بعدما ظلت بعيدة عن العيون لنحو 4800 عام، آن الأوان كي تخرج مركب الملك »خوفو» إلي النور من مخبئها بجوار الهرم الأكبر، حيث يجري حاليا اجراء عمليات مكثفة لترميمها وتجهيزها للعرض في المتحف المصري الكبير بميدان الرماية عند افتتاحه. عمليات الترميم الجارية الآن والتي تتم بدقة متناهية لنقل أخشاب المركب العملاق من الحفرة المجاورة للهرم وإعادة تجميعها أقرب إلي العمليات الجراحية، ويشارك فيها خبراء من جامعة »واسيدا»، اليابانية في إطار مشروع للتعاون الأثري بين مصر واليابان. ويقول عيسي زيدان مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير، ان عدد الألواح والقطع الخشبية داخل هذه الطبقة يبلغ 30 قطعة من الأخشاب الطويلة، مشيرا إلي ان المتحف المصري الكبير بالرماية استقبل حتي الآن نحو 15 قطعة خشبية أخري، من أخشاب مركب »خوفو» الثانية، حيث تم وضع القطع داخل مخزن الآثار العضوية بمركز الترميم بالمتحف الكبير.. وأن فريق العمل نجح حتي الآن في رفع 685 قطعة من الطبقات السابقة داخل حفرة المركب الثانية بجوار الهرم الأكبر »خوفو»، .. ويؤكد ممدوح طه المُشرف الاثري بالمشروع، أن عملية النقل تتم بالمعمل المُخصص لذلك بموقع المشروع المُقام بجوار الحفرة التي وجدت بها المركب بجانب الهرم الأكبر، وتم وضعها داخل مخزن مُجهز حيث يتم التحكم في درجتي الحرارة والرطوبة، بواسطة فريق العمل »المصري- الياباني» حيث تم تسجيل وتوثيق هذه القطع الخشبية للمركب عبر تصويرها بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد »ليزر سكان». أما عن تاريخ مركب خوفو الثانية فيقول الدكتور طارق سيد توفيق، المُشرف العام علي مشروع المتحف المصري الكبير إن عُمرها أكثر من 4800 عام، وهي مركب كان يستخدمها الملك في حياته اليومية، وعند موته تم تفكيكها ووضعها في حفرة بجوار مقبرته وفي يونيو عام 2013، خرجت أول قطعة خشبية من مركب »خوفو» الثانية لتري النور منذ أن حفظها أجدادنا الفراعنة داخل حفرتها بمنطقة الأهرامات.