في محاكم الاحوال الشخصية .. هناك العديد من القضايا المثيرة والغريبة .. والسطور المقبلة تروي تفاصيل واحدة من أغرب الدعاوي القضائية! هناء .. زوجة وأم لفتاتين مراهقتين .. كل واحدة منهما تحمل جمالا يفوق الاخري .. حضرت الي المحكمة وبصحبتها ابنتها الكبري وتصرخ قائلة: "أريد خلع زوجي المجنون .. الذي فقد عقله ويسوء سمعة بناته ويفضحهن في المنطقة الشعبية التي نسكنها!" الدهشة سيطرت علي أعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الزيتون من كلام الزوجة .. وطلبوا منها الهدوء حتي تتضح الحقيقه .. وجلست في انكسار شديد ونظرت الي ابنتها هدير ابنة ال 19 عاما بحزن واسي .. بسبب الكدمات التي كانت ترتسم حول عيني ابنتها .. وبدأت الام في الكلام قائلة: زوجي اصيب بالجنون .. وربما ادمانه علي المواد المخدره السبب في غياب وعيه وضياع عقله! فقد تزوجته منذ عشرين عاما .. كان وقتها عاملا بسيطا لكن بدأت حياتي معه في هدوء وسعاده .. خاصة بعد ان رزقنا الله بابنتنا الكبري هدير .. ثم جاءت بعدها شقيقتها الثانية مي ابنة السابعة عشر عاما .. وكانت تمر سفينة حياتنا في استقرار! لكن –كما يقولون- تأتي الرياح احيانا بما لا تشتهي السفن .. فقد انقلبت حياتنا رأسا علي عقب .. بعدما أصبح زوجي رجلا آخر غير الذي تزوجته .. بعدما بدأت الاموال تجري بين يديه وتعرف علي شلة اصدقاء السوء .. وعلموه تناول المواد المخدره والسهر في أوكار الليل! وقعت بيننا الكثير من الخلافات وأدت في احد المرات الي الطلاق .. ولم أعود اليه الا بعد ان قدم لي كل الوعود بالا يعود الي طريق الضياع مره اخري .. لكن كانت تبخرت جميعها في الهواء! وعاد زوجي الي ما كان عليه .. لكن كانت كل مشكلتي ان بناتي اصبحن في سن المراهقه .. وأخاف عليهن من ذلك الاب المدمن الغائب عن الوعي .. وتحول خوفي من مجرد مشاعر تنتابني الي حقيقة ومأساه نعيش فيها انا وبناتي! فقد أصبح زوجي يتشاجر معنا كل ليله .. وبصوت مرتفع يصل الي كل الجيران .. وفي البداية كنا نغلق آذاننا حتي لا نسمع الالفاظ البشعه التي ينقطها لسانه .. لكن فاض بي الكيل وقررت في احد المرات الوقوف في وجهه .. وأمنعه ان ينطق بهذه الشتائم البشعه امام بناته ويتوقف عن اهانتنا .. هنا فوجئت به يصرخ مثل المجنون ويسرع الي خارج الشقه ويقف اسفل العقار وهو ينادي علي الجيران حتي يسمعوا كلامه! وراح يردد كلام عن بناته يسئ الي سمعتهن .. ويقول انهما علي علاقة بالعديد من الشباب .. وانه يفعلن اشياء سيئه ويعودن الي المنزل في اوقات متأخره ولا يقدر علي تربيتهن .. وكلها كانت اشياء لا تمت للحقيقه بصله .. وحاول الجيران منعه عن مواصلة كلامه .. بعدما راحت الفتيات تصرخ وتبكي من هول الصدمه! وأسرعت الي قسم الشرطة وقمت بعمل محضر ضده بعدم التعرض لي ولبناتي .. لكنه لم يتوقف وعاد الي المنزل ولم يتركنا الا بعد ان تهجم علينا بالضرب .. أدي الي اصابة ابنتي الكبري بكدمات شديده علي وجهها ورقبتها وانحاء متفرقه في جسدها .. مما دفعني الي الحضور الي المحكمة وطلب الخلع من هذا الزوج المريض نفسيا الذي يفضح بناتي بافتراء! المثير ان عم الفتيات حضر مع الام وابنتها هدير .. وأكد علي صحة كلامها قائلا ان شقيقه فقد عقله بسبب الادمان .. وكثيرا ما حاولوا اصلاحه لكن دون فائده .. وحدثت العديد من المشاكل بينه وبين زوجته وبناته .. ولا يوجد حلا لذلك سوي الانفصال! وفشلت محاولات اعضاء المكتب المكون من الخبراء القانوني خالد عبد العاطي .. والاجتماعي مصطفي توفيق والنفسي مروه عرفه .. للصلح بين الزوجين لعدم حضور الزوج أيا من جلسات الصلح .. وبعد احالة الدعوي الي المحكمة صدر القرار في النهاية لصالح الزوجة البائسه بالطلاق خلعا من زوجها!