اصطحبت الأم طفلتها الصغيرة ابنة العشر سنوات ودموع الندم والإحساس بالذنب تنساب فوق وجنتيها بينما تسير الصغيرة ممسكة ببعض الحلوي وببراءة الأطفال أخذت تتنقل بنظرها فيمن حولها من متقاضين ومحامين داخل سراي نيابة قسم ثاني الإسماعيلية. وقفت الأم ترمق ابنتها بنظرات العطف والحيرة وتراودها أيام زفافها ويوم أن أنجبت طفلتها التي نجح زوج جدتها العجوز في نسج خيوطه حولها مستغلا براءتها وهتك عرضها. ومع تذكر الأحداث أفاقت الأم على صوت الحارس وهو يخبرها بقرار مدير النيابة محمود أبو هاشم بتكليف شريف رشاد وكيل أول النيابة بالتحقيق في شكواها. استقبل وكيل النائب العام الأم وهدأ من روعها بينما جلست الصغيرة فوق المقعد تتأرجح بقدميها الصغيرتين وتعلو وجهها ابتسامة بريئة وهي تلهو بمحتويات المكتب وما أن انهارت الأم في البكاء تقترب منها وبأيد مرتعشة تحاول تجفيف الدموع لتحتضنها الأم في مشهد درامي غير مسبوق. بدأت الأم حديثها قائلة: لقد انفصلت عن زوجي منذ أكثر من عامين بعد قصة حب تكاد أن تكون أسطورية تدخل الشيطان بيننا ووصلنا إلي طريق مسدود وبعد ذلك تزوجت من رجل آخر رفض أن تقيم ابنتي معنا طلبت من أبيها أن تقيم معه لكنه رفض أيضا وتشبث كلا منا برأيه حتى قبلت جدتها والدة أبيها أن تقيم معها وترعاها فزوجها رجل مسن في العقد السابع من العمر والذي رحب بها لتملا عليهما الفراغ. بلغت ابنتي عامها العاشر وفي أحد الأيام فاجأتني بأن زوج جدتها العجوز يتحرش بها ويحتضنها بقوة ويجردها من ملابسها تحت التهديد بذبحها إذا أباحت بشيء ويقوم بشراء الحلوى لها بعد أن استغل براءتها بأنه يحب فعل ذلك معها لحبه الشديد لها وأنه ليس عيبا. أكدت الطفلة أقوال والدتها بعد أن طمأنها وكيل النائب العام وروت له ما كان يفعله الذئب العجوز معها وهي تنظر بعين الخوف والرهبة إلي باب المكتب خشية أن يأتي ويراها. وبمواجهة الذئب العجوز أنكر صحة الواقعة فقرر وكيل النائب العام حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات وعرض الطفلة على الطب الشرعي.