الحمد لله.. هزمنا الكونغو في عقر داره، ووضع أحفاد الفراعنة قدما في مشوار التصفيات نحو التأهل لمونديال موسكو 2018. نجح لاعبو المنتخب الوطني في تحقيق الهدف من المباراة، ليقابلوا المنتخب الغاني بحالة نفسية وفنية أفضل، واذا ما أحرزوا الفوز، سيضعون قدما أخري في كأس العالم. ورغم أن المكسب جاء بهدفين فقط مقابل هدف.. إلا أنه كان يمكن لكوبر ولاعبيه أن يضاعفوا هذا العدد من الأهداف لولا الرعونة تارة والتسرع تارة أخري، وبخاصة محمد صلاح الذي كان يمكنه بمفرده أن يحسم النتيجة في الشوط الأول. الغرض من اللقاء تحقق، ولكن المؤكد أن هناك أخطاء عديدة ينبغي للجهاز الفني أن يعمل فورا علي علاجها، وبخاصة في الجانب الهجومي بالدرجة الأولي حيث وضح أن الاعتماد علي صلاح بالدرجة الأولي ليس كافيا.. كما أن تمركز المدافعين الذين يعود لهم الفضل الأول في الفوز وقعوا في أخطاء ساذجة مثل التي جاء منها هدف السبق للمنتخب الكونغولي. بدون الفوز في الكونغو.. لم يكن هناك أملا في صدارة المجموعة.. اذ أن التعادل أيضا لا يضمن الاستمرار بقوة في مشوار الصراع نحو الوصول إلي موسكو. وما أن ثبت أحفاد الفراعنة أقدامهم في المجموعة التي يحكمون صدارتها بعد تعادل غير متوقع لغانا مع أوغندا، فإنه يتعيين علي نجوم المنتخب أن ينسوا تماما هذا الفوز، ويضعون في حساباتهم أن التصفيات ستبدأ أمام غانا وضرورة احراز الفوز أيضا. لا يجب أن يجري الاحتفال بالفوز علي الكونغو لأيام طويلة، ولا يليق بمنتخب يتطلع لانجاز حقيقي أن يعتقد خطأ أنه جاء بما كان مستحيلا. وانما لابد من الاستمرار في التركيز ودراسة أخطاء المباراة التي كان يمكن أن تتغيير نتيجتها في الدقائق الأخيرة بعد أن ضاعت أكثر من فرصة لاحراز هدف ثالث ورابع.. إذا أن الفريق المضيف هاجم وكاد يفعلها لولا براعة الحضري وتألق عبدالشافي الذي أنقذ هدفا من علي خط المرمي. منذ فترة.. لم تفرح جماهير الكرة المصرية.. ومن حقها الآن أن تفرح، ولكن ليس لدرجة الاطمئنان تماما إلي أن ما سيأتي سيكون أسهل.. بالعكس.. القادم صعب.. لأن خط النهاية سيقترب، وكل الفرسان سيحاولون اللحاق بمقعد التأهل. ما كان بمقدور منتخب مصر أن يواصل مسيرته إلا بهذا الفوز الغالي علي الكونغو.. لأن الخسارة لا قدر الله كانت ستعني أن قدمه ستهتز، وستظل خارج دائرة المنافسة.. لذلك أري أنه فوزا يزيد الثقة، ويدفع الجهاز الفني واللاعبين لأن يتحسن مستواهم طالما أن الروح المعنوية عالية. وآه.. لو نجح أحفاد الفراعنة في الفوز علي غانا.. حينئذ تظهر بشائر الأمل والخير لاستكمال باقي مباريات التصفيات بكل قوة. الفوز خارج الحدود.. مهم، ولكنه لا يعن المكب علي أرض المنتخب، سيكون سهلا.. وإلا أن يتعادل المنتخب الأوغندي الذي كان خارج الحسابات مع منتخب غانا الذي ينظر له المصريون علي أنه المنافس الأول. نفرح لساعات أو لأيام قليلة، ثم ندرك حقيقة أن التأهل لن يتحقق إلا مع آخر مباراة في التصفيات ولن يكتمل إلا بعلاج الأخطاء أولاً .. بأول. مبروك لمنتخب مصر هذه النتيجة.. أما الأداء فمازال ينقصه الكثير.