سيرة منسية من تاريخ الإخوان المسلمين الدموي، التاريخ الذي حاولت جماعات الإسلام السياسي أن تُعيدنا فيه الي إسلام العصور الوسطي، علي طريقة طغيان آباء الكنيسة،حين حكموا أوربا وتدخلوا في شؤون السياسة بزعم أن الله هو الذي يحكم، وتخلصت أوربا من هذا الاستبداد الديني بنهضتها وإعمال العقل، وبقينا نحن نؤمن بأن النقل من الإيمان، وأن تجاوز النص الديني الظاهر بإعمال العقل، هو رجس من عمل الشيطان، وخطط من وقتها الإخوان لمشروع غسل أدمغة المصرين بأفكار ابن تيمية التي بدأت من القرن الثالث عشر وللأسف ظلت باقية حتي وقتنا هذا، ونحن في القرن الحادي والعشرين. نعم هي سيرة منسية ربما لم يطلع عليها الكثيرون، عثرتُ عليها في متن أحد الكتب القديمة جدًا، التي صدرت في ستينات القرن الماضي، وهي سلسلة أُطلق عليها، كتب قومية ظهرت إبان حكم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ووجدتُ من المناسب ذكرها الأن بقدر ما تيسر لي من سطور في هذه الزاوية، خاصة بعد تصريح عبود الزمر قاتل السادات، نقله عنه حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذي تأسس بعد ثورة 25 يناير، حين زعم أنه رغم رفضه التفجيرات فإنه لم يتهم جماعة الإخوان المسلمين بهذه التهمة، مضيفًا أن رأيه لم يتغير في أن منهج جماعة الإخوان المسلمين منهج سلمي، وأنها جماعة لا تتبنّي العنف. المؤامرة كشفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 30 أغسطس سنة 1965 دبرتها تنظيمات سرية إرهابية مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، وهي في هذا الوقت كانت من أخطر القضايا الإرهابية، استنادًا الي حجم التحقيق وتشعبه؛ فإلي جانب مصادر التمويل الضخمة التي رصدتها الأجهزة الأمنية القادمة من الخارج، تم ضبط أعداد كبيرة من الأسلحة والذخيرة قام أعضاء التنظيم الإرهابي بتخزينها في القاهرة وفي عدد من القري، وبدأ استجوابهم، وراحت خلايا التنظيم السري تظهر واحدة بعد أخري، لتكشف عن شبكة واسعة وضعت خططًا تكاد لا تصدق للوهلة الأولي لغرابتها وبعدها عن التصور في هذا الوقت من الزمن. ماذا جاء في تحريات الأجهزة الأمنية وقتها؟!، وما الذي دار بين المحقق وأحد المتهمين الرئيسين في هذه الخلية الإرهابية التي تنتمي للإخوان المسلمين؟! كانت هناك خطط واسعة لاغتيال عدد كبير من القادة والمسؤولين، وكانت هناك أيضًا خرائط بهدف القيام بنسف بعض المنشآت الكبيرة، بينها بعض المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومحطة الاذاعة ومبني التليفونات، وكانت هناك خطط لإلقاء بعض القنابل الحارقة في عدد من دور السينما والمسارح وفي بعض الشوارع والميادين، بهدف سقوط أكبر عدد من الضحايا لإثارة الفوضي وبث الرعب والخوف في نفوس المصرين. ويُكشف لنا هذا الحوار الذي دار بين المحقق وأحد المتهمين الرئيسين عن عدوانية هذه الجماعة، لا للنظام الذي كان يحكم فقط، وإنما للمجتمع كله! فقد حدث أثناء التحقيق أن سئل المحقق المتهم: علي من سيقع الضرر من نسف هذه المنشآت، ومن هذه القنابل الحارقة في دور السينما والمسارح والشوارع؟!، وجاء الرد: بأن الهدف كان احداث أكبر كمية من الفوضى والذعر، وأن هذا قد يؤدي الي سقوط النظام. المحقق: وماذا كان سيحدث عندما يسقط النظام؟!، وكان الرد: يقوم مجتمع الإسلام. وسكت المتهم حين قال له المحقق: هل يمكن أن يقوم مجتمع الإسلام بنسف المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء والمطارات وألقاء القنابل الحارقة في دور السينما والمسارح والشوارع وبالقتل وسفك الدماء؟!، وتقول أوراق التحقيق وقتها: "ولقد حدث خلال عمليات التفتيش التي أعقبت بعض الاعترافات أن ذهب رجال البوليس الي قرية كرداسة لضبط أحد المستودعات الرئيسية للأسلحة والمفرقعات، فإذا بعض أفراد التنظيم السري الإرهابي يحاولون مقاومة البوليس بالسلاح، وبالفعل وقع بينهم وبين قوات الأمن اشتباك مسلح قبل أن يتمكن البوليس من اقتحام مخابئهم والقبض عليهم وضبط ما كان لديهم من الأسلحة والمفرقعات"؛ وكان من أعجب ما كشفه التحقيق وقتها أن معظم الخلايا كانت تستر نشاطها عن طريق استخدام الزوجات؛ وهو ما تفعله الجماعة الأن التي تخدع الشعب باسم الدين، وأن مبادئهم وأخلاقهم نبيلة، وذلك بالتجارة بالنساء والأطفال في مظاهراتهم، ما يؤكد علي أنها تضحي بنسائها من أجل تحقيق أهدافها، وقد كشف التحقيق عن أن التنظيم الإرهابي كان يقيم معسكرًا للتدريب بقرب مصيف بلطيم، يجري فيه تدريب بعض أفراده علي إطلاق النار وعلي عمليات النسف والتدمير وتخزين واستعمال المفرقعات، وليس أبشع من نسف القناطر التي كانوا يخططون لها، من تخريب محطات الكهرباء حيث يسود الظلام، مثلما يفعلون الأن من تفجير أبراج وأكشاك الكهرباء!، لقد اعترف أحد أعضاء التنظيم السري لجماعة الإخوان، وهو مهندس كهربائي أسمه سعد شريف، بأنه توجه صباح يوم الأربعاء الموافق 18 أغسطس 1965 الي محطة كهرباء شمال القاهرة مع بعض زملائه وعاينوا التوصيلات الكهربائية، ويسر لهم أمر الدخول والتجوال داخل المحطة زميل لهم ينتمي للجماعة ويعمل بالمحطة؛ وأن خطة تدميرها تتم علي مرحلتين، الأولي بإطلاق الرصاص لقتل الحراس وبث الذعر، والثانية اتلاف التوصيلات الكهربائية والتدمير بالمتفجرات، وهذا يؤكد أن علاقة الإخوان بوزارة الكهرباء عمومًا هي علاقة تاريخية، إن ما يخطط الإخوان له علي مدار تاريخهم الدموي، لا يختلف أبدًا عما يريده الاستعمار، فالأثنان وجهان لنفس العملة الرديئة، وهي كسر إرادة الشعب المصري. ... الي معلومة العنوان: قالت لي: أغارُ عليك من رائحة عطرك علي جسدك حتي قطتك السيامي التي تنامُ ليلاً في فراشك [email protected]