صدر حديثا عن سلسلة " كتاب اليوم " التابعة لمؤسسة أخبار اليوم ، كتاب «القدس الأسير.. صراع الصورة والبندقية» للباحث والمؤرخ عرفة عبده على . و قال علاء عبد الوهاب رئيس تحرير السلسلة ، أن الكتاب أجمعت هيئة التحرير على إصداره مساهمة فى المقاومة بالكلمة ، لمواكبة لحظة من أخطر وأدق ما شهدته مراحل الصراع العربى الصهيوني، والقدس تمثل جوهرها ، بإنكار نتنياهو أى حق للفلسطينيين فى القدس، ورفضه المستميت لأن تكون بندا فى أى مباحثات مع الفلسطينيين، مع الاستمرار الوقح فى إغراقها بالمستعمرات التى تطوقها مرة، وتمزق أوصالها مرات، وسط صمت مريب يفضح تواطؤ العالم مع العدوانى المغتصب، والاكتفاء فى أحسن الأحوال ببيانات شجب خجول، لا تردع عدوان المعتدى قيد أنملة. فصول الكتاب تستعيد بالكلمة والصورة تاريخ زهرة المدائن المغتصبة، لإنعاش الذاكرة العربية، ومحاولة إيقاظ الضمير الإنسانى من خياره الطوعى بإغماض العين تماما، عما يقترفه الصهاينة فى حق القدس بشرها وحجرها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها. لقد مر الصراع العربى الصهيونى بمراحل كان للسلاح أحيانا الصوت الأعلي، وكان للمقاومة السلمية أحيانا أخرى صوت خافت، لكنه مؤثر، ثم كان المزج بين الأمرين على طريقة يد تحمل السلاح والأخرى تلوح بغصن الزيتون، وفى كل الأحوال كانت الصورة حاضرة مرات فى خلفية المشهد، وأخرى تتصدره فى مزيج فريد مع البندقية، والكلمة، وللأسف فإن الوضع لم يظل على ما هو عليه بعد إعلان إسرائيل القدس عاصمة لها، ولكنه آل إلى مزيد من الحصار والهدم الذى هدد كل شيء حتى المسجد الأقصى الشريف. إن هذا الكتاب صرخة فى وجه الاحتلال الغاصب، والمجتمع الدولى المماليء للمحتل، بل وحتى للانشغال العربى بتداعيات الربيع العربى على مدى خمس سنوات كانت ذهبية بالنسبة للصهاينة! و أشار عبد الوهاب أن كتاب «القدس الأسير» يصدر بمثابة «ڤيتو» بالكلمة والصورة، تعزيزا لانتفاضة الدهس والطعن، والعودة إلى البندقية مرة أخرى فى وجه إنكار متصاعد من جانب الصهاينة للحقوق الفلسطينية، بالتوازى مع ممارسة للعنف الدموى والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، ورفض للشرعية الدولية، من هنا تأتى أهمية الكتاب فى توقيت إصداره ومادته التى جاءت مثل ضفيرة جمعت الكلمة والصورة، فى رحلة تاريخية تؤكد كل محطاتها حق أصحاب الحق الذى لن يضيع أبدا، وإن طال أمد عودته، والمشاق والصعاب والتضحيات التى بُذلت، وسوف تبذل لتعود القدس - فى النهاية - عزيزة إلى أهلها، مدينة للسلام تحتضن المسالمين من كل الأديان، بعيدا عن التعصب والعنصرية والعنف والإرهاب.