لم تفرط في نفسها عندما سلمت جسدها لذئب بلا ضمير تحت مسمي الزواج العرفي الوهمي وانما فرطت في نفسها عندما هربت من منزل اسرتها فتحولت الي سلعة رخيصة لكل متشرد في الشارع .. وكما كانت رخيصة كان ايضا طفلها الذي كان ثمرة الخطيئة رخيصا ووافقت علي بيعه لأحد الاثرياء مقابل عشرة آلاف جنيه ..وكان السقوط في قبضة المباحث هو العقاب المستحق الذي نالته علي جريمتها انتفضت الفتاة فجأة من فوق مقعدها بعد أن اخترق أذنيها صافرة القطار معلنا عن قدومه وبخطوات سريعة تصاحبها رعشة شديدة خشية أن يراها أحدا ممن يعرفونها من أهل قريتها التي تمردت علي العيش فيها وقررت الهرب منها. وضعت الفتاة رأسها المثقلة بالتساؤلات على زجاج نافذة القطار بينما عيناها ترمق الأراضي الزراعية الخضراء التي يمر بها بسرعة تخطف الابصار، ليغلبها النعاس من شدة التعب والإرهاق بعد أن فشلت في تحديد مصيرها. استيقظت الفتاة على صوت ضجيج الركاب بعد وصول القطار إلى محطة الجيزة وباستحياء شديد غطت وجهها بالإيشارب الأسود الداكن وما أن وطأت قدميها أرض المحطة اكتشفت الحيلة والتي اعتبرتها طوق النجاة بالنسبة لها وهي أن "تتسول". نجحت المحاولة حيث كان ماتحصل عليه يكفيها لسد احتياجاتها من طعام وشراب اتخذت من إحدى حدائق ميدان التحرير سكنا لها حيث الأمان، حتى جاء ما لا يحمد عقباه. اقترب منها أحد الأشخاص معتادي التردد على الميدان والذي كان يرقبها منذ وصولها الميدان، وعرض عليها الزواج عرفيا حيث قام بتأجير إحدى الغرف بمنطقة العمرانية واعتقدت أن الدنيا فتحت ذراعيها لها. انتقل الزوجان إلى عش الزوجية وغمرتها سعادة بالغة بعد أن وضعت بصمتها فوق ورقة الزواج العرفي، وارتمت في أحضان الزوج مودعة حياة الشقاء والتسول. وفي إحدى الليالي بعد زواج استمر أكثر من ثلاثة أشهر شعرت الزوجة بحالة قيء وغثيان شديدين لكن ارتسمت على وجهها الفرحة لإحساسها ببوادر قدوم وتشريف ولي العهد، وأخبرت زوجها بأنه سيصبح أبا لطفل رزقهما الله إياهما، هنأها الزوج وأعطى ظهره لها طالبا منها النوم نظرا لارتباطه بموعد هام في الصباح الباكر بعد أن اتخذ القرار الذي لايعرفه أحد. تسلل القلق إليها وخاصة أن فرحة الزوج لم تكن علي النحو الذي توقعته بل بدت عليه علامات الاندهاش والتورط جلست الزوجة في اليوم التالي لوقت متأخرمن الليل في انتظاره، وتملكتها حالة من الخوف والرعب من شدة الوحدة وأخذت تدعو بصوت خافت وهمهمات ودموع أن يعود الزوج الذي طال انتظاره، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث دبت المشاكل بينها وبين أصحاب المنزل لعدم قدرتها على دفع الأجرة وبعد أن همس لها أحد العاقلين من كبار السن بأنها وقعت ضحية ذئب تجرد من كل المشاعر الانسانية. ظلت تجوب الشوارع بينما تتساقط دموعها فوق وجنتيها خاصة وقد بدت علامات الحمل على بطنها المنتفخة ليستقر بها الحال مرة أخرى بميدان التحرير أملا في العثورعلى الذئب الذي استغل سذاجتها وأقام معها علاقة أسفرت عن طفل سفاح، ومع مرور الأيام شعرت الأم بأعراض الولادة حيث اصطحبتها إحدى السيدات الكبار في السن والتى كانت قد تعرفت عليها أيضا بالميدان بعد أن حكت لها مأساتها واحتوتها وأقامت معها بمنزلها إلى إحدى المستشفيات، وفي وقت متأخر من الليل تسللت الأم محتضنة طفلها ونجحت في الهروب من المستشفى فلم يكن معها أية أوراق أوتحقيق شخصية. توجهت إلى الميدان لكسب قوت يومها من التسول، وما أن جاءت صديقتها المسنة عرضت عليها مشروع تحصل من ورائه على 10 آلاف جنيه بعد أن تتوسط لها لدى أحد الأشخاص الذي سيقوم بمعاونتهم على بيع الطفل لأحد الخليجيين. لم تتردد الأم في الموافقة معتقدة بأنها ستنقذ طفلها من حياة التسول والضياع التي عاشتها ومارستها، وبالفعل تم الاتفاق على الزمان والمكان وبحضور الجميع فوجئوا برجال الشرطة يلقون القبض عليهم. وإحالتهم إلي رامي عادل وكيل أول نيابة العمرانية الذي باشر التحقيقات بإشراف أحمد المغازي رئيس النيابة. تبين من التحقيقات أن السائق الوسيط شعربتأنيب الضمير وقررالابلاغ عن تلك الجريمة والكشف عن مكان وزمان المقابلة اعترفت الأم بصحة الواقعة. قرر وكيل النائب العام حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات وإيداع الطفل إحدى دور الرعاية.