علقت الأممالمتحدة جميع قوافل المساعدات في سوريا بعدما تعرضت شاحناتها لقصف جوي بالقرب من مدينة حلب اسفر عن سقوط العديد من القتلي الامر الذي ادي إلي تضاؤل الامال في إمكانية احياء وقف اطلاق النار مجددا في البلاد. واكدت المنظمة الدولية أنه في حال ثبت ان الهجوم كان متعمدا فقد يعتبر »جريمة حرب». وأثار ذلك القصف الذي استهدف 18 شاحنة علي الأقل من اصل 31 شاحنة مشاركة في قافلة المساعدات الانسانية تنديدا دوليا واسعا. وقال ينس لاركي المتحدث باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية خلال مؤتمر صحفي في جنيف إنه »في إجراء أمني فوري، تم تعليق جميع القوافل الاخري في انتظار تقييم جديد للوضع الأمني» في سوريا مشيرا إلي ان المنظمة الدولية حصلت مؤخرا علي اذن من الحكومة السورية بتوصيل مساعدات لجميع المناطق المحاصرة في البلاد. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أدت الغارة إلي مقتل 12 متطوعا وسائقا علي الأقل. من جانبه اعلن الهلال الأحمر العربي السوري في بيان إنه سيعلق جميع الأنشطة في محافظة حلب لثلاثة أيام احتجاجا علي الهجوم علي مخازنه وقافلة الاغاثة التابعة للامم المتحدة التي كان يفترض ان تصل إلي 78 الف شخص. وأكد في بيان إن »القصف» أسفر عن مقتل عمر بركات مدير الهلال الأحمر العربي السوري في أورم الكبري وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الغارة اوقعت نحو 20 قتيلا مدنيا وموظفا في الهلال الاحمر السوري بينما كانوا يفرغون مساعدات انسانية حيوية من الشاحنات. ونفت وزارة الدفاع الروسية ضلوع أي من الطيران الروسي أو السوري في القصف الجوي الذي استهدف قافلة المساعدات. وكان الكرملين قد اعلن ان الجيش الروسي يحقق في تعرض القافلة للقصف ، مؤكدا انه لا يمكن اعادة العمل بالهدنة في سوريا ما لم يوقف »الارهابيون» هجماتهم علي مواقع الجيش السوري، كما نفي الجيش السوري استهداف القافلة. في غضون ذلك، بدأ اجتماع دولي حول سوريا أمس في نيويورك برئاسة الولاياتالمتحدةوروسيا في محاولة لإنقاذ ما تبقي من العملية الدبلوماسية وذلك عشية اجتماع مرتقب لمجلس الامن الدولي حول سوريا. وستبحث المجموعة الدولية لدعم لسوريا التي تضم 23 بلدا ومنظمة دولية امكانية اعادة العمل بالهدنة التي توصلت اليها واشنطنوموسكو في التاسع من سبتمبر الجاري وانهارت أمس الأول. وأعربت الولاياتالمتحدة عن »استيائها» من الهجوم الذي وقع في بلدة أورم الكبري بعد ساعات من إعلان الجيش السوري انتهاء الهدنة، التي اتفقت عليها الولاياتالمتحدةوروسيا. وحذرت من ان هذه الغارة تضع التزامات روسيا علي المحك وتقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا. وقالت إنها ستعيد »تقييم مستقبل التعاون» مع موسكو. كما ادانت فرنسا »بأشد العبارات» استهداف القافلة الانسانية معتبرة ان تدميرها يجسد الحاجة الملحة لوقف الاعمال العدائية في سوريا. من جهة اخري، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الحكومية السورية صدت هجوما لمسلحين علي الأطراف الشمالية لمدينة حلب أمس بدعم من الطيران الروسي فقتلت 40 منهم. علي صعيد اخر، اعلنت وكالة »دوجان» التركية للانباء مقتل جنديين تركيين في عمليات ضد تنظيم داعش في سوريا، بينما تواصل انقرة عمليتها العسكرية غير المسبوقة في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا.