التقيت بالفنان أحمد زكي منذ أن بدأ يشق طريقه في عالم الفن في دور صغير في مسرحية »أولادنا في لندن» التي قدمتها فرقة الفنانين المتحدين وكعادتي كنت أحب أن أقضي وقتي في كواليس المسرح لأري ما لا يراه الجمهور من خلافات ومشاجرات بين المشتركين في المسرحية.. وكثيرا ما تدخلت لإزالة الخلاف بين أحمد زكي ونجوم المسرحية بسبب غيرتهم لأنه يستحوذ في مشهده الوحيد في المسرحية علي أكبر كم من التصفيق والضحك من الجمهور. لقد تعاطفت مع أحمد زكي لرغبته في النجاح وإثبات وجوده كفنان.. وكانت فرحتنا عندما رشح للقيام بدور البطولة في فيلم »الكرنك» للأديب العالمي نجيب محفوظ إخراج علي بدر خان وبطولة سعاد حسني.. وذات يوم صحبني إلي مقهي في العتبة.. وأحسست بداخله ثورة عارمة.. ورأيت الدموع في عينه.. واليأس في كلامه.. بعد أن رفضه المنتج واستبدله بالنجم نور الشريف.. واسودت الدنيا في عين أحمد زكي.. وقرر أن يتخلص من حياته بأن قطع شريان يده.. لولا العناية الإلهية التي أنقذته من موت محقق.. وابتسم القدر له.. لقد استطاعت موهبته أن تفرض نفسها وتعددت أدواره وتنوعت.. كان يتعايش مع كل شخصية يمثلها حتي في حياته الخاصة.. كان كريما إلي حد البذخ فلقد ذاق الفقر لقد استطاع أحمد زكي أن يكون اسما بارزا في عالم الفن.. ولكن أحلامه كلها لم تتحقق فقد تمكن منه المرض اللعين.. ولكنه صمم أن يقهر المرض وغامر ومثل »العندليب» ولكنه لم يستطع أن يكمل حلمه.. فلقد رحل عن عالمنا.. بعد أن ترك بصمات رائعة في تاريخ السينما.. وللحديث بقية