الانسجام والعمل بروح الفريق.. كلمة السر وراء النجاح الروتين منعنا من السفر ولجنة التحكيم أشادت بالإنجاز المصري ظهور الانسان الآلي أو ما يعرف بالروبوت منذ عقود ضربا كان من الخيال العلمي الجامح، واليوم أصبح يدخل في جميع المجالات، والاكثر من ذلك انه لم يعد حكرا علي أمريكا والغرب فقد استطاعت العقول المصرية المبدعة أن تساهم في هذا المجال بابتكار روبوت مصري مائة بالمائة.. هذا ما أكده د. أسامة الشاذلي الاستاذ بكلية الهندسة الالكترونية جامعة المنوفية الذي استطاع مع فريق بحثي من طلاب الكلية ابتكار روبوت يتميز بالعديد من المزايا والامكانات والمشاركة به في مسابقة الروبوكون العالمية بكندا والحصول علي المركز الرابع علي مستوي العالم وما زال الفريق يعمل علي تطويره وتحسين قدراته.. حول الروبوت المصري وكواليس المسابقة التقيناه في الحوار التالي.. في البداية حدثنا كيف بدأت حكايتك مع عالم الروبوت وإلي أين وصلت؟ - قمت بنشر العديد من الأبحاث العلمية في المؤتمرات الدولية والمجلات العالمية في مجال الروبوتات المتحركة وقد كان أحد تطبيقات الروبوتات المقرر استخدامه هو استخدام الروبوتات في اكتشاف الألغام في منطقة الصحراء الغربية بمصر.. بدأت في العمل وتكوين فريق بحثي للعمل علي تطوير واستحداث طرق تحكم جديدة لاستخدامها في مجال الروبوتات كما انني أقوم بالإشراف علي بعض رسائل الدكتوراه والماجستير التي تتعلق بالروبوتات والميكاترونيات كما انني مشرف علي مسابقات الروبوكون المحلية والدولية للروبوتات، وبالنسبة للمسابقة الدولية للروبوتات بكندا وهي محل اهتمام الان فإننا في كلية الهندسة الالكترونية بمنوف نشترك منذ بدء مسابقة الروبوكون المحلية تحت رعاية اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأكثر من فريق وقد حققنا مراكز متقدمة علي مدار السنوات التي عقدت فيها المسابقة وبدأت الفكرة في المشاركة الدولية بدلا من المحلية لنجعل مصر تنافس دول العالم بطلابها وأفكارهم الابتكارية وبالفعل تواصلنا مع اللجنة المنظمة للمسابقة الدولية لنسرد لهم انجازاتنا وأفكارنا في مجال الروبوتات المتحركة وقد أبدت اللجنة سعادتها بحماس فريق الفراعنة المصري واستعدادهم الجيد للاشتراك في مسابقة كانت تعقد منذ 11 عاما بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا فقط ولأول مرة يشارك فريق من خارجهما وبالفعل تم تسجيل الفريق في المسابقة ودفع رسوم التسجيل والتعرف علي قواعد المسابقة العامة ليبدأ في التفكير في التصميم المناسب وتنفيذ المهمة المطلوبة من الروبوت المراد تنفيذه. روح الفريق بالتأكيد هذا العمل يحتاج إلي فريق بحث علي مستوي عال من الكفاءة.. نود التعرف عليه..؟ - تحت رعاية الأستاذ د.معوض الخولي رئيس الجامعة والأستاذ د. محمد البرديني عميد الكلية وبإشراف الدكتور أسامة الشاذلي حبيب أستاذ الميكاترونيات والروبوتات بقسم هندسة الالكترونيات الصناعية والتحكم بالكلية يتكون الفريق من كل من الطالب محمود حبيب )منسق وقائد الفريق) – طالب بالفرقة الرابعة وخريج مايو 2016 – والطالب سالم محمد النباصي – طالب بالفرقة الرابعة وخريج مايو 2016 – والطالب تامر فتحي ابراهيم – طالب بالفرقة الثانية – والطالب يحيي صالح الدين محمد – طالب بالفرقة الثانية، وجميعهم من الطلاب الجادين أصحاب الكفاءة ويجمع بينهم التآلف والانسجام والعمل بروح الفريق من أجل إنجاز العمل علي اكمل وجه. ما المدة التي استغرقها تصميم الروبوت؟ - استغرق تصميم وتجميع الروبوت حوالي ثلاثة أشهر تقريبا إلي جانب الدراسة والالتزامات الطلابية الاخري لفريق العمل وكان هناك هدف عام أثناء العمل لنا كفريق عمل ألا وهو التعلم ونقل الخبرات قبل المشاركة والمنافسة في المسابقة. مزايا عديدة ما مميزات هذا الروبوت المصري؟ - الروبوت المصري يحتوي علي العديد من المميزات منها تصميمه بتكلفة حوالي 6000 جنيه فقط بحيث يمكنه تأدية المهام المطلوبة منه بهذه التكلفة البسيطة وكذلك تم ادراج مصفوفة من الخلايا الشمسية علي الروبوت لتقوم بتخزين الطاقة الشمسية أثناء عمله وتقوم بشحن البطاريات التي تقوم بتغذية الروبوت بالطاقة اللازمة لعمله دون الحاجة إلي مصدر للتيار الكهربائي العادي. فضلا عن استخدام مجموعة من عناصر الاحساس للتفاعل مع البيئة المحيطة مثل الكاميرا التي تلتقط صورا من البيئة المحيطة ويتم ارسالها إلي وحدة الكمبيوتر الموجودة علي الروبوت نفسه ليتم تحليلها واستخلاص المعلومات المهمة منها ليتم استخدامها بواسطة إحدي طرق التحكم الحديثة والقائمة علي الشبكات العصبية في اصدار أوامر وقرارات بواسطة أدوات ونظم التحكم المختلفة الموجودة علي الروبوت لتتحكم في حركة الروبوت وتجعله يسير في مساره المحدد له دون أن يحيد عن الشريط الابيض الموجود علي جانبي الروبوت وكذلك الحفاظ عليه من الاصطدام بالعوائق المختلفة. ومما أثار إعجاب اللجنة المنظمة للمسابقة إعداد تقرير فني يشرح التصميم الميكانيكي ودوائر التحكم المختلفة وجميع مكونات الروبوت والنتائج التي حصلنا عليها من تشغيل الروبوت علي أرض كلية الهندسة الالكترونية. إلامَ تهدف مسابقة الروبوكون؟ - تهدف المسابقة إلي تشجيع الطلاب والباحثين علي البحث في مجال تكنولوجيا الروبوتات المتحركة وخلق بيئة تنافسية بين المشاركين والمتابعين للمسابقة. كما تقدم المسابقة تحديات كبيرة للطالب للتعامل مع العالم الحقيقي والتدريب العملي علي تحديات التصميم الهندسي الكامل الذي يحتوي علي المكونات الميكانيكية والحاسب الالي وبرامج التحكم والتجميع الكامل لروبوت متحرك يمكنه أداء المهمة المطلوبة منه. وتهدف أيضا إلي بناء بيئة عملية بين الطلاب للعمل بشكل جماعي لبناء روبوت قادر علي الحركة بأشكالها المختلفة وتفادي العوائق الثابتة منها والمتحركة دون أي توجيه أو سيطرة بشرية بحيث يتم استخدام نظريات التحكم الحديثة والمتقدمة واستخدام تقنيات الرؤية الحديثة والإلكترونيات في تجميع الروبوت للعمل في البيئات غير الممهدة والوعرة. كما أن هناك هدفا عاما للمسابقة وهو تعزيز مهارات قيادة وبناء فريق عمل متجانس ومترابط للعمل بشكل جماعي. دعم متأخر ما الجهات الداعمة للفريق البحثي ولماذا لم يسافر إلي كندا؟ - لقد تم دعم الفريق بمصاريف الإقامة من جامعة المنوفية وأيضا تم دعم الفريق بمبلغ ستة الاف جنيه لشراء الخامات المطلوبة لبناء الروبوت وتذاكر للسفر من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالي ولكن للاسف لم يتمكن الفريق من الحصول علي تأشيرة الدخول للاراضي الكندية نظرا لضيق الوقت بين التقديم للحصول علي التأشيرة وموعد المسابقة والسبب في ذلك هو الصعوبات العديدة في الحصول علي هذا الدعم سواء بالنسبة لجامعة المنوفية او أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا نظرا لعدم معرفة الإجراءات اللازمة للحصول علي الدعم وكانت المبالغ المصروفة لدعم الفريق أقل بكثير مما كان متوقعا ولذا نطالب جميع مؤسسات الدولة المعنية بهذا الشأن بدعم مثل هذه المسابقات وتيسير الإجراءات اللازمة للانتهاء منها قبل موعد المسابقة بوقت كاف ليتمكن الفريق من السفر وألا تتكرر معاناة فريقنا مرة أخري لتشارك مصر بقوة وتنافس علي المراكز المتقدمة. ما الجوائز والمراكز التي حققها الفريق محليا وخارجيا؟ - حصل فريق الفراعنة علي المركز الرابع عالميا بتقديم التقرير الفني المعد جيدا من خلال المشرف علي المسابقة وكذلك تسجيل فيديو للروبوت وهو يعمل علي أرض كلية الهندسة الالكترونية بمنوف ليتم تقييمه ويحصل علي 41/50 ليحتل الفريق المركز الرابع عالميا وكان قريبا جدا من معهد جورجيا للتكنولوجيا - الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي احتل المركز الثالث وقد تم إرسال بريد الكتروني من الدكتور ستيفن واسلندر الأستاذ المشارك بجامعة واترلو والمشرف الرئيسي علي المسابقة معبرا عن إعجابه وكذلك لجنة التحكيم بما وصل اليه الفريق وكذلك سعادتهم بمشاركة الفريق المصري في المسابقة وتم اعلان النتيجة علي الموقع الرسمي للمسابقة ووضع اسم جامعة المنوفية علي الموقع rin. بم تحلم علي المستوي العلمي والشخصي؟ - أحلامي كأستاذ جامعي أن أري جامعة المنوفية وكل الجامعات المصرية علي مستوي عال من الرقي والتقدم والقدرة علي المنافسة الدولية في مجال البحث العلمي ومنه مجال الروبوتات والميكاترونيات فضلا عن تخريج جيل جديد قادر علي المنافسة في شتي المجالات في كل مكان في العالم. أما علي المستوي الشخصي فأتمني أن أكون واحدا من ضمن فريق علمي متخصص في البحث والعمل علي اكتشاف وتطهير أرض مصر الحبيبة من الألغام واستغلال هذه المساحات الشاسعة في الزراعة والصناعة والإنتاج لتصبح مصر بكامل مساحتها قادرة علي الزراعة والصناعة في كل شبر منها.