اختتم مؤتمر أدباء مصر دورته التاسعة والعشرين بمحافظة أسيوط الخميس الماضي, التي حملت شعار الأدب وثقافة الاختلاف.. دورة الأديب قاسم مسعد عليوة بندوة حول التضامن مع صمود الشعب الفلسطيني, شارك فيها بشري أبو شرار, محمد سعيد الغول, محمد عبد الظاهر, ممدوح كرم, ترأس المائدة أحمد مصطفي علي. وفي البداية نوهت الكاتبة والروائية بشري أبو شرار إلي أننا مازلنا حتي هذه اللحظة في ترقب لما يحدث من أحداث بفلسطين, فمصر حاضنة لكل القضايا العادلة, وبالتالي نحن نتوقع منها الكثير في القضية الفلسطينية, ومازالت مصر تقدم للقضية الفلسطينية الكثير, والأدباء الفلسطينيين تجاربهم الإبداعية الخصبة لأنها نتاج تجارب ما عاصروه في القضية الفلسطينية, فالقضية الفلسطينية لم تلهب كتاب فلسطين فقط بل كل الكتاب والمبدعين العرب. وقالت هناك العديد من المسرحيات التي تعاملت مع أبعاد عديدة للقضية, ونحن لم يكن أمامنا من عمل إلا الحفاظ علي الذاكرة للأجيال القادمة, وأن وطننا لم يكن أرضا خربة كما يشيع اليهود في العالم. وأضافت قائلة إننا نكتب التاريخ الفلسطيني لتأخذ الأجيال حقوقها في معرفة تاريخها, وما فعله الاحتلال الصهيوني يعد عقبة أمام الحياة الفلسطينية, وكي يحولوها لمذاق الموت عملوا علي تدمير الأنشطة الفنية والثقافية ومنعوا دخول الكتب للأراضي الفلسطينية مما تسبب في عمق الفجوة المعرفية. وأشار محمد عبدالظاهر إلي أننا اكتشفنا من خلال جلساتنا أن هناك معلومات مغلوطة لدي العديد من خلال الإعلام أو تناقل المعلومات الخاطئة بين الأفراد, حيث يشاع أنه تم بيع نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وهذا ما ثبت إقدام العدو الصهيوني عليه ولكن الحقيقة انه تم بيع حوالي10% من مساحة الأرض, وعندما بدأ الوعي لدي الشعب بدأت المذابح وتم قتل قري بأكملها وهدمها علي رؤوس أصحابها, فنحن ندعو للوعي من خلال توعية الجيل الحاضر والقادم وطلب المساعدات علي الرغم من أن طلب المساعدات تابع للمزاج السياسي العالمي. وأضاف نحن كمجموعة لا نستطيع تغيير المزاج العالمي ولكن علي الأقل نستطيع أن يكون لدينا قرار نابع من انفسنا من خلال جزءين هما التوعية والبدء بإصلاح النفس, ونحن نتمني من الأجيال القادمة أن يكون لديهم الوعي والمعرفة بما يؤهلهم للإصلاح. ومن جانبه أوضح الباحث ممدوح مكرم أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الأنظمة أنه يتم التعامل مع القضية الفلسطينية علي أنها قضية خارجية لا تهم مصر في شئ, فهناك بعض الخطوط العامة للقضية الفلسطينية منها أن العدو الصهيوني لجأ إلي هزيمتنا ثقافيا مما أدي إلي تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية وهناك من يجد أن الصراع العربي الصهيوني صراع ديني, فبعضهم يرون أن الحل هو الجهاد والبعض الآخر يلجأ للتفاوض, فهل سيستعدون في التفاوض لتقديم التنازلات؟ وما زالت إسرائيل تعمل علي تهويد القدس وتزويد المستوطنات, وفقط عندما يأتي الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج نجد أنفسنا نقول أن المسجد الأقصي أولي القبلتين وثاني الحرمين الشريفين, ولم نعد نذكر غير ذلك الوقت, والحل الذي يراه الاسلاميون أن فلسطين ارض إسلامية ويجب أن نستعيدها ونحررها لكن المقاومة لها اشكال متعددة فهناك المقاومة المسلحة التي تريد التحرير من الصهاينة الذين اخذوا الأرض بقتل أهلها, وهناك من يري أن الحل هو الدولة ثنائية القومية فهذا مستحيل فالبقاء دائما للأصلح والأبقي. وتناول الشاعر سعيد الغول في دراسة أدب المقاومة وشعرها بين فيها مفهوم المقاومة لغويا والذي يعني الوقوف والثبات والصمود والرفض والتمرد والثورة علي الاحتلال والعدوان, أما أدب المقاومة وشعرها فإنه يقوم بتوجيه الجمياهر العربية لتقاوم المحتل دفاعا عن وجودها وعن قيمها العقائدية والتراثية والاجتماعية, وأن أدب المقاومة ما هو إلا نوع من التصدي بالكلمة لكل أشكال الاستعمار والاضطهاد, ولكن تأخذ فيه الكلمة دور البندقية في ساحات القتال وبينما ينتهي مفعول السلاح عقب استعماله يستمر مفعول الكلمة المقاومة ويمتد زمانا يطول أو يقصر بمقدار ما تحمله الكلمة من طاقات التأثير والبقاء. وأوضح نستطيع أن نقول إن شعر المقاومة قد اثر في الشعر العربي من حيث أيقظ الشعر العربي وأنعشه وأخرجه من فترة الخمول التي كان عليها وأدخل الشعر بشكل جدي في معاناة موضوعية تعالج حياة المجتمع وأضعف الاتجاهات الشخصية الذاتية وقوي الاتجاهات الجماهيرية وزلزل الأسس التي نهض عليها الشعر التقليدي ومهد السبيل لحدوث تغييرات شعرية فنية في الشكل والمضمون وأضاف إلي الأدب العربي ثروة شعرية, ربما كانت أضخم إنتاج شعري معاصر له شخصيته وذاتيته الخاصة, وأثبت للشعر العربي مرونة إبداعية تخلق الثقة بقدرته علي الخروج من التقوقع واستيعاب التغييرات الفنية الحديثة.