صدر حديثا عن سلسلة كتاب اليوم التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم ، كتاب »القدس الأسير.. صراع الصورة والبندقية» تأليف عرفة عبده علي . ويقول الكاتب علاء عبدالوهاب رئيس تحرير السلسلة في مقدمة الكتاب: ثمة رابط قائم منذ الأزل بين التاريخ والصورة حتي قبل عصر الفوتوغرافيا كان الرسم، دائما لابد من معادل للصورة الذهنية أمام البصر. حفر التفاصيل علي سطح الحجارة، أو النقش علي أسوار المعابد القديمة، أو حتي في الكهوف، كانت بين أهم وسائل الحفاظ علي الذاكرة التاريخية علي الهوية، ومن ثم تشكيل حالة الديمومة، وكان ذلك الأمر تحديدا الفيصل في ترجمة فكرة الحلقات المتواصلة، المتداخلة، لتاريخ أمة، بينما تعاني أخري من وجود مناطق فاصلة أو مساحات معتمة علي امتداد تاريخها، ومنذ عرف البشر الكاميرا مع بداياتها الجنينية لعبت الذاكرة الفوتوغرافية دوراً مؤثراً في صياغة الرأي العام، والقرار السياسي، بل إنها كانت بحد ذاتها بمثابة وثيقة يستند إليها أطراف الصراعات، لاسيما المعقد منها، ولعل القضية الفلسطينية التي تمثل قلب الصراع العربي الصهيوني تمثل نموذجا صارخا في هذا السياق، والقدس بوجه أخص تعبر أبلغ تعبير عن عقدة الصراع بما تمثله من حمولة رمزية. ويضيف عبدالوهاب ويقول: وكما يحتفظ المقدسيون بمفاتيح بيوتهم، تماما كما فعلها قبلهم "ضحايا 48′′ تحت وطأة ما اقترفته العصابات الصهيونية الدموية، فإن صور القدس ومعالمها الأبرز كالمسجد الأقصي وأبوابه، وقبة الصخرة، الكنائس والشوارع العتيقة بالمدينة المقدسة و........و......... وكل ما رصدته الكاميرا مصدقا لثوابت التاريخ وحقائقه، أصبحت بين أوراق الملف الأضخم في تاريخ الصراعات البشرية، وأطولها عمرا. كتاب "القدس الأسير" يصدر بمثابة "ڤيتو" بالكلمة والصورة، تعزيزا لانتفاضة الدهس والطعن، والعودة إلي البندقية مرة أخري في وجه إنكار متصاعد من جانب الصهاينة للحقوق الفلسطينية، بالتوازي مع ممارسة للعنف الدموي والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، ورفض للشرعية الدولية، من هنا تأتي أهمية الكتاب في توقيت إصداره ومادته التي جاءت مثل ضفيرة جمعت الكلمة والصورة، في رحلة تاريخية تؤكد كل محطاتها حق أصحاب الحق الذي لن يضيع أبدا، وإن طال أمد عودته، والمشاق والصعاب والتضحيات التي بذلت، وسوف تبذل لتعود القدس في النهاية عزيزة إلي أهلها، مدينة السلام تحتضن المسالمين من كل الأديان، بعيدا عن التعصب والعنصرية والعنف والإرهاب. نشر في جريدة اللواء الأسلامي الخميس 17/12/2015