شهدت مدينة الإسكندرية جريمة قتل بشعة تقشعر لها الأبدان حيث قامت أم بقتل طفليها ثم انتحرت بعد أن قفزت من الطابق السادس لتلفظ أنفاسها الأخيرة بمنورالعمارة التي تسكن فيها.. ماالذي دفع الأم لقتل فلذة كبدها بيدها ثم التخلص من حياتها..كيف هان عليها أطفالها وكيف هانت عليها روحها؟ هذه الأسئلة وغيرها نبحث عن اجابتها في السطور التالية.. البداية كانت بلاغ من سكان العقار إلى العميد ابراهيم عبدالعاطى مأمور قسم شرطة أول المنتزه من الجيران عن سماع صوت ارتطام قوي بمنور العقار و بالنظر والمعاينة تبين سقوط جارتهم " مريم " القاطنة بالطابق السادس وتم إخطار اللواء أمين عز الدين مساعد الوزير لأمن الإسكندرية وأمر بسرعة الانتقال و كشف غموض الواقعة . و على الفور انتقل مأمور القسم والمقدم محمد عزب رئيس مباحث القسم ومعاونوه والقوة المرافقة لهم و بالفحص تبين سقوط " مريم كمال "و بالتحرى عن الواقعة توالت المفاجآت حيث تم العثور على جثة نجلها " مينا نادي وهيب" أعلي سرير حجرة النوم و مصاب بجروح قطعية بالرسغ الايمن و طفلتها " باتول نادي وهيب " ملقاة أعلي سرير حجرة النوم ومصابة بجروح قطعية بالرسغ الأيسر داخل الشقه كما عثر داخل حجرة النوم على اسطوانة بوتاجاز و عدد " 2 " سكين مطبخ وشفرات أمواس حلاقه ملوثين بالدماء وصورة " المسيح " بجوار جثة الطفل مينا وصليب خشبي بجوار جثة الطفلة باتول . تم وضع خطة أمنية بمعرفة اللواء أمين عز الدين مساعد الوزير لأمن الإسكندرية بالتنسيق مع اللواء ناصر العبد مدير المباحث الجنائية و فرع الأمن العام لكشف غموض الحادث و الوصول إلى مرتكب الواقعة و ضبط الجناة . حيث تم وضع خطة بحث من أهم بنودها إعادة معاينة مكان الحادث والاستعانة بضباط قسم الأدلة الجنائية لرفع البصمات وفحص ما يوجد أي من آثار متخلفة عن الجريمة والجناة . حيث تبين أن جميع منافذ الشقة سليمة ومحتوياتها مُرتبه وعثر بالشقه على إقرار باسم المتوفاه موضوع داخل كتاب الإنجيل يتضمن تبرعها بأموالها ومصوغاتها الذهبيه لإحدى الكنائس وهي بكامل قواها العقلية مزيل بتوقيعها . محاولة سابقة و توصلت تحريات رجال البحث الجنائي إلى كشف غموض جريمة القتل التى لم يتخيلها عقل وأقشعرت لها الأبدان. حيث تم استدعاء زوجها " نادي وهيب تادرس عوض" 42 سنه سائق مركبة توك توك وبمواجهته قرر بأنه سبق لزوجته محاولة الانتحار مع نجليها حيث قامت بوضع اسطوانه بوتاجاز داخل حجرة النوم ورجح قيام زوجته بالتخلص من نجليها ثم قيامها بالانتحار. وباستدعاء شقيقتها " دميانه كمال إبراهيم بشاى" 27 سنه ربة منزل مقيمه دائرة القسم قررت بأن الإقرار المعثور عليه داخل الإنجيل بخط يد شقيقتها وكذا توقيعها وأن الإنجيل خاص بها ورجحت قيام شقيقتها المتوفاه بالتخلص من نجليها والانتحار وعللت قيام شقيقتها بذلك لفتورالعلاقه الزوجية بين شقيقتها وزوجها حيث كان زواجهما تقليدياً كما أن " مريم " اتجهت فى الآونة الأخيرة إلي الزهد فى الحياه حيث تبرعت بميراثها وأموالها ومصوغاتها الذهبيه لإحدى الكنائس قبل وفاتها بيومين . وأفادت التحريات إلى أن " مريم كمال ابراهيم " قامت بالانتحار من شقتها بالطابق السادس فى منور العقار سكنها بعد ان قامت بالتعدى على نفسها بجرح قطعي بالرقبة والرسغ الايسر كما قامت بقتل نجلها " مينا نادي وهيب" الذى عثر على جثته أعلي سرير حجرة النوم و مصاب بجروح قطعية بالرسغ الايمن و طفلتها باتول نادي وهيب ملقاه أعلي سرير حجرة النوم و مصابه بجروح قطعية بالرسغ الايسر داخل الشقه سكنهم بالطابق السادس دائرة القسم وعثر داخل حجرة النوم علي اسطوانة بوتاجاز عدد " 2 " سكين مطبخ وشفرات أمواس حلاقه ملوثين بالدماء وصورة " المسيح " بجوار جثة الطفل مينا وصليب خشبي بجوار جثة الطفله باتول . و بمتابعة معاينة الأدلة الجنائيه تبين عدم وجود أثار لأشخاص غرباء وعينات الدم المرفوعه من مكان الحادث خاصه بالمتوفاه ونجليها . و بمتابعة الصفة التشريحية للمتوفاة تبين وجود تطابق لما جاء بالمعاينه وأقوال الزوج وشقيقتها كما توصلت تحريات رجال البحث الجنائى إلى أن " مريم" أقدمت على الانتحار لكثرة المشاكل التي مرت بها وحالة الاكتئاب التي كانت تعاني منها فقامت بالتخلص من نجليها بقتلهما وأحدثت إصابتها بنفسها ثم قامت بالقفز من نافذة حجرة النوم لكي تتخلص من حياتها نهائياً . تحرر المحضر أحوال إرفاق بالمحضر الأصلي وتم العرض على النيابه التى قررت دفن الجثامين بعد تشريحها.