أسباب عديدة تجعل من المتحف المصري الكبير بالرماية ذات طبيعة خاصة، لذلك فهو بحاجة ضرورية وبصفة عاجلة إلي تشكيل مجلس أمناء عالمي أو مجلس استشاري عالمي للمتحف، ليكون بمثابة بيت الخبرة والمرجع الذي يُقدم المشورة في مرحلته الحالية والمستقبلية، فالمتحف يتميز بخصوصية مصرية تُعبر عن مرحلة ما قبل التاريخ مروراً بالعصر الفرعوني وحتي العصرين اليوناني والروماني علي مدي خمسة آلاف عام. ولقد حان الوقت لتأسيس مجلس الأمناء العالمي للمتحف المصري الكبير، ليضم شخصيات دولية مرموقة وبارزة من المصريين والأجانب المشهورين من أصحاب الكفاءات والخبرات المُتخصصة في مجالات مختلفة منها علوم المتاحف وسيناريو العرض المتحفي والآثار المصرية القديمة، والترويج والتسويق السياحي لإقامة المعارض الخارجية بدول العالم لدعمه مادياً، حيث ستُلقي علي عاتق ذلك المجلس العالمي المُهمة بالكامل، بداية من اختيار كل قطعة أثرية ستوضع بالمتحف العملاق الذي تقدر مساحته الإجمالية بنحو 117 فداناً، وستحتضن قاعات العرض بالمتحف 50 ألف قطعة أثرية أساسية مُتنوعة من مختلف العصور، كما سيتم تخصيص مساحة سبعة آلاف متر لعرض المُقتنيات الخاصة بمجموعة الفرعون الذهبي الملك »توت عنخ آمون» التي ستعرض لأول مرة كاملة وتضم 4500 قطعة أثرية علي نفس توزيعها في مقبرته الأصلية بالأقصر، وقاعة لعرض مركب »خوفو» الثانية الجاري استخراجها من حفرتها بمنطقة الأهرامات الأثرية، لنقلها وترميمها وتجميعها.. فمن هنا يجب أن يكون سيناريو العرض حديثاً ومبتكراً وجذاباً، كما ستوضع بمخازن المتحف الحديثة نحو 50 ألف قطعة أثرية أخري، بغرض الإشتراك بها في المعارض الدولية والمحلية، ولتكون مادة حية للباحثين العلميين في التاريخ والآثار.. ووفقاً لدراسات الجدوي فمن المُتوقع أن يستقبل المتحف الكبير عقب الإنتهاء من إقامته من 5- 8 ملايين زائر سنوياً.. كما سيعمل علي تخفيف التكدس داخل المتحف المصري بالتحرير، مما سيُعطي الفرصة لهذا الصرح العظيم بأن يقوم بدوره كمركز مهم لعرض روائع الفن القديم.. ومن المنتظر أن يصل عدد زائريه نحو 15 ألف زائر في اليوم بعد افتتاحه نهائياً، كما سيُصنف ضمن المؤسسات المماثلة المهمة مثل متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك، والمتحف البريطاني بلندن ومتحف اللوفر بباريس. إن المتحف الكبير يعتبر نقلة حضارية وأثرية وسياحية كبري علي مستوي العالم، ويُعد عن جدارة أضخم مشروع ثقافي تنويري وأثري وسياحي واقتصادي في القرن الواحد والعشرين، فالمتحف الكبير- أكبر متحف للآثار المصرية في العالم - يتميز بموقعه العبقري المُطل ببانوراما فريدة جذابة تري الأهرامات الثلاثة، كما أنه من أكبر المنصات التاريخية التي ستعرض التاريخ والفن المصري القديم.. فالمتحف يُعد نقلة نوعية هائلة في متاحف العالم، كما سيكون بمثابة مؤسسة ثقافية متكاملة، فهو سيضم أيضاً مُجمعا للمتاحف النوعية بداخله منها متحف خاص للطفل يناسب مختلف الأعمار لتربية الأجيال الجديدة أثرياً وثقافياً، وقاعات وعروض متحفية مُخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومبان للخدمات التجارية والترفيهية لخدمة السائحين والزوار، وحديقة متحفية سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم.. كما يضم المتحف أحدث مركز لصيانة وترميم الآثار.