نجاح كبير حققته جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الآسيوية، التي بدأت الخميس الماضي 1 سبتمبر، وزار خلالها دولة الهند لمدة يومين، ومنها إلي الصين لحضور أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة هانجشو الصينية، حيث يعتبر السيسي أول رئيس مصري يشارك في أعمال قمة العشرين منذ عقد أول قمة لها، وذلك بدعوة خاصة من الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي تتولي بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته في قمة العشرين، عدة مباحثات مع مسئولين وزعماء عدة دول، من بينهم رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، ورئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري، فضلاً عن كريستين لاجارد، رئيس صندوق النقد الدولي، وغيرهم لمناقشة العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في عدة مجالات. وحضر الرئيس السيسي، الأحد الماضي، مختلف فعاليات قمة مجموعة العشرين، حيث بدأت القمة بجلسة العمل الأولي الخاصة بسبل تعزيز التنسيق بين السياسات الدولية، وفتح مسار جديد لنمو الاقتصاد العالمي، كما حضر عقب ذلك مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الصيني شي جين بينج، لرؤساء الدول والحكومات المشاركين بالقمة. والتقي الرئيس المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي هولاند، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس جنوب أفريقيا جيكوب زوما، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلي سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون، ثم حضر الرئيس الحفل الفني الذي أقامته الرئاسة الصينية تكريمًا لرؤساء الوفود المشاركة بالقمة. وخلاله استقباله رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، بمقر إقامته في مدينة هانجشو الصينية، بحضور وفدي البلدين، أعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تربطها باليابان، وهو ما يعكسه اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني للمرة الثالثة في أقل من عامين، بما يؤكد المستوي المتميز الذي وصلت إليه العلاقات المصرية اليابانية. والتقي الرئيس علي هامش مشاركته في القمة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وناقش الزعيمان عددا من القضايا الخاصة، التي تؤثر علي الاقتصاد العالمي، والإرهاب، والهجرة، والموضوعات السياسية المختلفة. كما التقي نظيره الفرنسي هولاند لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وبحثا الملف السوري. وخلال لقائه برئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، باك جون هاي، بمقر إقامتها بمدينة هانجشو الصينية، أكد الرئيس السيسي حرص مصر علي أمن واستقرار منطقة شرق آسيا، وخاصةً شبه الجزيرة الكورية، مشددًا علي دعم مصر وتأييدها لكل الجهود التي تستهدف تسوية النزاعات في شبه الجزيرة الكورية من خلال الوسائل السلمية. واستقبل الرئيس السيسي، بمقر إقامته، رئيس الأرجنتين، ماوريسيو ماكري، بحضور وفدي البلدين، حيث ضم الجانب المصري وزراء الخارجية، والتجارة والصناعة، والمالية، وأعرب السيسي عن تطلعه لتعزيز العلاقات المتميزة والممتدة التي تجمع بين البلدين في جميع المجالات، كما وجه التهنئة لاستضافة الأرجنتين لقمة مجموعة العشرين في عام 2018. وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لقاء مع الرئيس الصيني تشي جين بينج، في مقر إقامته بمدينة هانجشو الصينية، واستهل الرئيس الصيني اللقاء بالإعراب عن سعادته بحضور الرئيس لقمة مجموعة العشرين التي تتولي بلاده رئاستها الحالية، كما أشار رئيس الصين إلي زيارته الناجحة لمصر في يناير الماضي، مشيدًا بما لاقاه خلالها من حفاوة الاستقبال وترتيبات استثنائية عكست قوة ومتانة علاقات الشراكة التي تربط بين البلدين. الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال لقائه مع مدير عام صندوق النقد الدولي بمقر إقامته في الصين علي هامش اجتماعات مجموعة العشرين، حرص مصر علي تحقيق التوازن بين رفع معدلات النمو والاستقرار المالي وتحقيق العدالة الاجتماعية. من جانبها، أشادت كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، بالجهد الذي تقوم به الحكومة المصرية لتطوير والنهوض بالاقتصاد المصري عبر تطبيق الإصلاحات الاقتصادية، سعيا للتغلب علي التحديات أمام دفع الاقتصاد المصري قدما وتخفيض البطالة والدين العام. وأكدت لاجارد، عقب لقاء الرئيس السيسي في الصين، دعم صندوق النقد الدولي بقوة لجهود الإصلاح الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة، مشيرة إلي أن مشروعات البنية الأساسية الجارية حاليا جيدة لأنها تساعد علي جذب الاستثمار المحلي والأجنبي، وأعربت عن أمنيتها في أن ينجح الصندوق في تقديم الدعم في المدة المتفق عليها مع الحكومة المصرية وفقا للاتفاق المبدئي، مؤكدة إمكانية إنجاز الإصلاحات اللازمة. وخلال زيارته إلي الهند سجل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة في سجل تشريفات غاندي خلال زيارته لضريح الزعيم الهندي، كما عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الهندي، براناب موخرجي، تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، فضلًا عن تطوير التنسيق والتعاون بين الجانبين بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيّما في ضوء التحديات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية. وأقام رئيس جمهورية الهند مأدبة عشاء علي شرف السيسي عقب انتهاء المباحثات، حيث ألقي كلمة أكد فيها عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده لتعزيز وتطوير التعاون الثنائي مع مصر في جميع المجالات، مشيدًا بنتائج زيارة السيسي للهند، وما تمثله من علامة فارقة تؤشر إلي مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الهندية. كما عقد الرئيس السيسي، بمقر إقامته في نيودلهي ثلاثة لقاءات منفصلة، مع ممثلين من شركات هندية، منها مجموعة »تاتا» وهي من أكبر المجموعات الاقتصادية الهندية، و»ماهندرا» المتخصصة في تصنيع المعدات والآلات الزراعية، والسيارات، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات البنكية والعقارية، بالإضافة إلي مجموعة شركات »هندوجا» التي تعمل في مجالات تصنيع الحافلات وسيارات النقل والمحركات. كما استقبل الرئيس بمقر إقامته، حامد أنصاري، نائب رئيس الهند، وأعرب السيسي عن تقدير مصر واعتزازها بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربطها بالهند علي المستويين الرسمي والشعبي، وتطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات، ولاسيما الاقتصادية والعلمية والثقافية، كما أعرب الرئيس عن ارتياحه لنتائج المباحثات التي عقدها مع رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، التي عكست تطلع الجانبين لتحقيق طفرة حقيقية في علاقاتهما الثنائية بما يُعيدها إلي سابق عهدها، فضلا عن التباحث حول سبل تعزيز التعاون في مجالات محددة كالطاقة والبتروكيماويات وصناعة النسيج. وعلي هامش الزيارة، عقد الرئيس السيسي مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي كان يزور الهند تزامنًا مع زيارة الرئيس، وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات ودعم واشنطن للمفاوضات الجارية بين مصر وصندوق النقد الدولي، وركزت المباحثات علي تطورات عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، مؤكدا أهمية التنسيق بين البلدين لحل تلك الأزمات.