أمانة الشئون البرلمانية المركزية ب"مستقبل وطن" تناقش خطة عمل المرحلة المقبلة| صور    بعد تولي ياسمين فؤاد منصبها الجديد.. ما هي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر؟    12 جريحا في هجوم بسكين على محطة قطارات هامبورغ بألمانيا    انطلاق مباراة نابولي وكالياري في الدوري الإيطالي    يد الأهلي بطلا لكأس الكؤوس الأفريقية بعد الفوز على الزمالك    إصابة نائب رئيس مجلس الدولة في حادث تصادم سيارتين بالدقي    «الوزير» يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع في المسافة من القاهرة حتى المنيا    شعبة المستوردين: التيسيرات الضريبية خطوة إيجابية لدعم المستثمرين    سبورت: خطوة أخرى على طريق ميسي.. يامال سيرتدي الرقم 10 في برشلونة    لتصحيح المفاهيم الخاطئة، الأوقاف تسير قوافل دعوية للمحافظات الحدودية    انخفاض القيمة السوقية لشركة آبل دون مستوى 3 تريليونات دولار    نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها    السفيرة نبيلة مكرم عن أزمة ابنها رامى: نمر بابتلاءات وبنتشعبط فى ربنا (فيديو)    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    بسبب توتنهام.. مدرب كريستال بالاس يكشف حقيقة رحيله نهاية الموسم    أسعار مواد البناء مساء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    «مكنتش بتفرج عليها».. تعليق مفاجئ من الدماطي على تتويج سيدات الأهلي    اليونيسيف: الأزمة الإنسانية فى غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    ضبط كيان صناعي مخالف بالباجور وتحريز 11 طن أسمدة ومخصبات زراعية مغشوشة    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    «المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين    يختتم دورته ال 78 غدا.. 15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: لا عودة للمستشفيات دون ضمانات أممية    بين الفرص والمخاطر| هل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي آمن؟    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    ندوة توعوية موسعة لهيئة التأمين الصحي الشامل مع القطاع الطبي الخاص بأسوان    صفاء الطوخي: أمينة خليل راقية وذكية.. والسعدني يمتلك قماشة فنية مميزة    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    ضمن رؤية مصر 2030.. تفاصيل مشاركة جامعة العريش بالندوة التثقيفية المجمعة لجامعات أقليم القناة وسيناء (صور)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    قصور الثقافة تعرض مسرحية تك تك بوم على مسرح الأنفوشي    القاهرة الإخبارية: الاحتلال استهدف أهالي حاولوا الوصول إلى شاحنات المساعدات    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    وزير الزراعة يعلن توريد 3.2 مليون طن من القمح المحلي    زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    المشروع x ل كريم عبد العزيز يتجاوز ال8 ملايين جنيه فى يومى عرض    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخبار السيارات فجرت المشكلة .. والحكومة استجابت
مجلس الوزراء يقرر وقف استيراد التوك توك
نشر في أخبار الحوادث يوم 06 - 03 - 2014

استجابة لما نشرته "أخبار السيارات" العدد الماضي عن مشاكل التوك توك وأثاره
السلبية علي المجتمع، قام مجلس الوزراء قبل استقالته باتخاذ قرار بمنع استيراد التوك توك والدراجات النارية لمدة عام ومنع استيراد المكونات المحلية المكونة لهما لمدة ثلاثة أشهر مما يعيد الصحافة لدورها الذهبى فى كشف قضايا وأوجاع المجتمع ورؤية الحكومة لهذه الأخطاء ومحاولتها لتصحيح المسار ووضع الأمور فى نصابها الصحيح..
انتقلنا لمختلف الخبراء والجمهور لمعرفة تعقيبهم على هذا القرار ورؤيتهم له.. وهل يعتبر القرار مسكنا بما أنه لمدة عام واحد فقط أم إنه سيساعد فى القضاء على الظاهرة أو السيطرة على سلبياتها كحد أدنى ؟
ى البداية أكد طارق والى - خبير التخطيط- أن ال "توك توك" حل شعبى ظهر نتيجة غياب حل الدولة لمشكلة المواصلات فى المناطق التى لا تصلها وسائل النقل فهو الحل المتاح الذى لجأ إليه الناس فى حل هذه المشكلة وساعد على ذلك حجمه المناسب الذى يلائم جميع الأماكن الواسعة والضيقة، ولكن المشكلة التى تواجهه أنه ليس داخل منظومة تحمى حياة الناس وتجعله مفيدأ وليس مضراً وتحد من سلبياته، وأنه لا يدخل تحت سيطرة القانون، فيمكن أن يسبب المشاكل خصوصاً مع بعض النوعيات من الناس التى تستخدمه.
وفيما يتعلق بتعرض بعض سائقى ال "توك توك" للإهانة من قبل رجال الشرطة جراء عدم وجود الرخصة قال "والي" إنه لابد من احترام كرامة الإنسان والحفاظ عليها، ومن أجل ذلك فلابد أن تكون للدولة استراتيجية تحدد المناطق التى بحاجة إلى ال"توك توك"، وعددها.
وأضاف "والي" أن العشوائيات التى يوجد بها ال "توك توك" يمكن أن يخرج منها ثورة جياع بسبب تهميش الدولة لهم وإهمال مشاكلهم، أما عن إلغاء الترخيص فهو ميزة وعيب فمن المميزات هو الحفاظ على الأمن والأرواح و تقنين الأوضاع أما العيوب فهى سائقى التوك توك الحاليين سوف يفقدون مصدر للرزق فيجب نعويض الدولة لهم .
فيما عقب على القرار د.مجدى نور الدين -أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة- قائلاً ال "توك توك" وسيلة تفتقد الأمان وأنه لا يجب التصريح لها إلا فى الأماكن العشوائية التى يصعب فيها وجود وسائل النقل، ولأن شوارعها ضيقة.
كما أضاف "نور الدين" أن التراخيص لابد أن تكون لل"توك توك" فى مناطق تشغيل لا يخرج عنها ولا تشمل المحاور الرئيسية وشوارع المدن بسبب خطورة العمل بها، ويكفى مشاكل الميكروباصات بها، وأن "التكاتك" مكانها فى العشوائيات مع استخراج الرخص وتوفير الرقابة، وعمل اختبارات قيادة واختبارات نفسية وتعامل مع الناس والركاب والشارع نفسه حتى لا تتحول إلى وسيلة من الوسائل المرفوضة.
وقال "نور الدين" إن إيجابيات ال"توك توك" تكمن فى التعريفة المنخفضة والوصول للأماكن الضيقة.
ويقول دكتور مصطفى صبرى -أستاذ تخطيط هندسة ونقل ومرور- فى تعليقه على قرار مجلس الوزراء بوقف استيراد التوك توك أن القرار صائب وموفق وكان يجب أن نقوم بتفعيله منذ فترة لأن التوك توك استخدم فى مصر منذ فترة فى ظروف غير طبيعية وأصبح عبئا على المجتمع المصرى لمساوئه الكثيرة من إزدحام للطرق والشوارع وقيادة الأطفال له ويكفى أنه حتى الآن لم يتم ترخيصه وهذا دليل على عدم إعتراف الدولة به حتى الآن كما أن الدراجات البخارية فى ظل الإنفلات الأمنى الذى يعانى منه الشعب المصرى الآن فهو يستخدم فى الكثير من الحوادث من إغتيال أفراد الأمن والشرطة والكنائس وتنفيذاً للعمليات الإرهابية ونحن نطالب بإصدار قانون يحظر ركوب شخصين على الدراجة البخارية لأن الشخص الذى يركب بالخلف هو الذى يقوم بتنفيذ الجريمة.
خبراء اقتصاد
واعتبر د.أسامة عبد العظيم –خبير اقتصادي- أن القرار حل جذرى لمشكلة التكاتك فى مصر والتى أصبحت ظاهرة تؤرق الشارع المصرى وأن إلغاء تراخيص هذه المركبات سيسهم بشكل كبير فى الحد من ظاهرة انتشارهم فى الشوارع الرئيسية بالمدن وتسببهم فى ازدحام الطرق وكذلك الحد من استخدام التوك توك فى الأفعال الإجرامية مثل السرقة والنشل والخطف والاغتصاب والتى أصبحنا نقرأ عنها يومياً فى الصحف بشكل واضح للغاية ومخيف.
وأذكر أن هناك قانوناً كان قد وضعه مجلس الشعب سابقاً لتقنين وضع التوك توك فى مصر وقواعد ترخيصه، وإسناد مهمة سيره إلى المحليات لكونها لديها الدراية الأكبر باحتياجات المنطقة وكذلك الشوراع الرئيسية التى يفضل عدم وجود التكاتك بها للحفاظ على الوجه الحضارى للمنطقة ولكن ظاهرة التوك توك تفحلت وتوغلت فى شوارعنا بدون أى ضوابط وأصبحنا نراهم الآن فى الشوارع الرئيسية يسيرون فى الاتجاه المخالف وأحياناً أمام أعين الأكمنة المرورية، مما يستلزم وقفة حادة وجادة من الدولة والمجتمع فى نفس الوقت لتوفير بديل لأصحاب التكاتك.
الصناعات المغذية
أما عبد المنعم القاضي-رئيس شعبة الصناعات المغذية للسيارات باتحاد الصناعات- قال أعتبر هذا القرار قراراً شجاعاً فهو أول قرار للحكومة فيه استجابة للظروف الحالية لبلادنا وقد جاء مع هذا القرار قرار حكيم آخر هو السماح باستيراد هذه الأصناف مفككة لمدة ثلاثة شهور لحين دراسة ذلك وكم أتمنى أن يتم فعلاً دراسة لذلك دون ترك الموضوع ثم دراسته فى آخر أيام قبل انتهاء المدة فيصبح القرار متسرعاً وربما يكون فيه ظلم أو ضرر لبعض الأطراف وأسأل الله أن يكون هذا القرار بداية وليس نهاية .. بداية لقرارات شجاعة أخرى تأخذها الحكومة لضبط الشارع المصرى وضبط الاقتصاد المصرى فإذا كان التوك توك والموتوسيكلات وسيلة سهلة لقتل المصريين فالكثير من المنتجات الصناعية والغذائية تكون وسيلة أيضاً لقتل المصريين ولكن الفرق الوحيد أن الأولى تقتلهم بسرعة أو بطلقة واحدة أما المنتجات الأخرى تقتلهم ببطء فلا يظهر الجانى وتختفى الجريمة، فالمنتجات الصناعية والغذائية التى تدخل البلاد وتكون غير مطابقة للمواصفات (وهى كثيرة) تكون أداة لقتل المصريين ولكن ببطء، وإذا تحدثنا عن السيارات وقطع غيارها وأخص ذلك لإنه مجال تخصصى فالتعديات الفنية فيها كثيرة ومتعددة، فكثير من السيارات تكون غير مطابقة للمواصفات القياسية العالمية ويتم رفضها فى كثير من دول العالم ولكنها تدخل بلادنا دون حظر أو منع ونفس الشيء بل أدهى وأمر من ذلك فى قطع غيار السيارات التى تدخل من بلاد العالم دون أى مطابقة لأى مواصفات وتنافس الصناعة المصرية والمصيبة الأكبر إنها مفضلة عند البعض لإنها مستوردة، واختتم "القاضي" حديثه قائلاً أعود وأكرر كم أتمنى أن تنتفض الحكومة بمجموعة مماثلة من القرارات الشجاعة التى تنقذ المواطن المصرى والاقتصاد المصرى من كوارث كبري.
خبراء البيئة
وفى نفس السياق أيد القرار د.أحمد عبد الوهاب -استشارى تلوث البيئة- حيث قال القرار محترم ويجب تفعيله بسرعة لأننا تكلمنا فى مشكلة التوك توك منذ زمن ومساوئه والمشاكل التابعة له لأن سلبياته أكثر من إيجابياته فكيف يقود التوك توك طفل صغير متهور يمكن أن يقتل الناس به أو يصيبهم و لا يتحاكم فلابد من محاسبته فالحل الوحيد هو كما فعلت الحكومة إلغاء ترخيصه و زيادة الرقابة على المناطق العشوائية التى تتزايد فيها إستخدام التوك توك و توقيع أقصى العقوبة على من يتوانى فى تنفيذ القرار .
سائقو التوك توك يتكلمون
أما عبد الله عمر -شاب فى الثلاثينات- بدأ حديثه قائلاً "هو أنا لقيت غير الشغلانة دى ومشتغلتش سواقة التوك توك متعبة جداً لأنى بقابل أشكال وألوان من البشر فى الكويس وفى الوحش وتيجى الدولة تقف فى طريقنا وعايزة تحرمنا منها يعنى على رأى المثل، "رضينا بالهم و الهم مرضيش بينا" أنا خاطب منذ ثلاث سنوات وبحاول أوفق أوضاعى للزواج والتوك توك بيساعدنى أنا مستعد أقوم بالترخيص لكن إلغاء الترخيص نهائى صعب جداً.
ويقول مصطفى الحلى -سائق توك توك- عندى 3 أولاد وكنت أعمل باليومية يوم شغل و عشرة لأ وعندها قررت أعمل على التوك توك لأنه مشروع سهل ودخله معقول ولكن كان بالقسط فالإيراد كله يذهب لسداد الأقساط فأعمل ليل نهار حتى أفى بإلتزاماتى و مصاريف أولادى و نحن بنقابل مشاكل كثيرة مع الحكومة فإذا قابلنا أمين شرطة وسألنا على الرخص نضطر لدفع غرامة مالية أو ارضائه بمبلغ من المال لكى يغض بصره عنا والمشكلة الأكبر إنه ليس هناك رخص حتى الآن ولو طلعوا قرارا بالترخيص فسوف نذهب جميعاً لإستخراج الرخص لأنه أكل عيشنا ولكن الحكومة "مش سيبانا فى حالنا" لأن بيننا "الكويس والوحش" و كثير من رجال الشرطة يركبون معنا لتوصيلهم بدون دفع الأجرة لكن إلغاء الترخيص نهائى فهذا خراب بيوت وقطع عيش.
أما محمد عباس -عامل محارة- منعته الظروف عن العمل فقرر شراء توك توك هو وابن عمه خوفاً على أطفاله ولسد إحتياجاتهم وكل الشباب تفعل ذلك الآن للهروب من أصحاب العمل الذين يريدون مص دم الغلابة دون مقابل ويقول: يجب على الناس أن تميز بين سائق التوك توك الذى يعمل بجد ويراعى أكل عيشه وبين الأطفال الذين يقودون بتهور و البلطجية.
لكن لو تم منع إستيراد التوك توك فسوف يزداد عدد الشباب العاطل على المقاهى بدون عمل وبالتالى ستتصاعد أعمال الجريمة فى الشوارع وفى هذه الحالة الدولة سوف تكون المسئولة عن كل هذا لأنها تصدر قرارات ولا تتحمل نتيجتها.
فى البداية أكد طارق والى - خبير التخطيط- أن ال "توك توك" حل شعبى ظهر نتيجة غياب حل الدولة لمشكلة المواصلات فى المناطق التى لا تصلها وسائل النقل فهو الحل المتاح الذى لجأ إليه الناس فى حل هذه المشكلة وساعد على ذلك حجمه المناسب الذى يلائم جميع الأماكن الواسعة والضيقة، ولكن المشكلة التى تواجهه أنه ليس داخل منظومة تحمى حياة الناس وتجعله مفيدأ وليس مضراً وتحد من سلبياته، وأنه لا يدخل تحت سيطرة القانون، فيمكن أن يسبب المشاكل خصوصاً مع بعض النوعيات من الناس التى تستخدمه.
وفيما يتعلق بتعرض بعض سائقى ال "توك توك" للإهانة من قبل رجال الشرطة جراء عدم وجود الرخصة قال "والي" إنه لابد من احترام كرامة الإنسان والحفاظ عليها، ومن أجل ذلك فلابد أن تكون للدولة استراتيجية تحدد المناطق التى بحاجة إلى ال"توك توك"، وعددها.
وأضاف "والي" أن العشوائيات التى يوجد بها ال "توك توك" يمكن أن يخرج منها ثورة جياع بسبب تهميش الدولة لهم وإهمال مشاكلهم، أما عن إلغاء الترخيص فهو ميزة وعيب فمن المميزات هو الحفاظ على الأمن والأرواح و تقنين الأوضاع أما العيوب فهى سائقى التوك توك الحاليين سوف يفقدون مصدر للرزق فيجب نعويض الدولة لهم .
فيما عقب على القرار د.مجدى نور الدين -أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة- قائلاً ال "توك توك" وسيلة تفتقد الأمان وأنه لا يجب التصريح لها إلا فى الأماكن العشوائية التى يصعب فيها وجود وسائل النقل، ولأن شوارعها ضيقة.
كما أضاف "نور الدين" أن التراخيص لابد أن تكون لل"توك توك" فى مناطق تشغيل لا يخرج عنها ولا تشمل المحاور الرئيسية وشوارع المدن بسبب خطورة العمل بها، ويكفى مشاكل الميكروباصات بها، وأن "التكاتك" مكانها فى العشوائيات مع استخراج الرخص وتوفير الرقابة، وعمل اختبارات قيادة واختبارات نفسية وتعامل مع الناس والركاب والشارع نفسه حتى لا تتحول إلى وسيلة من الوسائل المرفوضة.
وقال "نور الدين" إن إيجابيات ال"توك توك" تكمن فى التعريفة المنخفضة والوصول للأماكن الضيقة.
ويقول دكتور مصطفى صبرى -أستاذ تخطيط هندسة ونقل ومرور- فى تعليقه على قرار مجلس الوزراء بوقف استيراد التوك توك أن القرار صائب وموفق وكان يجب أن نقوم بتفعيله منذ فترة لأن التوك توك استخدم فى مصر منذ فترة فى ظروف غير طبيعية وأصبح عبئا على المجتمع المصرى لمساوئه الكثيرة من إزدحام للطرق والشوارع وقيادة الأطفال له ويكفى أنه حتى الآن لم يتم ترخيصه وهذا دليل على عدم إعتراف الدولة به حتى الآن كما أن الدراجات البخارية فى ظل الإنفلات الأمنى الذى يعانى منه الشعب المصرى الآن فهو يستخدم فى الكثير من الحوادث من إغتيال أفراد الأمن والشرطة والكنائس وتنفيذاً للعمليات الإرهابية ونحن نطالب بإصدار قانون يحظر ركوب شخصين على الدراجة البخارية لأن الشخص الذى يركب بالخلف هو الذى يقوم بتنفيذ الجريمة.
خبراء اقتصاد
واعتبر د.أسامة عبد العظيم –خبير اقتصادي- أن القرار حل جذرى لمشكلة التكاتك فى مصر والتى أصبحت ظاهرة تؤرق الشارع المصرى وأن إلغاء تراخيص هذه المركبات سيسهم بشكل كبير فى الحد من ظاهرة انتشارهم فى الشوارع الرئيسية بالمدن وتسببهم فى ازدحام الطرق وكذلك الحد من استخدام التوك توك فى الأفعال الإجرامية مثل السرقة والنشل والخطف والاغتصاب والتى أصبحنا نقرأ عنها يومياً فى الصحف بشكل واضح للغاية ومخيف.
وأذكر أن هناك قانوناً كان قد وضعه مجلس الشعب سابقاً لتقنين وضع التوك توك فى مصر وقواعد ترخيصه، وإسناد مهمة سيره إلى المحليات لكونها لديها الدراية الأكبر باحتياجات المنطقة وكذلك الشوراع الرئيسية التى يفضل عدم وجود التكاتك بها للحفاظ على الوجه الحضارى للمنطقة ولكن ظاهرة التوك توك تفحلت وتوغلت فى شوارعنا بدون أى ضوابط وأصبحنا نراهم الآن فى الشوارع الرئيسية يسيرون فى الاتجاه المخالف وأحياناً أمام أعين الأكمنة المرورية، مما يستلزم وقفة حادة وجادة من الدولة والمجتمع فى نفس الوقت لتوفير بديل لأصحاب التكاتك.
الصناعات المغذية
أما عبد المنعم القاضي-رئيس شعبة الصناعات المغذية للسيارات باتحاد الصناعات- قال أعتبر هذا القرار قراراً شجاعاً فهو أول قرار للحكومة فيه استجابة للظروف الحالية لبلادنا وقد جاء مع هذا القرار قرار حكيم آخر هو السماح باستيراد هذه الأصناف مفككة لمدة ثلاثة شهور لحين دراسة ذلك وكم أتمنى أن يتم فعلاً دراسة لذلك دون ترك الموضوع ثم دراسته فى آخر أيام قبل انتهاء المدة فيصبح القرار متسرعاً وربما يكون فيه ظلم أو ضرر لبعض الأطراف وأسأل الله أن يكون هذا القرار بداية وليس نهاية .. بداية لقرارات شجاعة أخرى تأخذها الحكومة لضبط الشارع المصرى وضبط الاقتصاد المصرى فإذا كان التوك توك والموتوسيكلات وسيلة سهلة لقتل المصريين فالكثير من المنتجات الصناعية والغذائية تكون وسيلة أيضاً لقتل المصريين ولكن الفرق الوحيد أن الأولى تقتلهم بسرعة أو بطلقة واحدة أما المنتجات الأخرى تقتلهم ببطء فلا يظهر الجانى وتختفى الجريمة، فالمنتجات الصناعية والغذائية التى تدخل البلاد وتكون غير مطابقة للمواصفات (وهى كثيرة) تكون أداة لقتل المصريين ولكن ببطء، وإذا تحدثنا عن السيارات وقطع غيارها وأخص ذلك لإنه مجال تخصصى فالتعديات الفنية فيها كثيرة ومتعددة، فكثير من السيارات تكون غير مطابقة للمواصفات القياسية العالمية ويتم رفضها فى كثير من دول العالم ولكنها تدخل بلادنا دون حظر أو منع ونفس الشيء بل أدهى وأمر من ذلك فى قطع غيار السيارات التى تدخل من بلاد العالم دون أى مطابقة لأى مواصفات وتنافس الصناعة المصرية والمصيبة الأكبر إنها مفضلة عند البعض لإنها مستوردة، واختتم "القاضي" حديثه قائلاً أعود وأكرر كم أتمنى أن تنتفض الحكومة بمجموعة مماثلة من القرارات الشجاعة التى تنقذ المواطن المصرى والاقتصاد المصرى من كوارث كبري.
خبراء البيئة
وفى نفس السياق أيد القرار د.أحمد عبد الوهاب -استشارى تلوث البيئة- حيث قال القرار محترم ويجب تفعيله بسرعة لأننا تكلمنا فى مشكلة التوك توك منذ زمن ومساوئه والمشاكل التابعة له لأن سلبياته أكثر من إيجابياته فكيف يقود التوك توك طفل صغير متهور يمكن أن يقتل الناس به أو يصيبهم و لا يتحاكم فلابد من محاسبته فالحل الوحيد هو كما فعلت الحكومة إلغاء ترخيصه و زيادة الرقابة على المناطق العشوائية التى تتزايد فيها إستخدام التوك توك و توقيع أقصى العقوبة على من يتوانى فى تنفيذ القرار .
سائقو التوك توك يتكلمون
أما عبد الله عمر -شاب فى الثلاثينات- بدأ حديثه قائلاً "هو أنا لقيت غير الشغلانة دى ومشتغلتش سواقة التوك توك متعبة جداً لأنى بقابل أشكال وألوان من البشر فى الكويس وفى الوحش وتيجى الدولة تقف فى طريقنا وعايزة تحرمنا منها يعنى على رأى المثل، "رضينا بالهم و الهم مرضيش بينا" أنا خاطب منذ ثلاث سنوات وبحاول أوفق أوضاعى للزواج والتوك توك بيساعدنى أنا مستعد أقوم بالترخيص لكن إلغاء الترخيص نهائى صعب جداً.
ويقول مصطفى الحلى -سائق توك توك- عندى 3 أولاد وكنت أعمل باليومية يوم شغل و عشرة لأ وعندها قررت أعمل على التوك توك لأنه مشروع سهل ودخله معقول ولكن كان بالقسط فالإيراد كله يذهب لسداد الأقساط فأعمل ليل نهار حتى أفى بإلتزاماتى و مصاريف أولادى و نحن بنقابل مشاكل كثيرة مع الحكومة فإذا قابلنا أمين شرطة وسألنا على الرخص نضطر لدفع غرامة مالية أو ارضائه بمبلغ من المال لكى يغض بصره عنا والمشكلة الأكبر إنه ليس هناك رخص حتى الآن ولو طلعوا قرارا بالترخيص فسوف نذهب جميعاً لإستخراج الرخص لأنه أكل عيشنا ولكن الحكومة "مش سيبانا فى حالنا" لأن بيننا "الكويس والوحش" و كثير من رجال الشرطة يركبون معنا لتوصيلهم بدون دفع الأجرة لكن إلغاء الترخيص نهائى فهذا خراب بيوت وقطع عيش.
أما محمد عباس -عامل محارة- منعته الظروف عن العمل فقرر شراء توك توك هو وابن عمه خوفاً على أطفاله ولسد إحتياجاتهم وكل الشباب تفعل ذلك الآن للهروب من أصحاب العمل الذين يريدون مص دم الغلابة دون مقابل ويقول: يجب على الناس أن تميز بين سائق التوك توك الذى يعمل بجد ويراعى أكل عيشه وبين الأطفال الذين يقودون بتهور و البلطجية.
لكن لو تم منع إستيراد التوك توك فسوف يزداد عدد الشباب العاطل على المقاهى بدون عمل وبالتالى ستتصاعد أعمال الجريمة فى الشوارع وفى هذه الحالة الدولة سوف تكون المسئولة عن كل هذا لأنها تصدر قرارات ولا تتحمل نتيجتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.