هل يتحقق حلم المعماري "فرانك لويد رايت" الذي يتعلق ببناء ناطحات سحاب تتعدي ارتفاعاتها الميل في عنان السماء أي ما يوازي 1600متر علي وجه التحديد ويشهد القرن الحادي والعشرون هذه الناطحات السوبر عبر أنحاء العالم بعد أن كان ذلك الحلم تنفيذه شبه مستحيل عام 1956 عندما اقترحه "رايت" حينذاك.. ويتساءل الكاتب الصحفي "روب بانينو" في تقرير له بمجلة "FO»US" الإنجليزية عن مدي قدرة مواد البناء والمناهج العلمية الحديثة الهندسية المتاحة الآن علي تحقيق هذا الحلم.. وأوضح "بانينو" بأن المعماري رايت الذي اقترح منذ 60عاما نموذجا لبرج "إلينوي" يتعدي ميلا في الارتفاع وذلك رغبة منه في حماية الطبيعة الريفية بأمريكا علي أساس تركيز البشر في مبان مرتفعة تجمع ما بين العمل والسكن، وقد كان هذا الارتفاع يزيد 4 أمثال عن ارتفاع مبني»إمباير ستيت» والذي يبلغ ارتفاعه 381 مترا ويتكون من 520 طابقا وجراج يتسع ل1500 سيارة إلا أن رايت وافته المنية في عام 1959 دون تنفيذ هذا الحلم الذي تمناه.. ولكن ووفقا لمجلة "FO»US" فإن تقدم المناهج العلمية في البناء وتوافر مواد متقدمة للبناء يوشك أن يحقق حلم رايت وأن نراه قابلا للتنفيذ علي أرض الواقع وها نحن نري الآن برج خليفة في الإمارات وهو أعلي برج في العالم يصل ارتفاعه إلي 828 مترا وكانت هناك نوايا من قبل الإمارات علي بناء ناطحات أكثر ارتفاعا وربما تصل إلي ميل وكان هناك تفكير من دول أخري إلا أن الأزمة المالية العالمية في بداية القرن ال21 كانت سببا في تقاعس هؤلاء عن المضي قدما في مثل هذا المشروع. ويشير بانينو إلي أن اليابان تعمل حاليا علي التخطيط لبناء ناطحة سحاب يصل ارتفاعها إلي ميل أي 1600 متر في حدود عام 2045 ويؤكد بانينو أن هناك شروطا لابد من توافرها قبل الشروع في بناء أبراج بمثل هذا الارتفاع وذلك بخلاف توفير المال اللازم لابد أيضا أن يوضع في الاعتبار كيفية إخلاء المبني علي مراحل في حالة حدوث أزمات أو حرائق وأن يتوافر في المبني مناخ وبيئة توفر الراحة النفسية لقاطنيه مثل توافر المساحات الخضراء وأماكن للتواصل الاجتماعي وخاصة بعد أن أشار علماء النفس بأن خلو المباني المرتفعة من هذا المناخ يؤدي إلي توتر الأفراد الذين يعملون أو يسكنون به ولذلك فإن نسب الانفصال تكثر في مثل هذه الارتفاعات.. وأخيرا يري بانينو أن بناء هذه الناطحات السوبر في ارتفاعاتها تحتاج إلي تمويل ضخم تقف وراءه حكومات قوية أو شركات متعددة الجنسية تتمتع بالثراء.