وسط ذبائح الأضحي وتجمع الرجال.. تقف رانيا رشاد »27 عاما» وابنها الصغير محمد »10 أعوام» بملابس ملطخة بالدماء.. تلوح بالسكين بيدها في مهارة واضحة وتمسك الأضحية المعلقة باليد الأخري بقوة . ونظرة متحدية فلم تكن إحدي المتفرجات أو ضمن الأسر المضحية.. ولكنها كانت هي الجزارة ! فقد نجحت في إثبات نفسها لتعمل في أشهر محال الجزارة بمنطقة بحري بالاسكندرية القديمة ..وحصدت ثقة معلمها حامد الذي وقف يتابع عملها ويعطيها الذبائح واحدة تلو الأخري وسط تجمع المواطنين المراقبين لهذا المشهد العجيب.. فهذه الأم وابنها انطلقا في مهمة شاقة بدلا من الاحتفال بالعيد او الجلوس في المنزل وطبخ الطعام اصبحت هي من ينتظرها الرجال لنحر ذبائحهم والتوجه بها إلي بيوتهم. وتقول رانيا ل»لأخبار»: اعمل في هذه المهنة منذ 5 سنوات تقريبا ومبسوطة جدا بها». وتتابع: »في البداية كنت مكتفية بالطهي في محل الجزارة ولكني كان يشدني مشهد ذبح الماشية وتمنيت أن اقوم به بنفسي فأجد فيه متعة كبيرة أكثر من الطهي واعمال المطبخ .. فطلبت من معلمي حامد تعليمي فقبل ذلك وساندني حتي اصبحت اقوم بمهام الجزارة كلها.. بل وأشرك ابني الصغير في هذه المهمة ايضًا». وتبدو رانيا امرأة قوية للغاية وهي تضحك وتشاور لدماء الاضاحي قائلة: »الدم له فرحة ..الذبح حلو»..وترسم خط احلامها وتقول: »اتمني الاستمرار في هذا العمل وان يكون لي جزارة تحت اشراف معلمي الذي اعتبره مثل ابي.. فهو من اعطاني الفرصة».. ويعقب المعلم حامد صاحب المجزر فيقول: »بالنسبة لي لايوجد فرق بين رجل وسيدة في المهنة ..فالمهم الكفاءة وعندما وجدت رغبة من رانيا في تعلم الجزارة سمحت لها بالعمل .. فهذه المهنة تحتاج فناً اكثر من القوة وإن كان الرجال بشكل عام أفضل فيها».. بجوارهما انشغل الصغير محمد بمساعدة والدته وهو يقول: »لا يهمني أن أقضي العيد في اللعب مثل باقي الأطفال.. فأفضل العمل في المجزر .. وهكذا أشعر بفرحة العيد». ويضيف: »احصل علي 15 جنيهاًس في اليوم من معلمي .. واسعد بها. وسوف اواصل العمل معهم كلما استطيع في وقت الاجازة من مدرستي الابتدائية». وعن رغبته في الاستمرار بالعمل في الجزارة مستقبلا يطيح بنظره إلي الأضاحي المذبوحة ويقول: » لا أعرف .. أمي هي من ستقرر» ثم يجري ليتسجيب لطلب معلمه في انهاء العمل بالأضاحي . الإسكندرية - أمنية كُريم