طبعا لا تعرفونه، وهويستحق ذلك، فهو ليس من نجوم أراب أيدول، أوبرنامج الراقصة، وهو ليس أحد الذين يقتحمون علينا بيوتنا من هواة هطل التحليل الاستراتيجي، ولا من مذيعي إعلام "الباز أفندي- ساقط التوجيهية" وبتاع كله كله، رحم الله الفنان توفيق الدقن هو يستحق أن لا يعرفه أمثالنا بالطبع من صحفيين و إعلاميين آخر زمن، فقد أدمنّا الثرثرة في كل ماهوهايف، والجري وراء كل ماهو تافه، لكن الحقيقيين من أبناء الوطن، يكفيهم أن تخلدّهم الذاكرة الشعبية، التي لا تنخدع أبدًا ولا ينطلي عليها مايروجه أمثالنا من المغيبين و المدعين وأصحاب المصالح، يكفي أن دماءه الطاهرة التي نزفها راضيًا مرضيًا ليفدي زملاءه، ويحتضن الموت برغبته، سوف تزهر فوق تراب الوطن آلاف الآلاف من الأبطال الذين سيخلدون سيرته علي مر الأزمان. إنه الجندي المصري الشهيد الشحات فتحي بركات شتا، ابن قرية رأس الخليج، مركز شربين بمحافظة الدقهلية، التي خرجت عن بكرة أبيها تودع ابنها البار، الشحات حاصل علي دبلوم تجاري ويبلغ من العمر 22 عامًا، وهو مجند بالقوات المسلحة، واستشهد في العملية الإرهابية التي استهدفت بالكتيبة 101 بشمال سيناء. وكما كشف الموقع الرسمي للقوات المسلحة، عن قصة بطولة شهيد قرية رأس الخليج بالدقهلية، أن المخابرات سجّلت قصة استشهاده وجاء فيها "أن الشهيد البطل احتضن أحد الإرهابيين الملثمين، وكان الإرهابي يرتدي قميصًا ملغمًا بالمتفجرات وجرى به أكثر من 100 متر في محاولة لكي يفدي الكتيبة وزملاءه، وفجر الإرهابي نفسه مع الشهيد" بقي أن أم الشهيد، السيدة سهير أحمد الدبشة، تبكي ابنها، لكنها تردد دومًا: نحن ارتضينا قضاء الله وقدره، واحتسبنا فلذة قلبي شهيدًا فداءً للوطن"، فهل يتم تكريم هذه السيدة المصرية الصابرة أم البطل، هي و كل أمهات الشهداء في عيد الأم 21 مارس المقبل ؟! نتمنى هذا، وألاّ يقتصر التكريم على المستوى الرسمي، بل يجب أن تتوجه من هذا الشعب المصري الوفي، وفود شعبية في ذكرى أي شهيد أو في عيد الأم، إلى منازل أسر الشهداء والمصابين، لنطبع قبلة تقدير واعتزاز فوق جباه أمهات الشهداء، ونحتضن بكل مانملك إخوتنا المصابين من أبناء وطننا، سواءً كانوا من أبناء القوات المسلحة أو الشرطة والشهداء المدنيين.