انحسرت القيم تدريجيا حتى وصلت الى أدنى مستوى لها، اختفت المروءه والشهامه والشجاعه والصدق الى اخر هذه القيم الجميله وظهرت الأنانيه والغدر والجبن والكذب والحسد .. وامتدت هذه السلبيات الى الشارع المصرى حيث لايطيق احدا احدا..بل وصارت حتى معاكسه الفتيات شكلا اخر بعد ان كانت سلوكا مرفوضا يأباه المجتمع واصبحت تلك المعاكسه كانها حق مكتسب للشباب! زمان كانت اقصى كلمات المعاكسه"ياحلو ياجميل":ومع هذا كان بن البلد الشهم حتى لو لم تربطه قرابة او صلة بالفتاة او السيدة التى تمت معاكستها، إذا سمع مثل هذه الجملة، يصفع قائلها على وجهه أمام المارة جميعا، الحكومة كانت تردع المعاكسين بحلق شعر رؤوسهم على الزيرو ليعرف المجتمع ان مثل هؤلاء شباب منحل، لكن بعد أن اصبحت حلاقة ع الزيرو هي الموضة، التي يتباهى بها بعض الشباب ، فما هو الحل لمواجهة اصحاب السلوك المنحرف؟! كارثة حقيقية التى وصلنا إليها ، وعلينا ألاّ ندفن رؤوسنا في الرمال، الآن هى ان معاكسه البنات وصلت الى حد التحرش وإيذاء الأنثى ليس بكلمات يعاقب عليها القانون فقط بل بمد الأيدى و الإيذاء البدني ! مسئولية مشتركة -------------------------- وحول رأى الجنسين حول هذه الظاهره الشاذه التى تفشت فى المجتمع، " استطلعت " أخبار الحوادث" آراء بعض الشباب، و كما يقول اسامة شاب جامعى 20 عاما "انا واصدقائى بنعاكس لما نكون مفرفشين!" كما اننا لا نفرق فى المعاكسه بين البنت المحجبة و غيرها، وذلك يحدث اذا كنا انا واصدقائى فى تجمعات ولكن عندما اكون بمفردى لا أعاكس أى بنت. أما عمر 18 عامًا طالب، فيقول؛ انا بعاكس طبعا ولكن غرضى مختلف لانى بعاكس البنات من اجل"السخريه"وفى سبيل الضحك المهم عندما أكون مبسوط! وبالنسبه لنوعيه البنات التى اقوم بمعاكستها فانا اعاكس اى بنت بصرف النظر عن نوعيه الملابس اهم شىء ان تكون حلوه . الفتيات ايضا، كان لهن رأي آخر؛ شاهنده 22 عاما خريجة جامعية تقول، نعم عاكسني الكثير من الشباب بالكلام الخارج والألفاظ الإباحية، وفي رأيي إن السبب يرجع فى الأساس الى انتشار الافلام الهابطة التى تحتوى على الكثير من المشاهد الغير اخلاقيه التى تثير غرائز الشباب . أما ميسرة 25 عاما متزوجة وتعمل فى احدى الشركات الخاصة قالت تعرضت لهذه المشكله لاننى اعمل والغريب انه ليس الشباب فقط ولكن ايضا من الاطفال الصغار واثناء قيادتى للسياره ، و تشير إلى أن المعاكسه لاترتبط بما ترتديه المرأة، وبالنسبة لى فملابسى محتشمه ولايوجد فى مظهرى اى شىء ملفت وعن اسباب انتشاره الظاهره المزعجه قالت بالطبع قله الوازع الدينى وغياب الرقابه الأسرية وارتفاع تكاليف الزواج. وتطالب بعض السيدات بمعاقبة المتحرشين باللفظ أو بالأفعال، سواء بإخصائهم، او بإرسالهم الى معسكرات تابعة للجيش يتعلمون فيها مهنة و يتم ايضا علاجهم نفسيا، وتاهيلهم اجتماعيا و علميا و مهنيا ليكونوا نافعين للمجتمع والسؤال الذى يطرح نفسه على الساحه..هل نحن اصبحنا فى زمن لاتستطيع الفتاه النزول بمفردها فى الشارع؟.. هل يعقل ان تنزل الفتاه ومعها "بودى جارد" لكى يحميها؟.. وعندما نسأل على من يقع الخطأ؟، يلقي الشباب اللوم على الفتيات والحال نفسه عند الفتيات اللواتى يلقين اللوم على الشباب ..فعلى من يقع اللوم الفتيات ام الشباب ..أم هى منظومه مجتمعيه تحتاج الى اصلاح؟.. وما هى أهم الدوافع والاسباب الرئيسيه التى تدفع الشباب الى ممارسه تلك الافعال الشاذه على مجتمعنا؟ سلوك انتقامي ------------------ هذا ما حاولنا ان نضع ايدينا عليه من خلال الاستماع لآراء علماء النفس والاجتماع وايضا الجهات المعنية بشئون المرأه. الدكتور ايهاب خيرى استشارى الطب النفسى بجامعه عين شمس، يرى ان التحرش الان اصبح كارثه حقيقيه وواقع ملموس ومؤلم لكل الفتيات فى الشارع المصرى والمشكله ان المتحرش لايفرق الان بين فتاه محتشمه وفتاه متحرره فاذا سألت الولد "اه طبعا بعاكس" والبنت تقول" مين البنت اللى مش بتتعاكس دلوقتى" وكأن التحرش اللفظى والجنسى اصبح من الاساسيات الموجوده فى الشوارع .. حيث انتشرت وبشكل مبالغ فيه خصوصا بعد احداث الثوره..واذا تحدثنا عن التحرش من الناحيه العلميه فهو"سلوك منحرف وغالبا ما يكون غير واع" وعن اسباب هذه الظاهرة، اؤكد ان هناك مؤثرات عديده تدفع الى ممارستها منها على سبيل المثال وسائل الاعلام وبصوره خاصه الفضائيات وما تقدمه من مواضيع تشجع على المعاكسه حتى ان الامر امتد ليصل المضامين التى تنطوى عليها الرسوم المتحركه المتقدمه للاطفال .. هذا بالاضافه الى قله الوازع الدينى وتأثير رفاق السوء. كما ان المعاكسه الى وصلت الان الى حد التحرش تختلف باختلاف المرحله العمريه والجنس فهى تنشأ فى مرحله المراهقه لان المراهق فى هذه المرحله يحاول اثبات ذاته لان يعتقد ان المعاكسه تنطوى على الرجوله وهذا بالطبع يرجه الى ثقافه ومعتقدات اجتماعيه خاطئه..والمعاكسه عند الذكروه اكثر جرأه وحده وانتشارا.. لان الفتاه فى الغالب يغلب عليها الخجل اضافه الى خوفها على سمعتها وهذا ما يدفعها فى بعض الاحيان الى استخدام الايماءه عند المعاكسه. وعن معالجه هذه الظاهره الخطيره فلابد من ان يكون هناك حوار مجتمعى ونفسى من قبل الجامعات والمدارس والجمعيات الاجتماعيه تتناول جذور هذه الظاهره واسبابها والدوافع والوصول الى طريقه ناجحه لعلاجها..وايضا وسائل الاعلام لها دور فعال من خلال ممارستها التربويه والاشاديه لكى تساهم فى الحد من الظاهره المرضيه المخالفه للعادات والتقاليد والتعاليم الدينيه. تقليد أعمى ---------------- ومن الناحيه الاجتماعيه اكد الكتور بهاء شامى استاذ علم الاجتماع بان ظاهره التحرش الجنسى ليست ظاهره جديده على مجتمعنا المصرى الذى يتميز بثقافته الاسلاميه وعاداته وتقاليده التى تضرب بجذورها فى الارض ولكن هذه الظاهره اصبحت منتشره بشكل غير طبيعى فى هذه الايام والدليل ما شاهدناه منذ ايام قليله مضت فى ميدان التحرير الذى شهد حادثه التحرش المأساويه من قبل ذئاب بشريه لايعرفوا معنى الانسانيه ولا حتى الرحمه التى دعت اليها جميع الاديان السماويه وفى راى هذا يرجع فى الاساس الى المستجدات التى وضعت فى مجتمعنا الان فى السنوات الاخيره..فهذه المستجدات جعلت المجتمع متلقيا كل ما ياتى من الخارج من افلام اباحيه وقنوات مفتوحه بدون مراقبه .. مما جعل الابناء يقلدون ما يشاهدونه تقليدا اعمى..ونتيجه لذلك فقد تم كسر الحواجز بين الذكر والانثى واصبح هناك تداخلا بين الجنسين فى النوادى والحفلات مع غياب رقابه الاهل نتيجه انشغال الابوين بالبحث عن لقمه العيش وتعويض عدم وجودهما مع ابنائهم بالمال..مما دفع الابناء الى فعل ما يرونه صحيح كارتداء الملابس الخليعه التى لاتتلائم مع مجتمعنا وثقافتنا العربيه والاسلاميه. أين النخوة؟! -------------------- اما السفيره مرفت التلاوى رئيس المركز القومى للمرأه قالت أن ذلك الحادث استهدف خطف فرحة المرأة المصرية وإرهابها والإنتقام منها لأنها ساهمت بفعّالية فى إنجاح خارطة الطريق, من المحزن حقا أن هذا هو نفسه الشعب الذي كان يتميز من قبل بالمروءة و الشهامة و النخوة هو نفسه الشعب الذي يحدث مئات حالات التحرش يوميا في المواصلات العامة و أماكن العمل المغلقة و حتى في الطريق العام, اكدت على ان انتشار العشوائيات في مصر ووجود اكثر من 17 مليون شخص يعيشون في هذه العشوائيات لا يتم تقديم لهم اى خدمات كان سبب في خلق اجيال غير اسوياء وساعد في انتشار الجرائم والانتهاكات المختلفة .. مشيرة الى انه لهذا السبب قد طالبنا خلال اعداد الدستور بمشروع قومى للقضاء على العشوائيات.. واوضحت السفيرة الى ان المشكلة تكمن ايضاً في إهمال حقوق المرأة للسنوات طويلة ومازال حتى هذه اللحظة،.مشيرة الى انه ا ذا كانت المرأة قد حصلت على بعض الحقوق في الدستور الحالى الى ان المشوار طويل للتطبيق الفعلي حتى لا تكون حبر على ورق فقط. وأكدت على ضرورة العمل على تغير الخطاب الدينى الموجود الأن في المساجد والكنائس واعطاء الداخلية امكانيات اكثر للردع والمراقبة والتواجد الفعلي بداخل الشارع المصري ،كما طالبت السفيرة العمل على تكريم الشباب الذين قاموا بدور بطولي في حماية الفتيات في مواقف سابقة للتأكيد على أن المجتمع المصري لا يخلوا من الرجال الذين يتمتعون بالشهامة والمرؤة. تشديد التشريع ----------------- وعن مجهودات المجلس القومى للمرأه فى التصدى لظاهره العنف ضد المرأه جاءت عبر الخطوات التالية، إدخال تعديلات على المادة (11) من الدستور لتصبح أكثر إنصافاً للمرأة حيث نصت المادة على " أن تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف " وقدّم المجلس مقترحًا الى الجمعية التأسيسية السابقة للدستور لتجريم التمييز وإنشاء آلية لمراقبتة ...ولم يؤخذ بالمقترح ، ثم أعاد المجلس عرض المقترح على لجنة الخمسين الحالية ،وتم إدراجه ضمن باب الحقوق والحريات وتحويل الآلية التى اقترحها المجلس إلى مفوضية . إعداد قانون حماية المرأة من العنف ، نظراً للنقص التشريعي في معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية الجديدة، ، و إيماناً بأنه لابد من تطور التشريع بما يتفق مع التطورات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع بما يضمن سلامة التنفيذ وجدية التطبيق0 عقد مؤتمرات محلية بفروع المجلس على مستوى(27) محافظة تحت مسمى "نحو حياة آمنة للمرأة المصرية، وتم إجراء إستطلاع رأي حول ظاهرة العنف ضد المرأة على مستوى 27 محافظة شمِلت حوالى 13500 سيدة وفتاة على مستوى الجمهورية ، للوقوف على اختلاف أشكال العنف بحسب البيئة المحلية للوصول لأفضل السبل لوقف العنف من وجهة نظرهنّ . من جانبها طالبت الدكتورة عزة كامل مدير مؤسسة أكت بضروة عقد لقاء مع السيد رئيس مجلس الوزراء لمطالبته بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة من وراء هؤلاء الاشخاص في حادثة ميدان التحرير ليتم التعامل معهم بشكل حازم والتصدى لهم ولمناقشة قانون التحرش التى تم اصداره مؤخراً ومطالبته بإعادة تعريف كلمة التحرش لأن واقعة العتداء الجنسى التى حدثت فى التحرير لا تندرج تحت التحرش وإنما هو اغتصاب حقيقى، وأكثر من مجرد هتك عرض،، كما طالبت بضرورة اعداد بحث قومى يشارك فيه كل الاطراف المعنية لمعرفة ماهو السبب في هذه الجرائم البشعة التى ترتكب في حق المرأة .