الدول الثلاث تتهم الدوحة بانتهاك اتفاق منع التدخل في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون في تطور غير مسبوق في العلاقات الخليجية، قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، متهمة الدوحة بعدم تطبيق اتفاق ينص علي وقف دعم "الإعلام المعادي" والتوقف عن مساندة "التدخل في الشؤون الداخلية" وكل من يهدد "أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد" عن طريق العمل الأمني أو السياسي. وقال بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث انه "بناءً علي ما تمليه مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة من ضرورة التكاتف والتعاون وعدم الفرقة.. والتزاماً بمبادئ النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" فقد بُذلت جهود كبيرة للتواصل مع قطر للاتفاق علي مسار لسياسة موحدة تقتضي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل علي تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي". وأضاف البيان إن تلك الجهود أسفرت عن توقيع قطر علي "اتفاق الرياض" في 23 نوفمبر الماضي، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. لكن الاتفاق لم يتم تنفيذه علي أرض الواقع. وختمت الدول الثلاث بيانها بالقول إن "الشعب القطري" جزء لا يتجزأ من بقية شعوب دول المجلس، مبدية أملها في أن تسارع قطر إلي "اتخاذ الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه ولحماية مسيرة دول المجلس من أي تصدع والذي تعقد عليه شعوبها آمالاً كبيرة". وأشار البيان الي ان وزراء خارجية دول المجلس (السعودية والبحرين والكويتوقطر والامارات وعمان) اجتمعوا في الرياض امس الأول في محاولة لإقناع قطر بتنفيذ الاتفاق، لكنهم وأمام التعنت القطري "اضطروا الي البدء في اتخاذ ما يرونه مناسبا لحماية أمنهم واستقرارهم". وتأتي هذه التطورات غير المسبوقة علي صعيد العلاقات الخليجية لتعكس مدي التوتر لدي بعض دول المنطقة جراء أداء قناة "الجزيرة" التي تبث من قطر واتهام عدة دول للدوحة باحتضان جماعة الإخوان المسلمين، وقد سبق للإمارات أن استدعت السفير القطري لديها وابلغته احتجاجها بسبب تصريحات أطلقها المرجع الروحي للجماعة، يوسف القرضاوي، كما سبق أن أصدرت السعودية قرارا يجرّم الانتماء لتيارات حزبية. وفي الدوحة، أصدر مجلس الوزراء القطري بيانا اعتبر فيه ان موقف الرياض والمنامة وابو ظبي لا علاقة له بمصالح الشعوب الخليجية، ومؤكداً ان القرار جاء بسبب قضايا خلافية خارج مجلس التعاون الخليجي. وأكد البيان أن الدوحة ستظل ملتزمة بالمبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي. واعرب المجلس عن اسف قطر لموقف الدول الثلاثة بسحب سفرائها، مؤكداً ان قطر لن ترد بالمثل.