الذين صنعوا من أوراق البنكنوت الهاً ،لن يعنيهم هدفا آخرا غير عبادته ،الذين غاية أمانيهم مضاعفة أرصدتهم ،لا تسألهم عن رسالة أخلاقية ،الذين حولوا عقول الشباب الي مزارع للعنف والعري والمخدرات ،أشد خطرا على المجتمع ومستقبله وأمنه ،الذين صنعوا سينما "عبده موته" و"الألماني" و" حلاوة روح" ،لا تسألهم عن "أغنية على الممر" ولا "أيام السادات" ولا "ناصر 56". وحين أعطى "اللمبي" درسا مع "عم بخ" في "الكركرة" و"شد أنفاس الحشيش" ،هدم الشباب "غية الحمام" وحولوا السطوح الى "غرزة" وعندما رقص "عبده موتة" بسلاحه ،تحولت الأفراح الشعبية الى ساحات للمبارزة المسلحة. ولم يختلف الأمر كثيرا مع "الألماني" وغيره من الوجبات السامة التى دستها سينما المقاولات في عقول الشباب ،والحقيقة ليس "السبكي" وحده الذي يقدم هذه النوعية من الأفلام الرخيصة الهدامة،التي تنقل أسوأ ما فى المجتمع ،بصورة تحوله الى نماذج يقلدها الأطفال والمراهقين ،لكنه خطا عاما – على المستوى الرسمي والخاص – ينحدر الى حيث رغبة "الزبون" ،حتى لو كان ذلك في سابع أرض. ومكمن الخطر أمنيا فيما تنشره هذه الأفلام من ثقافة عنف وتغليب قانون "الغاب" وأخذ الحق ب"الدراع" بما فيه من هدم لدولة القانون ،بالاضافة الى نشر حيل الشوة والتزوير وتجارة الممنوع وتعاطي المخدرات ،وتحفيز واستدعاء الرغبات الجنسية ،وتعلم فنون البغاء والا غتصاب ،وهدم القيم بكل انواعها. وحرية الابداع التي تتعارض مع قيم المجتمع وتهدم ثوابته ،لا يمكن الدفاع عنها ،لأن تثبيت القواعد والحفاظ عليها أهم الف مرة من تجميل الأدوار العليا ،والمجتمعات – في مشارق الأرض ومغاربها – التي أصابتنا فتنة حرياتها ،لا تسمح أبدا بضرب قواعدها وثوابتها ،لا تتهاون أبدا مع من يتخطى الخطوط الحمراء. وحين استخدم رئيس الوزراء حقه في وقف عرض فيلم "حلاوة روح" ،لم يكن قاصدا مناصبة حرية الابداع عداوة ،ولا مبيت النية ل"خراب بيت ابو المنتج" ،لكنه أراد أن يحفظ أطفالنا من تعلم صناعة "المولوتوف" وفنون"قلة الأدب". رسالة: جرائم الاغتيالات واستهداف رجال الشرطة،تكشف قصورا في منظومة الأمن كاملة ،في أسلوب التأمين ووضع الكمائن والنقاط الثابته والمتحركة ،وتستلزم الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في توفير الحماية لرجل الأمن وتأمينه وتسليحة ،قبل أن نلقي به في مواجهة شياطين الارهاب ،وتستوجب البحث عن خطط جديدة تعيد رسم هذه المنظومة ،لأن غالبية الأكمنة ،عبارة عن صيدا سهلا للشياطين المتخفية بين المواطنين ،ونحن لا نريد رجال الأمن جثامين ملفوفة في أعلام الدولة نتباكى عليها ،لكننا نريدهم أبطالا يؤدون رسالتهم ،نحتمي خلفهم ،نحملهم على رؤسنا بعدما نزين أعناقهم بأكاليل الورود. [email protected]