الشعب يعاني من الغلاء، الاسعار مجنونة في كل شيء، كل وسائل الحياة ارتفع اسعارها ولم يبق إلا أن تضع الحكومة الرشيدة ضريبة إضافية علي الهواء الذي نستشقه! الوضع الاقتصادي الصعب يفرض ذلك علي الدولة حتي تستطيع الاستمرار وتقديم الخدمات للمواطنين، والرئيس عبد الفتاح السيسي يعرف جيداً مدي معاناة رجل الشارع والفقراء من شظف العيش ولذلك يطلب من الحكومة ان تعمل علي الاهتمام بالفقراء وتهيئة الحياة الملائمة لهم علي الرغم من الظروف الصعبة. الحكومة -للأسف - لاتفكر جيداً، ولا تدرس المشكلة بإمعان حتي تخرج من هذا المأزق بل كل ما أمامها أن تفعل في سهولة ويسر هو أن تفرض الضرائب وتكون طبقة الموظفين الغلابة، والفقراء المعدمين هم الضحايا. من المؤلم والمؤسف حقاً أن يطالب »بعض الكتاب» بالغاء الدعم نهائياً ومنهم الدكتورة لميس جابر والسيد نجيب ساويرس وغيرهما، وهذا مطلب غريب عجيب فكيف نلغي الدعم والفقراء يعانون فعلاً؟ وكنت أعتقد أنه من الممكن أن يطالبوا بأن يذهب الدعم الي مستحقيه لا أن يلغي كاملاً، ثم لماذا يفكر هؤلاء الذين ينادون بالغاء الدعم مع الحكومة التي لا تفكر للأسف في زيادة ايرادات الدولة من نواح اخري معروفة، فمثلاً لماذا لا تفرض الحكومة ضرائب تصاعدية علي المرتبات؟ وهل من العدالة مثلاً أن يشتري المليونيرات واصحاب المليارات البنزين والكهرباء والمياه بنفس اسعار الموظفين والفقراء؟ ثم الأفراح والليالي الملاح التي تشاهدها القاهرة وعواصم المحافظات يوميا وتنفق فيها ألاف وملايين الجنيهات لماذا لا يدفع اصحابها جزءا من هذا البذخ للفقراء؟ أليس هذا حقا لهم؟ ونحن لا نمنع أحداً من الاحتفال بأبنائه ويقيم الولائم لكن لابد أن يشعر بالشعب الفقير الذي يعيش معه ويدفع عن طيب خاطر بعضا من هذه الالاف لهم. ونأتي للفنانين العظماء الذين وصلوا إلي نجوميتهم بفضل هذا الشعب، وأصبح الواحد منهم يحصل علي عشرات الملايين في مسلسل او فيلم واحد فقط فلماذا لا يدفع نصف هذا المبلغ لبلده وانقاذها من ظروفها الاقتصادية الصعبة بدلاًمن الاغاني والتشدق بالوطنية والمنظرة الكاذبة، أليست مصر في ظروف صعبة تحتاج لمساعدة كل أبنائها وبخاصة المتيسرين والقادرين؟ لقد ضرب الرئيس عبدالفتاح السيسي المثل في ذلك منذ توليه المسئولية وقدم للدولة جزءا من أملاكه التي ورثها عن عائلته وتنازل ايضاً عن جزء من رابته الشهري. كل هذه الافكار يمكن ان تساعد الدولة في محنتها الصعبة وحتي تتوقف عن خنق الفقراء والمواطنين بضرائبها الملعونة، اما اللصوص والحرامية الذين يحققون ارباحاً طائلة ويساهمون في فقر ومعاناة الشعب فيجب الضرب علي أيديهم بيد من حديد.