هناك ارتباط بين التحرش والاقتصاد، وترجع أسبابه إلى البطالة التى يعانى منها أكثر من 25% من المجتمع المصرى، والتى تؤدى إلى العجز فى إشباع الاحتياجات الاقتصادية.. وأنه يتم إنفاق (19) مليار جنيه على المخدرات، التى تساهم فى تغييب الوعى وتساعد على انتشار (التحرش)، مؤكدًا تعرض (85%) من السائحات (للتحرش).. وهذا يؤثر على السياحة الأجنبية والداخلية فى مصر.. إن الظاهرة موجودة بالفعل ومتوقع تكرارها بالمناسبات التى تسهر فيها شوارع القاهرة وتزدحم، لأسباب عديدة منها: ضعف الوازع الدينى، والمنظومة الأخلاقية فى حالة انهيار، فلا الأسرة ولا المؤسسات الدينية أو التعليمية أصبحت قادرة على معالجة هذا الخلل.. إن أغلب هؤلاء الشباب المنحل هم من مناطق شعبية فقيرة.. وأن المجتمع أصبح يميل إلى تقليد الغرب بكل شىء فيسعى لإظهار مفاتن الأنثى ونشر (العرى) وعوامل الإثارة عبر وسائل عديدة.. ويرى أن حادثة (التحرش) الجنسى الجماعى تؤكد أن الشباب المراهق إذا تعرض لأى مثيرات جنسية من مشاهدة أفلام أو من إثارة مباشرة من أنثى بالطريق تتولد رغبة بالأنثى بالمطلق ولا يعنيهم ما ترتديه.. إن الأجراس تدق كل يوم فى آلاف البيوت فى القاهرة وحدها، فما من بيت به امرأة تستخدم وسائل النقل العام شديدة الزحام والفوضى أو تسير فى شوارعها، إلا ودق فيه جرس انتهاك عرض أو (تحرش) جنسى أو على الأقل خدش حياء، إن أكثر من 45% من الفتيات والنساء يتعرضن (للتحرش) الجنسى فى الطفولة سواء كان (التحرش) لفظيًا فى صورة (كلام) أو صور أو (تحرش) باللمس عن طريق مس أجزاء من جسد الأنثى.. إن أهم أسباب الظاهرة يعود إلى انعدام أو ضعف الرادع فى المجتمع سواء كان الضمير أو الكابح الاجتماعى أو القانونى، وعدم وجود قناة شرعية لتفريغ هذه الشهوات، فضلاً عن دوافع التمرد بشكل عشوائى ودون نظام.. والخطير فى أمر واقعة (التحرش) الجديدة أنها اتخذت شكلاً تنظيميًا تم الترتيب له وليس من قبيل الصدفة فقد بدأ بعدد قليل ثم تعدى الكثير، أعمارهم تتراوح ما بين 14 و22 عامًا.. وفى المقابل ألقى اللوم من الرجال على المرأة لأنها تستدعى هذا السلوك، فهى تستمتع به، أو ترتدى ملابس غير محتشمة، وتوافق بعض النساء الرجال فى هذا الرأى.. مطالبين المرأة أن تلزم منزلها بحلول الثامنة مساءً.. ويذكر أن العديد من التقارير والدراسات تؤكد تزايد ظاهرة (التحرش) والاغتصاب والاعتداء على الفتيات والسيدات فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وأظهرت الإحصائيات أن أكثر من ثلثى الرجال فى مصر يقرون بارتكابهم ممارسات (التحرش) الجنسى ضد النساء.. وأن الغالبية منهم تلقى باللوم على المرأة فى ذلك.. إن هذه الظاهرة ترجع إلى غياب التربية الدينية، والدولة هى أول من يجنى الثمار المريرة لنقص التربية الدينية فى المدارس وانعدامها تمامًا فى الجامعات؛ لأنها لن تجد مواطنًا مكتمل الشخصية والبنيان يساعد الحكومة فى تنفيذ خطط التنمية.. فالمواطن بغير تربية إسلامية يصبح سلبيًا ومعوقًا بل وقاتلاً لكل أشكال النهضة والعمران فى المجتمع.