أن يعلن تليفزيون تل أبيب في ذكري نصر اكتوبر العظيم عام 73 أن الجيش المصري ضمن أقوي 20 جيشاً في العالم وأنه احتل المركز ال 12 ليتفوق علي نظيره الإسرائيلي الذي هبط إلي المركز ال 14 بالترتيب العالمي.. فهذا معناه أن إسرائيل تركز مع مصر ومع كل خطوة تخطوها بلادنا للأمام.. وأننا يجب أن نتنبه وأن نأخذ الحذر. هذا الإعلان يؤكد أن عدونا التقليدي علي الحدود الشرقية يرصد كل حركة وكل عمل نقوم به.. وأنه في المقام الأول لا يهمه أبداً أن نتقدم أو يكون لدينا طموح وأمل في غد أفضل. مازال حلم إسرائيل الكبري إقامة دولة من النيل إلي الفرات قائماً لم يتغير فهي دولة قائمة علي التوسع والاستيطان.. وما يحدث في دول المنطقة يؤكد ذلك ويخدم أغراضها.. أين جيش بلاد الفرات؟!.. تم تحطيمه بفعل فاعل.. وها هي العراق تعاني من الاقتتال والتشرذم!! أما الجيش السوري فهو الآخر يتعرض لمؤامرة كبيرة تؤيدها قوي إقليمية ودولية.. وللأسف وعربية!! لم يبق في المنطقة سوي الجيش المصري الذي حطم اسطورة إسرائيل التي لا تقهر عام 73 ونجح في توحيد العرب علي هدف تحرير الأرض والتراب واسترداد الكرامة وقطع الذراع الإسرائيلية. تم خلال الحرب استخدام سلاح البترول واشتركت قوات وأسلحة من كل الدول العربية في معركة التحرير.. بل امتد الأمر إلي تمويل صفقات التسليح بالمال العربي من السعودية والإمارات والكويت والجزائر.. الخ. كانت حالة فريدة من التوحد العربي.. ما أحوجنا الآن إلي استعادتها وحماية ليبيا واليمن من المؤامرات التي تحاك ضدهما لتفكيك المنطقة بالكامل حتي يسهل ابتلاعها وتقسيمها غنائم لصالح القوي الاستعمارية الجديدة. أقول ما أحوجنا أن نستعيد روح اكتوبر في العمل والانتاج وفي كل المجالات التي نقتحمها الآن لإقامة مشروع الضبعة النووي وفي تنمية محور قناة السويس وتعمير سيناء والاستفادة من امكاناتها حتي لا نتركها صحراء جرداء ومطمعاً للطامعين فيها وفينا!! ما أحوجنا إلي روح أكتوبر التي عايشناها منذ 42 عاماً حيث كان المجتمع بحق يداً واحدة علي هدف واحد.. والكل يضحي بنفسه من أجل وطنه.. لم يقل أحد "طظ" في مصر مثلما سمعنا بعد ذلك من أحد قادة الجماعة إياها التي كانت مشروعاً لتمزيق المنطقة وخدمة الطامعين فيها!! علينا أن نعيد بناء الأخلاق من جديد واستعادة الضمير.. ولعلنا نذكر أنه خلال حرب أكتوبر المجيدة لم تقع حادثة سرقة.. فلما لا نعود إلي قيم مجتمعنا الشرقي الذي يحافظ فيه الكبير علي الصغير والذي يحترم فيه الصغير الكبير فلا يتطاول عليه أو يحاول أن يلغي دوره؟! مطلوب أن نعيد بناء منظومة التعليم والصحة وكل قطاعات الدولة بما يخدم الحلم بمستقبل أفضل واضعين في الحسبان أن هناك أعداء متربصين بنا ويعملون في ظلام حتي لا ننجح.. وأننا يجب أن ننجح رغم أنفهم وكما سبق وفعلنا. علينا ألا نركن إلي التقرير الذي أعلنته القناة الثانية الإسرائيلية عن جيشنا العظيم وأن جيشها لم يعد ضمن العشرة الكبار.. بل نأخذ من هذا الكلام انطلاقة للاستمرار في النهج السليم الذي يحمي بلادنا وشعبنا من الأخطار والأطماع التي تخطط لنشر الفوضي الخلاقه في بلاد العرب حتي تسيطر إسرائيل وتصبح القوة الوحيدة بالمنطقة.. فهل نحقق لهم أطماعهم؟! بالطبع لا.. وألف لا.. ولكن هذا يحتاج إلي نوبة صحيان من الجميع وعلي كل الأصعدة خاصة الشباب الذي يمثل 60% من أبناء الوطن.. والله الموفق.