هو واحد من أهم وأكبر العلماء المصريين.. الذين قد لا نعرفهم علي المستوي الجماهيري.. رغم شهرتهم العالمية في مجالاتهم. هو عالم متميز.. صاحب مشوار طويل في خدمة الصناعة الوطنية..عشق المعادن.. وتخصص في مجال نادر.. هو سباكة الحديد الزهر.. وساهم في إنشاء مركز بحوث الفلزات.. وتولي مسئولية رئاسته لمدة 6 سنوات.. قام خلالها بتطويره.. وإضافة تخصصات جديدة وتزويده بأحدث الأجهزة.. مما جعل المركز يقف علي قدم المساواة مع المراكز البحثية المماثلة في الدول المتقدمة. هو د.عادل نوفل رائد صناعة الحديد الزهر في مصر والعالم العربي.. والحاصل علي جائزة الدولة التقديرية.. والعضو العربي الوحيد في المجموعة الأوربية لسباكة الحديد الزهر...تصورت قبل لقائه به أن من قضي حياته في مجال جاف مثل سباكة المعادن وتطوير سبائك الحديد.. لابد أن تكون حياته جافة.. لكني وجدت نفسي أمام شخصية ثرية.. لديها وجوه كثيرة في العلم والفن والرياضة والأدب تستحق الكشف عنها. ..............................................؟ أنا من المنصورة.. والدي كان مهندسا زراعيا ووكيل أول وزارة الإصلاح الزراعي.. كنت طالبا متفوقا.. »رغم أنني كنت شقيا جدا.. وعنيدا جدا جدا».. كان أبي شديد الالتزام وشديد الحنان أيضا.. وأذكر أنني قبل امتحان الإعدادية أصبت بالتيفود لكن والدي ظل بجواري يتابع مذاكرتي ويصلي بجانبي طوال الليل.. نجحت وكنت الأول علي محافظة كفر الشيخ التي كان يعمل بها والدي وقتها.. والتحقت وقتها بمدرسة المتفوقين بالمعادي.. »المدرسة دي كانت تجربة فريدة.. كانت الدراسة داخلية.. وكانت بتقبل 60 طالبا من كل محافظات مصر .. وتتولي الإنفاق عليهم.. إقامة وملابس وطعاما وأفضل مدرسين.. المنافسة كانت شرسة جدا.. وكان معظم الطلبة حياتهم كلها مذاكرة.. فيه طلاب ماقدروش يكملوا.. لكن أنا كنت حريصا علي هواياتي جنب المذاكرة.. إلي أن تخرجت والتحقت بهندسة القاهرة . ..............................................؟ اخترت قسم الفلزات.. وكنت في الدفعة الثانية بهذا القسم علي مستوي مصر.. تخرجت سنة 1963.. وعملت في هيئة الطاقة الذرية ثم المركز القومي للبحوث حيث حصلت علي الماجستير.. وبعدها جاءتني منحة لروسيا للحصول علي الدكتوراه.. فسافرت وقضيت هناك خمس سنوات.. ..............................................؟ بعد رجوعي من روسيا 1972.. التحقت بالجيش مباشرة وشاركت في حرب 1973.. ثم عدت لمركز البحوث.. حيث عملت مع د.أحمد عادل عبد العظيم.. المؤسس الحقيقي لمركز بحوث وتطوير الفلزات في منطقة التبين في الثمانينات.. وفي عام 1996 توليت رئاسة المركز لمدة ست سنوات.. ونقلنا عملنا من المعمل لخدمة الصناعة.. وحاليا أصبحنا من أهم الجهات المنتجة لقطع الغيار في مجال السكة الحديد والمطاحن والمعدات الزراعية وغيرها. ..............................................؟ رغم تفوقي الدراسي.. ونجاحي في مجالي العلمي.. إلا أن الحياة بالنسبة لي لم تكن دراسة وعلما فقط.. فأنا لدي هوايات كثيرة أستمتع بممارستها منذ صغري وحتي الآن.. كالرياضة والقراءة وتصوير المناظر الطبيعية والرسم بالحبر الشيني.. وسماع الموسيقي وغيرها.. فأنا مثلا عاشق للقراءة.. أقرأ كل ما يقع تحت يدي لكبار الأدباء من مصر وروسيا.. وحينما سافرت إلي روسيا لدراسة الدكتوراه.. انتهزت الفرصة ودرست أدب تشيكوف رائد القصة القصيرة في العالم.. وفي رأيي أن أديبنا المصري العظيم يوسف إدريس لا يقل أبدا عن الأديب الروسي العظيم تشيكوف.. كما أحب أيضا بهاء طاهر.. ومحمد المنسي قنديل ونجيب محفوظ.. وأديب آخر رائع رحل مبكرا هو عبد الحكيم قاسم. ..............................................؟ مارست كل أنواع الرياضة تقريبا سلة وطايرة وتنس وألعاب قوي.. ولكن عشقي الأول لكرة القدم.. ولو لم أكن مهندسا لكنت بالتأكيد لاعب كرة.. وقد لعبت الكرة في فريق الكلية.. وفريق الجيش حينما التحقت بالخدمة العسكرية.. وفي روسيا أيضا كونت فريق كرة قدم من الدارسين المصريين بمعهد التربية الرياضية الروسي.. »كنا بنلعب مع الروس ومع فرق من كل الدول.. وعمر ما دولة غلبتنا». وحينما توليت رئاسة مركز بحوث الفلزات كان من أوائل أعمالي إنشاء ملعب كرة قدم.. ولازلنا نقيم دورات رياضية بالمركز حتي الآن.. ويبتسم قائلا : »لما خرجت للمعاش كونت بالمركز فريق أشبال تحت الثمانين.. وأنا طبعا أهم وأشطر لاعب فيه.. وعمري ما هعتزل لعب الكرة. ..............................................؟ خرجت للمعاش منذ سنوات طويلة.. لكني أعمل بالمركز وخارجه كما لم أعمل من قبل.. فقد كونت مدرسة كبيرة في مجال سباكة المعادن.. وقمنا بانجازات ضخمة.. »لكن للأسف معظم الشباب تركوا مصر بعد الدكتوراه.. وفضلوا العمل في الخارج.. لدرجة أن الهرم في مركز الفلزات معكوس.. عدد الأساتذة الكبار أكبر من جيل الشباب.. وأنا وجيلي بنشتغل بايدينا بسبب نقص الأعداد». ..............................................؟ المفروض أن اللوائح تلزم العائدين من بعثات دراسية بعدم العمل في الخارج إلا بعد قضاء عدد سنوات محددة بالمركز.. وللأسف يتم التحايل علي ذلك بعقود عمل وهمية للزوجة لطلب مرافقتها.. ثم كثيرا ما نكتشف أن الزوج هو الذي سافر والزوجة في مصر!.. والحقيقة أنني لا أجد مبررا لسفر شباب الباحثين.. خاصة أن أكاديمية البحث العلمي تموّل حاليا العديد من المشروعات البحثية.. بما يعود بالنفع المادي علي الباحثين.. ويضيف: »لو كل الباحثين الشباب موجودين في المركز.. كنا هنقدر نعمل مشروعات بحثية أكتر.. ودخلهم هيزيد.. والبلد كلها هتستفيد..لكن للأسف الشباب مستعجل» ..............................................؟ أستيقظ مبكرا وأنام مبكرا.. وأعشق الكلاب وأقتنيها لوفائها الشديد.. وأنا أيضا أعشق الزراعة.. وكان حلمي أن أعيش في مزرعة بعد خروجي للمعاش.. وبالفعل اشتريت مزرعة في الخطاطبة مع أصدقائي.. واستصلحناها علي مدي20 عاما حتي أصبحت جنة.. لكني للأسف لم استطع التفرغ لها لانشغالي بالبحث العلمي فاضطررت لبيعها.. وكان يوما حزينا جدا في حياتي. ..............................................؟ زوجتي روسية.. تعرفت بها خلال البعثة.. كانت تدرس الكيماويات.. وكانت المشكلة أنني التحقت بالجيش بعد البعثة مباشرة وكان راتبي 196 قرشا.. مما جعلني أصرف نظر عن الزواج.. ولكن خلال فترة الجيش.. تم الاتصال بيننا.. وأكدت لي أنها علي استعداد لانتظاري.. وبالفعل جاءت مصر وتزوجنا بعد خروجي من الجيش وكانت نعم الزوجة الصبورة المحبة لبيتها.. لدرجة أنها تتولي كل أعمال المنزل بنفسها.. ولم تستعن بأحد لمساعدتها طوال 42 سنة زواج. ..............................................؟ زوجتي تحب القراءة والرياضة.. وتجيد الطعام المصري والروسي.. وعاشقة لمصر.. لدرجة أنها درست آثارا مصرية لحبها الشديد لحضارتنا.. ويبتسم قائلا: » بس أحيانا بتسبب لي مشاكل في الشارع.. لأنها ممكن تتخانق مع أي حد لو شافته بيرمي ورقة في الطريق»