريق والإضعاف والتقسيم لدويلات مستغل ذراع الإرهاب الذي زرعوه في منطقتنا لضرب كل مصادر القوة العربية، فتم وضع وضع سيناريو ضياع مصير المنطقة وخريطة تقسيمه وفقا لمصالحها وحليفتها بأسم محاربة الإرهاب وهم أولياءه ومريديه ووقوده ، فمن المحتل الوحيد بالعالم إلا إسرائيل التي تمارس يوميا بحق شعبنا الفلسطيني مجازر وإعتداء علي المقدسات والأعراض والحريات وحقوق الإنسان بل النبات والحيوان، ومن الاستعماري في ثوبه الجديد المحتل بلا جيوش ولا موازنات مكلفة إلا أمريكا التي جعلتنا في زنازين الاعتقال منذ 11 سبتمبر وتأكل في طريقها الأخضر واليأبس وزرع الخلافات والكراهية والأحقاد بين الشعوب قبل الأنظمة وبث العجز والهوان والإنكسار والتخاذل العربي وأنه لا كرامة لتلك الأمة ، ومما يستلزم في احتفالتنا بذكري أكتوبر والجيش المصري العظيم من استرجاع أسباب النصر حتى نسترد جزءًا من كرامتنا ونبحث عن روح أكتوبر المفقودة طالما نملك الإرادة التي تؤهلنا لنكون يداً واحدة أمام عقد التضامن الذي أنفرط ، واستلهام أسبابه بدلاً من روح الانهزام التي باتت تملأ قلوبنا وعقولنا. وكما كانت ثورتي 25 يناير و30 يونيو مستلهمة من روح أكتوبر وتلاحم الشعب المصري وجيشه العظيم الوحيد بالمنطقة العربية وخير أجناد الأرض بقول رسول الله صلي عليه وسلم منذ أكثر من 1400 سنة ، والتي يحاك له المؤامرات لأنه درعاً وسيفا لمصر المحروسة ، وكما نبه الرئيس السيسي بالكلية الحربية أول أمس الاحتياج لتذكر أن أسباب نجاحنا في أكتوبر العلاقة الخاصة بين الجيش والشعب ووقوف كل المصريين بجانب الجيش بهدف واحد استعادة الكرامة والأرض مما يجب أن يكون درساً لا ننساه للعلاقة جيش بيحب ويحترم شعب وشعب واقف دائما معه جيش ، فكما عاش في الذكري ال42 لاكتوبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات اللي قال للرجال عدوا القناة ، وعاش شهداء مصر الذين إرتوت بدمائهم أرض سيناء الطاهرة ، وعاش التكامل العربي أثناء الحرب لتحقيق النصر العظيم للأمة المصرية والعربية والإسلامية التي أبهرت العالم كله.. مما يستوجب اليوم استعادة روح أكتوبر للمصريون والعرب والتأكد أن قوتهم في اتحادهم ، وحلم مصر الجديدة لن يتحقق إلا بإرادة شعبية والتوحد لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وقيادة الشباب بضهره جيشه كما كان وسيظل قوياً مستعداً يقظ مدافعاً كل المخاطر الداخلية والخارجية وسط هتاف تحيا مصر .. تحيا مصر. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ