نظّمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، اليوم السبت 15 نوفمبر، يومًا تضامنيًا دعمًا للصحفيات والصحفيين السودانيين الذين يواجهون القتل والاختفاء والتعذيب والملاحقة بسبب أداء عملهم المهني في مناطق النزاع، خاصة إقليم دارفور. وشهدت الفعالية مشاركة قانونيين وإعلاميين وناشطات وخبراء كشفوا عن صورة شديدة القتامة لما يجري على الأرض. دعوات للتحقيق ومحاسبة المتورطين رئيس هيئة محامي دارفور، الصادق علي حسن، دعا إلى تشكيل لجنة مستقلة لفتح تحقيق شامل في الانتهاكات، مؤكدًا أن "المسؤولية جماعية وليست فردية"، وأن صمت المؤسسات تجاه ما يحدث في السودان لم يعد مقبولًا. أماني الطويل: وقف الحرب لا يمنح شرعية للمليشيات وأكدت الخبيرة في الشؤون الإفريقية، أماني الطويل، أن وقف الحرب لا يعني الاعتراف بقوات الدعم السريع، مشددة على ضرورة وجود حكومة قادرة على تحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري في الفاشر، مضيفة: "السودانيون شعب واحد ولا يمكن تركهم لمصيرهم". تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة ووصف الكاتب الصحفي عاصم الطاهر الوضع بأنه "كارثي"، لافتًا إلى استخدام سلاح الجوع كأداة ضغط، وإلى تحول إنساني خطير يهدد إقليم دارفور بأكمله. ودعا إلى هدنة إنسانية عاجلة دون أن تُفهم كمنح شرعية للدعم السريع. أما الكاتب الصحفي خالد محمود، فشدد على ضرورة محاسبة قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن السودان يحتاج إلى جيش قومي موحد وأن أي سلطة أمر واقع لن تحظى باعتراف محلي أو دولي، مضيفًا: "الدعم السريع لا مستقبل له في السودان". شهادات من دارفور: الفاشر لن تُنسى وقدّمت ابتسام الدومة، ممثلة نساء دارفور، شهادة قاسية حول أوضاع المدينة، مؤكدة أن "يوم سقوط الفاشر لن يُنسى"، وأن أكثر من 1500 شخص نُقلوا قسرًا نحو المدينة، فيما تم تداول مواد إعلامية "تحت التهديد". وقالت إن المجتمعين المحلي والدولي يتحملون المسؤولية عما جرى، مشيرة إلى فقدان الأهالي الثقة في الجميع. وكشفت الصحفية إيمان فضل أن قوات الدعم السريع تطالب بفدية مالية للإفراج عن مواطنين وصحفيين، مؤكدة أن ما حدث في الفاشر "أكبر بكثير مما يتم تداوله". النساء أكبر ضحايا الحرب من جانبها، أكدت الدكتورة أميرة أحمد، أستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الحرب في السودان "حرب على النساء"، مشيرة إلى أن الانتهاكات تمتد تاريخيًا وتشمل الاتجار بالبشر والعنف الجنسي. كما أكدت المحامية عزة محمد أحمد، من منصة نساء دارفور الشاملة، أن الاعتداءات الجنسية في الفاشر كانت واسعة، وأن المدينة تملك تنوعًا اجتماعيًا كبيرًا يجعل استهدافها خطيرًا، متسائلة عن مستقبل الإقليم: "ماذا بعد الفاشر؟". خلاصة الفعالية اتفق المشاركون على أن ما يجري في دارفور يمثل واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في السودان، وأن الصحفيين يدفعون ثمنًا باهظًا للحقيقة. وطالبوا ب: وقف فوري للانتهاكات. حماية المدنيين والصحفيين. محاسبة جميع الأطراف المتورطة. عدم منح أي شرعية للمجموعات المسلحة. فتح تحقيق دولي ومحلي مستقل.