في لحظة تخلي فيها الأب عن عقله تحول خلالها إلي دمية بيد الشيطان حتي أفقده الحد الأدني من المقومات الإنسانية وطاوعته يده القاسية في طعن ابنته الكبري والقي ببناته الثلاث الآخريات من أعلي سطح المنزل في لحظة جنون. لم يكن خلالها واقعا تحت تأثير أي أنواع من حبوب الهلوسة بل كان في وعيه التام وهو يريق دم بناته رخيصا ويلطخ به جدران منزله وكان مدركا لكل ما يفعله وها هو الآن وبعد انتهاء المأساة الدامية غير نادم علي ما حدث ولم يتحرك بداخله قلب الأب ولم يرق لاصابة بناته بكسور خطيرة ومتفرقة وهن يرقدن بين الحياة والموت نتيجة انتقامه المجنون ولم يهتز له جفن لمشهد أجساد أطفاله الابرياء والدماء تلطخ يديه ووقف أمام المحقق يروي تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبها بقلب بارد وعقل متحجر زاعما أنه لم يقصد التخلص منهن ولكن لحرق دم والدتهن عليهن لتركها عش الزوجية بعد زواج دام خمسة عشر عاما وقال انه لا يكرههن وانه يعاني حالة نفسية سيئة منذ عدة سنوات حيث توجه إلي أحد الأطباء النفسيين وظل يتناول العلاج لفترة كبيرة ثم توقف عنه لارتفاع ثمنه ونتيجة لذلك بدأت تطارده وساوس وهواجس حول أسرته وبناته وانه في يوم الجريمة وقعت مشادةكلامية بينه وبين زوجته انتهت بالطلاق وغادرت علي اثر ذلك المنزل بصحبة شقيقها ورفضت اصطحاب البنات معها وتركتهن له لتربيتهن ثم تناول الطعام مع بناته وقال انه لا يتذكر شيئا عن الحادث سوي سماع أصوات صراخ فقط فاصابه الذهول وتساءل عما جري في منزله, وأضاف في أقواله: وفي الشارع سمعت صراخا شديدا من الجيران والمارة يقولون ان بناتي يتساقطن من أعلي سطح المنزل الواحدة تلو الأخري ويرتطمن بالأرض وسط بركة من الدماء وتم نقلهن إلي المستشفي. ترجع أحداث القضية عندما تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن سوهاج بلاغا من الأهالي بالعثور علي أربع فتيات مصابات بكسور وسحجات متفرقة واحداهن مصابة بطعنة نافذة بالصدر والبطن.. انتقل العميدان عاصم حمزة ومحمود العبودي مدير ورئيس المباحث الجنائية إلي مكان البلاغ وتبين من المعاينة الأولية أن المصابات هن: نانسي وفاطمة ومديحة وسلمي الأولي مصابة بطعنة نافذة بالصدر والبطن والثلاث الاخريات مصابات بكسور وسحجات خطيرة بالجسد. تم نقل الجثة والمصابات الثلاث إلي مستشفي طب سوهاج وتوصلت التحريات إلي أن وراء الجريمة والدهن طارق بسبب الخلافات الزوجية ومروره بأزمة نفسية يعالج منها منذ عدة شهور وفي يوم الجريمة وقعت مشادة كلامية بين الزوجين غادرت علي اثرها الزوجة عش الزوجية بعد طلاقها فانتابته حالة نفسية وعصبية سيئة وقام بطعن ابنته الكبري بسكين وألقي بالاخريات من أعلي سطح المنزل. وبمواجهته بالجريمة نفي المتهم ارتكابه الواقعة فتمت احالته إلي النيابة التي صرحت بدفن الجثة ومتابعة حالة المصابات الثلاث وسؤالهن بعد تماثلهن للشفاء وباشرت التحقيق باشراف المستشار مصطفي عبدالكريم المحامي العام لنيابات شمال سوهاج.